مكابدات الكائن إذ تطوحه الأضداد فيتناثر في الهواء ويصل إلى قرارة أعماقه .. فتحي أبو النصر في طعنة موسيقية ..قريبا

  • الوحدوي نت - خاص
  • منذ 16 سنة - Sunday 21 October 2007
مكابدات الكائن إذ تطوحه الأضداد فيتناثر في الهواء ويصل إلى قرارة أعماقه .. فتحي أبو النصر في طعنة موسيقية ..قريبا

تصدر في طبعة خاصة خلال الأيام القليلة القادمة  بصنعاء مجموعة "موسيقى.. طعنتني من الخلف " لفتحي أبو النصر بعد ثلاث سنوات على صدور مجموعته الشعرية الأولى "نسيانات ..اقل قسوة "عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.والى  جانب التوحد الرؤيوي والأسلوبي في المجموعة  هناك أيضا  المستويات المتعددة شعريا وسرديا بمقابل التكثيفات والاطالات وفقا لحالة الانزياح مابين الذات والذات تجاذبا أو تنافرا سلاما أو حربا .
في المجموعة تتشابك الملهاة بالمأساة وهناك الزوغان من الكونيات إلى معاشات الأيام بتفاصيلها الضجرة والعكس عبر   وجوه وأشياء في المقيم والعابر إضافة إلى الهذيان والوجوم و ذلك الذعر الحميم والمتأمل للأمداء الغامضة التي يحاول مجتازها أن يتذوق طعمه الخاص عبرها بصفتها مناخات لالتقاء الذات بالذات كما وهناك المسك لزمام الغفلة الذي   يشيئ بالثمن الباهض الذي يدفعه الكائن جراء تشبثه بالحلم  فتأتي اللغة الحلمية  في المجموعة عالية التدوين- وفجائعية - للأسئلة الشخصية ومسارات الفقدانات ومؤشرات المابعد..
ولقد كتبت ودونت نصوص المجموعة في الفترة من 2002-2007 عدى نصين 99-2000بينما  تتعدد أماكنها مابين صنعاء والكويت والبحرين وعدن والحديدة وتعز وإذ نشرت معظمها في مواقع ثقافية عربية   الا انه قد  تم إخضاعها للمفاضلة والفرز والتحرير اللاحق لتخرج في كتاب إذ أن  الحيز الورقي غير الواسع يتطلب انتفائية ما  لمحمولات الحيز الاليكتروني غير الضيق .
وتنقسم المجموعة  إلى أربعة محاور "قصائد لاتأبه –الممرات–موسيقى طعنتني من الخلف –بغريزة ذئب وحيد في غابة ضائعة  ) والمحور الأخير "نص شفاهي " يحوي تسجيلات على كاسيتات تم إفراغها بذات حالاتها النفسية بعيدا عن طرائق التدوين المتعارف عليها في قصيدة النثر   أي انه لايلتزم بالتقنية شبه المرسخة لها وقد جعلها بعدها النصي المفتوح بإمكانية الولوغ إلى  رحابة المنطوق عوضا عن المدون بحيث ينبني هذا المحور على البعد الصوتي مقترنا ولحظة التعقيد السهلة لمنتجه الذي يتمنى أن تتم قراءته بحس سمعي .
يقول فتحي :بشكل خاص الوذ مني بي أكثر في  هذه المجموعة  إذ في القصيدة عموما اشعر كأنني أسدد دينا لاينتهي لذلك اللامرئي الباهج بمخالبه وأنا أواجهه ببلاهة العاجز إلا من الرجاء.وهكذا يمكن أن توصف الموسيقى  التي قد طعنته  من الخلف بأنها قد جعلته يتناثر في الهواء كما ويصل إلى قرارة أعماقه   بكتابة واستنطاق أكثر التصاقا بالمنفلت من اليومي وبمكابداته ككائن مطوح بمصائر الأضداد لحظة تلمسه للجوهري فيما يواجه العالم   بلعنة وابتسامة كمن يضحك بعنف أو يعوي بعنف .