بسم الله الرحمن الرحيم
(مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) صدق الله العظيم.
بقلوب يعتصرها الألم تلقت الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، نبأ استشهاد القائد المجاهد يحيى السنوار- رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وهو في ميدان الجهاد مقبلا لا مدبرا، متصديا لعدوان العصابات الصهيونية التي جلبتها قوى الاستعمار والاستكبار العالمي، لزرع خنجر مسموم في قلب الأمة العربية، بهدف تفتيت جغرافيتها، وإبادة أهلها، بدءا بأهلنا في فلسطين الحبيبة وانتهاء بكل أبناء العروبة والإسلام على الرقعة العربية بلا استثناء.
وإزاء هذا المصاب الجلل الذي حل على أمتنا العربية والإسلامية؛ فإن الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في إقليم اليمن تبارك للقائد المجاهد يحيى السنوار نيله الشهادة التي طالما تمناها، لترتقي روحه الطاهرة إلى الفردوس الأعلى، حتى تتبوأ مقعدها إلى جوار أرواح آبائه وأشقائه الذين سبقوه إليها، وهم يجاهدون في سبيل الله وفي سبيل تحرير الوطن العربي وفي مقدمته فلسطين الحبيبة، وتطهيره من رجس الصهاينة الأشرار ودنس قوى الاستعمار والاستكبار.
إن مغادرة القائد المجاهد (أبو إبراهيم) الأرض الملتهبة، وسموه إلى بارئه، يشكل -بالنسبة للأمة العربية والإسلامية عموما ولأهلنا في فلسطين الحبيبة خصوصا- خسارة لا يمكن وصف فداحتها، لاسيما وأن هذا القائد قد أشغر بنيله الشهادة أهم موقعين أحدهما قيادته السياسية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بصفته رئيسا لمكتبها السياسي، والآخر قيادته الميدانية للمجاهدين الذين أحرقوا قلوب المحتلين الصهيونية، منذ خروجه من المعتقلات الصهيونية، بلغ أداؤهم أقصى مداه حتى الآن في السابع من أكتوبر (تشرين أول) من العام الماضي، ومسامرون في مقاومة الآلية الوحشية الصهيونية التي ترتكب جرائم الإبادة الجماعية للبشر، وتدمير الشجر والحجر، بدعم مباشر عسكريا وماديا وماليا وإعلاميا من قبل قوى الاستعمار الغربي بقيادة الولايات المتحدة، ودعم غير مباشر من قبل بعض العملاء في المنطقة العربية.
وإزاء ذلك فإن الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، تتوجه بأصدق التعازي القلبية إلى أهل وذوي الشهيد، وإلى قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وكل مجاهديها وأنصارها في فلسطين وفي الوطن العربي والعالم، وفي مقدمتهم قيادات وقواعد الحركة الناصرية في اليمن وفي الوطن العربي، ولكل أبناء الأمتين العربية والإسلامية، ضارعة إلى الله العلي القدير أن يعظم أجر الجميع ويعصم كل القلوب المكلومة بالصبر والسلوان.
إن التجارب التأريخية منذ بدأت العصابات الصهيونية تتوافد من أصقاع الأرض إلى فلسطين الحبيبة، فور إعلان وعد بلفور المشؤوم في 2 نوفمبر 1917 وحتى اليوم حددت علامات يتميز بها الصراع العربي الصهيوني؛ وأهمها:
1- إن الصراع العربي مع العدو الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع حدود، والدليل على ذلك الجرائم غير الإنسانية التي ترتكبها العصابات الصهيونية منذ عشرينيات القرن الماضي بحق أهلنا الفلسطينيين، التي لم توقفها المؤامرة الدولية بمنح الصهاينة وطنا في العام 1947 ولا ما احتلوه من أراض عربية عبر الحروب السالفة. وإنما يستمر القضم للأرض والتهجير القسري لأهلها. بل أن المعطيات على الواقع ينبئ أن التمدد الصهيوني سيستمر ليلتهم جل الوطن العربي.
2- إن ما أخذ بالقوة لا يمكن ان يسترد بغير القوة، إذ أن الأيديولوجية المبنية على الأساطير التوراتية المزورة، تحتم على العصابات الصهيونية التمسك بالأرض وإبادة أهلها، والتوسع خارج فلسطين، وبالتالي فإن أحلام الانهزاميين والاستسلاميين تتبدد دائما، وما المفاوضات والاتفاقيات التطبيعية التي سبق أن وقعت، أو تلك التي سوف توقع، ضمن صفقة القرن واستحداث مفهوم الديانة الإبراهيمية، ما هي إلا مظاهر تكتيكية في طريق تحقيق المشروع الشرق الأوسطي الجديد الذي سيقوده الكيان الصهيوني الغاصب، بعد إعادة ترتيب المنطقة العربية على أسس إثنية وطائفية ومذهبية متناحرة.
3- إن السلام لا يمكن أن يسود المنطقة العربية والعالم أجمع، ما لم تتم إزالة الاحتلال الصهيوني وآثاره عن فلسطين، وتحرر كل الشعوب المستضعفة من الهيمنة الاستعمارية العسكرية والاقتصادية.
وبناء على ما سبق، فإن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري يؤكد على ما يلي:
أولا: ضرورة توحد البندقية الفلسطينية بكل أطيافها السياسية، لمؤازرة المقاومة الفلسطينية في الميدان، ومواجهة العدوان الصهيوني، قبل أن تعم عمليات الإبادة البشرية كل الساحة الفلسطينية. وتأجيل الخلافات السياسية والأيديولوجية إلى ما بعد دحر العدوان.
ثانيا: يدعو التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى سرعة ترتيب أوضاعها، وشغل الموقعين الشاغرين الذين أحدتهما استشهاد القائد الخالد (أبو إبراهيم)، والعشم بحكمة قيادة حماس كبير في قدرتها على تجاوز الحدث حتى لا يتحول إلى أزمة، وإكمال المسيرة التي رسمها وشرع في تنفيذها الشهيد.
ثابثا: يكرر التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري مطالبته جامعة الدول العربية، تفعيل مبدأ الدفاع العربي المشترك من أجل دعم النضال الفلسطيني ضد الصلف الصهيوني.
رابعا: إن ما يمارسه العدو الصهيوني من إبادة جماعية لأهلنا في فلسطين، يحتم على الأنظمة العربية التي سبق أن أبرمت مع العدو الصهيوني اتفاقيات تطبيعية، يعد فرصة أمام هذه الأنظمة للتحرر من تلك الاتفاقيات المذلة، والعودة إلى الصف العربي في مواجهة أطماع العدو وإيقاف جرائمه بحق أهلنا في فلسطين ولبنان.
خامساا: إن استمرار أغلب الأنظمة الرسمية العربية إما بالصمت أو بالدعم المباشر وغير المباشر للعدو الصهيوني، وهو يمارس أعمال الإبادة البشرية في فلسطين ولبنان، يدفع التنظيم الناصري إلى تكرار توجيه دعونه للشارع العربي إلى الانتفاض على أنظمته العميلة، للضغط عليها من أجل التراجع عن السير في الخط الاستسلامي الذي فرضته عليها القوى الاستعمارية.
سادسا: يكرر التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري مطالبته المجتمع الدولي الانحياز للحق، واستخدام صلاحياته في إيقاف المجازر الوحشة التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين، ومعاقبة ذلك الكيان الغاصب على عدم احترامه للقانون الدولي والإعلان العالمين لحقوق الإنسان.
ختاما؛ المجد والخلود لشهداء المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وكل شهداء الأمة العربية الذين بذلوا مهجهم من أجل عزة وكرامة الأمة. والخزي والعار لكل الأنظمة العربية المتواطئة مع العدو الصهيوني. والهزيمة النكراء للمشروع الصهيواستعماري.
ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين.
صادر عن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري – اليمن
15 ربيع الثانية 1446 الموافق 18 أكتوبر 2024