الفساد أو.. إشربوا من البحر

  • الوحدوي نت - محمود شرف الدين
  • منذ 16 سنة - Tuesday 18 March 2008
الفساد أو.. إشربوا من البحر

استياء شعبي واسع من خطاب الرئيس في الحسينية، الذي بدا فيه متساهلاً ومبرراً وداعماً لزيادة المعاناة على كاهل الشعب بالارتفاع الفاحش للأسعار وتفشي الفساد والنهب الحاصل للمال العام ولثروات الوطن وخيراته.
في وقت كان الشعب ينتظر فيه من الرئيس وقفة جادة الى جانبه ضد الفاسدين والمسؤولين التجار في حكومة حزبه، لكن توقعاتهم خابت وهم يسمعون الرئيس ينفي معاناتهم، ويحاول جاهداً تحويل جحيم حياتهم المعيشية الى حياة من الرفاهية ورغد العيش.
لقد حاول الرئيس الهروب من مسؤولياته وواجباته تجاه الأوضاع المأساوية التي يعيشها الوطن، الى الهجوم على المعارضة بشكل يخالف المنطق، لأنه عاجز عن تقديم مبررات لنكوصه عن تنفيذ وعوده الانتخابية، وأسباب تركه الوطن ومستقبله وخيراته فريسة لمن حوله من الفسدة والعابثين الذين نهبوا البلاد والعباد، وأكثروا فيها الفساد.
وزاد في المعاناة أنه قابل صراخ الشعب الجائع بأسلوب التحدي قائلاً: «... واللي ما يعجبه يشرب من البحر الأحمر أو البحر العربي»، الأمر الذي يشير الى إصرار وعزم على استمرار هذا الواقع، وكأنه يريد القول «الفساد قائم، والغلاء مستمر، والمؤتمر حاكم، واللي ما يعجبه يشرب من البحر».
لقد بدا الرئيس متشنجاً وغير مباٍ أو شاعر بما يعانيه الشعب والوطن، متستراً على فشل الحكومة في إدارة البلد، وعجزها عن معالجة مشاكل وأزمات الوطن، وفي مقدمتها الغلاء القاتل.
مما لاشك فيه أن صعود سعر القمح من 2700 أثناء الانتخابات الرئاسية، الى 8000 ريال بعد عام ونصف من انتخابه لولاية ثانية، دليل واضح على فشل حكومته ونظامه في إدارة الوطن، وتراجع مع سبق الإصرار والترصد عن تنفيذ وعوده الانتخابية، والمراهنة على طيبة واستسلام الشعب.