العولقي:"التحلية" لن تنقذ العاصمة، الأصبحي:إنها "معركة"

منتدى الشيخ الأحمر يناقش خطورة جفاف حوض صنعاء

  • الوحدوي نت - وديع عطا
  • منذ 15 سنة - Tuesday 20 May 2008
منتدى الشيخ الأحمر يناقش خطورة جفاف حوض صنعاء

أكد رئيس جامعة صنعاء الأسبق د. ناصر العولقي حتمية الإشكالية المتمثلة في شحّة المياه، وخطر الجفاف الذي يتهدد صنعاء نتيجة الاستنزاف الدائم والكثيف الممتد منذ 60 عاماً، مرجعاً أسباب هذا الاستنزاف إلى ما اعتبره سوء إدارة لمخزون لهذه النعمة الربانية .
ودعا العولقي مجلسي النواب والشورى إلى "تبني الموضوع بجدّية لأن مدينة صنعاء مهددة تماماً"، وشدّد على أهمية استخدام وسائل الرّي الحديث التي تمثل نوعاً من الموازنة .
واستبعد في الندوة التي عقدت لمناقشة قضية مخاطر الجفاف التي تتهدد حوض صنعاء بمنزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر الاثنين المنصرم أن تكون آلية التحليّة التي يتحدث عنها بعض المسؤولين وينادي بها البعض بديلاً أو حلاً ناجعاً لإنهاء المخاوف من الجفاف أو على الأقل تحقيق الحدّ الأدنى من الاكتفاء الذاتي، وذلك "لأن اليمن بلدٌ فقير.. وهذه الآلية تكلّف مبالغ كبيرة"، مؤكداً على ضرورة اتخاذ إجراءات "التصدي للحفر العشوائي وضرورة تطبيق القانون وإنشاء جمعيات لإدارة المياه" .
وفي الندوة التي استهلها الشيخ حاشد بن عبدالله الأحمر -نائب وزير الشباب والرياضة- مرحباً بالشخصيات المشاركة من أكاديميين ومهتمين بينهم برلمانيون دعا د. أحمد محمد الأصبحي إلى رفع شعار (لا صوت يعلو فوق صوت معركة المياه) .
وطالب د. الأصبحي -أمين عام المؤتمر الشعبي العام الأسبق- وسائل الإعلام بمختلف أشكالها ووسائلها بضرورة تبني حملات توعية بمشكلات المياه، وأكد على أهمية تفعيل التشريعات في الحفر العشوائي، ووصف ذلك بأنه"تآمرٌ على الأجيال" .
د. ناصر فضل صالح -أكاديمي مختص- قدّم من جهته ملخصاً موجزاً عن طبيعة (مشروع حوض مياه صنعاء)، من حيث فكرة الإنشاء، وأهداف تأسيسه التي منها إطالة عمر المخزون الجوفي لحوض صنعاء، وتغذية البناء المؤسسي والقانوني والاجتماعي والفني لإدارة المياه .
وأوضح أن نطاق عمل مشروع حوض صنعاء يشمل (3200) كم2 وينقسم إلى 22 حوضاً، وأن المشروع سيتضمن إعداد هيكله المؤسسي، ودراسة شراكته مع الجمعيات الأهلية، وتدريب العاملين في الجمعيات الأهلية في هذا الإطار الجغرافي هدفاً لتحسين كفاءة الري من خلال تركيب شبكات الري الحديثة على مساحة (1020) هتكار وتهيئة (1200) هكتار لتكون مؤهلةً لتركيب الشبكات عليها .
مشيراً إلى الأخذ في الاعتبار حجم الحاجة وتحسين التغذية المطلوبة للخزانات، منوهاً إلى أهمية الأداء الإعلامي اللازم لنشر الوعي المائي على كافة المستويات والشرائح .
وعن أسباب كثافة الاستنزاف التي يشهدها حوض صنعاء قال المهندس محمد حرمل أن للتكنولوجيا صلةً بذلك، إذ يتم إنزال أو استخدام معدّات الحفر والمضخات المتطورة بدون ضوابط .
مرجعاً اقتراف ذلك إلى "تدني كفاءة إدارة واستخدام المياه في القطاع الزراعي، وبناء السدود بشكلٍ عشوائي غير مدروس، إضافةً إلى أسبابٍ اجتماعية كالنمو السكاني المتزايد والتوسّع في زراعة المحاصيل، ناهيك عن أسبابٍ اقتصاديةٍ وماليةٍ، وأسباب مؤسسية، تشريعية، وكذا في البنية التحتية" اللازمة لترشيد استخدام وإدارة المياه، وأشار إلى أن الهدف من المشروع هو "تخفيف الاستنزاف الجائر للمياه ودعم الاقتصاد الريفي" .
حمود بيدر -شخصية وطنية- أكد من جهته على ضرورة تظافر كافة الجهود الشعبية والرسمية لحل المشكلة، ودعا في الندوة التي أدراها عبدالقوي القيسي -مدير المنتدى- من واقع خبرته إلى ضرورة الاستفادة من مياه الأمطار، بإنشاء مخازن  للمياه من الحفر عميقاً .
وأكد في ذات السياق على ضرورة التوبة والعودة إلى الله وأهمية الثقة به ، لافتاً إلى أهمية الاستفادة من مياه الصرف الصحي، بعد أن تتم تنقيتها بطرق وسائل جيدة .
د. نايف الحمدي -أكاديمي متخصص- أضاف إلى ما سبق أن من المشكلات التي تفاقم من خطر الجفاف والاستنزاف هي "الحفر العشوائي، وشحّة الأمطار"، الأمر الذي يزيد من حتمية الافتقار إلى الماء، موضحاً بأن حوض صنعاء تعرض لحركاتٍ جيولوجية أدّت إلى خلل في سلاسة وصول المياه إلى الحوض، وأشار إلى أن الزراعة تستهلك 95% من مياه الحوض .
أما الباحث عبدالله نعمان لفت إلى ما وصفه بـ"الميزان المائي للحوض"، ويقصد به عملية معرفة المياه الواصلة والخارجة إلى الحوض ومنه، وقال أن منسوب المياه يتناقص في حوض صنعاء من 3-4 أمتر .
وأشار إلى أن من الملحوظ بأن المناطق الترابية تعمل على زيادة المخزون الجوفي وأنه التطوّر والتمدن يؤثر سلبياً على عملية التغذية لمناطق الحوض .