ببالغ الحزن وعظيم الأسى، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ينعي التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري وفاة المناضل الناصري الكبير عبدالعزيز محمد أحمد العبسي، الذي وافاه الأجل يوم الثلاثاء الماضي الموافق 4 فبراير 2025 في العاصمة صنعاء، بعد حياة حافلة بالكفاح والنضال والتضحية في سبيل وطنه وأمته وقيمه ومبادئه العظيمة، تاركًا وراءه إرثًا نضاليًا خالدًا.
لقد مثل رحيل الفقيد خسارة كبيرة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري على وجه الخصوص، وللحركة السياسية اليمنية عمومًا، حيث كان الفقيد مؤمنًا بأن التغيير السياسي لا يتحقق إلا بالنضال الجمعي المنظم. انضم إلى صفوف تنظيم الطليعة العربية في سن مبكر من حياته، وكان من القيادات المؤسسة للقاعدة الطلابية في محافظة تعز مع الشهيد القائد عيسى محمد سيف، والتي مثلت حينها لحظة فارقة في مسار النضال الوطني، حيث انضم إليها الآلاف من الطلاب وكان الفقيد ملهمًا للكثير منهم بخطاباته الحماسية الثورية، حيث كان خطيبًا مفوهًا، فيما كان الشهيد عيسى رجل الحوار بين أقرانه الطلاب.
التزم الفقيد بتنظيم الطلائع العربية فرع اليمن في مطلع الستينيات من القرن الماضي، وأثناء دراسته الجامعية في جمهورية مصر العربية، شارك مع إخوانه المناضلين في تأسيس فرع التنظيم الناصري بالقاهرة (فرع أحمد العبد)، حيث لعب دورًا مهمًا في استقطاب العديد من الأشخاص إلى التنظيم، وظل مشاركًا لإخوانه ورفاقه من القادة العظماء أمثال الشهيد عيسى محمد سيف والشهداء سالم السقاف وعبد السلام مقبل ومحمد أحمد إبراهيم في العمل النضالي، مجسدًا بفكره الناضج ووعيه المتقد القيم والمبادئ القومية الناصرية، متمسكًا بها حتى وافاه الأجل.
وفي خضم التفاعلات السياسية في أوساط الطلاب التي كانت تعد القاعدة الأساسية للحركات والتنظيمات الحزبية، جرت انتخابات تنافسية طلابية لرابطة الطلاب اليمنيين في القاهرة في 31 ديسمبر 1969 بين قائمة المستقلين الناصرية وقائمة التحالف الوطني الديمقراطي الماركسية، حينها كان الفقيد مندوب قائمة المستقلين بلجنة الانتخاب والفرز التي حقق فيها الناصريون فوزًا كبيرًا.
وكانت آخر مشاركاته النضالية دوره الفاعل في المؤتمر العاشر للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري.
كان الفقيد "طيب الله ثراه" مناضلًا صادقًا، وقائدًا صلبًا، وسياسيًا محنكًا، ومثالًا يُحتذى به في الالتزام والمثابرة، متوشحًا بروح نضالية فذة، حيث رافق ثلة من المناضلين المخلصين من الرعيل الأول للتنظيم الناصري، والتي شكلت شخصيته القيادية ورسمت ملامح شخصيته القوية. فقد عاش طيلة حياته منحازًا للناس البسطاء والكادحين، مدافعًا عن حقوقهم، ومتفانيًا في الدفاع عن قضاياهم وعن القضايا الوطنية والقومية. كما كان مقاومًا لكل أساليب ومظاهر التسيب والانحراف في حياته العلمية والعملية.
ولد الفقيد عام 1944 في قرية بني علي الأعيوس مديرية حيفان محافظة تعز، وله من الأبناء أربعة: ولدان وابنتان. تلقى تعليمه الابتدائي والأساسي في منطقته التي عاش فيها، وتخرج من الثانوية كأول دفعة أخذت الثانوية في العام 1966، وابتعث للدراسة الجامعية في جمهورية مصر العربية، والتحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية التي تخرج منها في العام 1972. وبعد عودته إلى أرض الوطن، عمل موظفًا في البنك اليمني المركزي حتى وافاه الأجل يوم الثلاثاء الفائت.
إن التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، وهو ينعي رحيل المناضل عبدالعزيز العبسي، فإنه يتقدم بأصدق التعازي وعظيم المواساة إلى إخوان وأولاد الفقيد وكافة أفراد أسرته، وإلى رفاقه في التنظيم الناصري، وزملائه، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يغفر له، ويلهم أهله الصبر والسلوان، ويتقبله في الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقًا.
إنا لله وإنا إليه راجعون
الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري
10 فبراير 2025م