كشفت مصادر امنية رفيعة المستوي في تل ابيب الجمعة النقاب عن ان سلاح الجو الاسرائبيلي يقوم في الآونة الاخيرة بتدريبات مكثفة لضرب اهداف بعيدة المدي، بما في ذلك المنشآت النووية التابعة للجمهورية الاسلامية في ايران.
وعرضت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي فيلما تم تصويره في احدي قواعد سلاح الجو، بيّن التحضيرات المكثفة في القواعد العسكرية الاسرائيلية لصد أي عدوان من قبل ايران او غيرها علي الدولة العبرية، واكد الضباط الذين تحدثوا الي التلفزيون انهم يعملون ليلا نهارا من اجل التحضير لصد أي صاروخ قد يطلق باتجاه العمق الاسرائيلي من اية دولة، لافتين الي ان الحرب القادمة لن تكون تقليدية بالمعني الكلاسيكي للكلمة، انما ستكون مواجهة شاملة تستعمل فيها الصواريخ علي جميع اشكالها. وعرضت القناة ايضا تقريرا عن الحراسة المشددة علي الفرن الذري في ديمونا، لافتة الي انه حسب تقديرات سلاح الجو الاسرائيلي فان ضرب اكبر منشأة استراتيجية اسرائيلية، أي الفرن الذري، مهمة صعبة للغاية، ان لم تكن مستحيلة، علي حد تعبير ضابطة رفيعة المستوي تحدثت للتلفزيون الاسرائيلي. يشار الي ان التقريرين صودق عليهما من قبل الرقابة العسكرية الاسرائيلية، الامر الذي يحمل في طياته مدلولات كبيرة وخطيرة.
علي صلة بما سلف، اجرت الجمعة القناة الثانية الاسرائيلية لقاء مع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (امان) السابق في الجيش الاسرائيلي، الجنرال في الاحتياط اهارون زئيفي فاركش، الذي قال ان ايران تواصل تطوير برنامجها النووي، وان العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل المجتمع الدولي، والعقوبات التي قد تفرض عليها في المستقبل المنظور من قبل المجتمع الدولي لن تجدي نفعا، وبالتالي اضاف الجنرال فاركش، فان العد التنازلي لتوجيه الضربة العسكرية للمنشآت النووية الايرانية قد بدأ، واعرب عن اعتقاده انه يتحتم علي اسرائيل القيام بهذه المهمة حتي موعد اقصاه شهري حزيران (يونيو) او تموز (يوليو) القادمين، مشددا علي انه اذا لم تقم اسرائيل بهذه العملية بمدي الشهرين المذكورين، فان ايران ستتمكن من الحصول علي القنبلة النووية، علي حد تعبيره.
وفي معرض رده علي سؤال حول موقف الولايات المتحدة الامريكية وربما معارضتها لعملية عسكرية اسرائيلية ضد ايران، رد الجنرال فاركش، الذي يعتبر من اكبر الاختصاصيين العسكريين الاسرائيليين في تحليل قوة ايران العسكرية، بالقول انه اذا لم توافق واشنطن علي منح تل ابيب الضوء الاخضر لضرب ايران، او اذا لم توافق علي المشاركة في العملية العسكرية، فانه يتحتم علي الدولة العبرية ان تتخذ القرارات المصيرية، وان تقوم بالعملية لوحدها.
واضاف قائلا انه وفق التقديرات الاستخباراتية الاسرائيلية، فان ضرب المفاعلات النووية الايرانية من قبل سلاح الجو الاسرائيلي لن يؤدي الي القضاء كليا علي البرنامج النووي الايراني، بل لتأجيله لمدة سنتين او ثلاث سنوات كحد اقصي، وفق رأيه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن القدس العربي
