بكر أحمد يكتب : من سوأه لا يخجل ان يحكم بقايا دولة

  • الوحدوي نت
  • منذ 18 سنة - Saturday 18 March 2006
بكر أحمد يكتب : من سوأه لا يخجل ان يحكم بقايا دولة

ماذا يعني أن تكون يمني، أو لماذا أنا يمني، وهل لأني يمني إذا أنا فقير وأعاني من الخوف والجهل والمرض..... في نظري أن هذه الأسئلة ورغم مشروعيتها إلا أنها سطحية جدا، و بها من الخلط الغير مستساغ، فلا علاقة لجنسية أو انتماء لما قد يعانيه الفرد أو المجموعة أو الشعب، فلا يوجد هناك و في هذا العالم هوية ملعونة.

 

 

 

إذا لماذا أنا فقير وجاهل ومريض ، ولماذا أنا بالذات كُتب علي أن أهجر وطني لأني لا أجد به الكرامة والحياة المعقولة ، طبعا الإجابة ليست لأني عديم المنفعة ولا أرغب بالعمل أو بالبحث عن التطور الذاتي ، فأنا إنسان أولا وأخيرا ، ومن طبيعة الإنسان هي رغبة الصيرورة والتقدم وهذه فطرة مشتركة بين جميع البشر .

 

 

 

إذا أين يكمن الخلل بالضبط، هل هو التخلف الاجتماعي أو التأخر الاقتصادي أم هو سوء المنهج في التربية والتعليم، ومن هو المسئول عن هذا كله، ولماذا وحتى ألان لا يريد أن يقوم _ هذا المسئول _ بتغير حقيقي لصالح عشرين مليون ( إنسان ) .  

 

 

 

من يتابع التقارير الدولية المتعلقة بالوضع في اليمن، سيصاب بحالة من الحنق الشديد أو ربما برغبة بالضحك من شعب مثل هذا ، يعاني ما يعانيه ومازال صابرا  يستيقظ كل صباح ويأخذ ما تبقى من أطفاله إلى المدرسة ثم يعرج على أطلال عمل يستجدي منه كل آخر شهر قيمة وجبة غذاء واحدة ممسكا على صدره خوفا من ارتفاع الأسعار .

حتما أن مثل هذا الشعب الصبور لا يجب إطلاقا السخرية منه بل  يستحق وساما على صدره ، وأيضا يستحق صرخة في وجهه تعيد إليه الوعي ليستفيق بعد تلك الغيبوبة الطويلة ، لنخبره فقط أن العالم من حولنا يعيش حياته بينما نحن تتسرب من بين أصابعنا أقل ما نستحقه .

 

 

 

أن هذا التدني المتواصل في جميع مسالك الحياة الأولية وعدم ظهور بوادر أمل على المدى البعيد يجعل أي شريف يرفض هذا الوضع بالمطلق ، ويطالب بتغير من الجذور ينتزع به كل ما يمكن انتزاعه ويؤسس من جديد .

حتما هي عملية مضنية وخاصة أننا استهلكنا سنوات وأجيال بعد ما اعتقدنا أنها ثورة ، وحسب علمي أن الثورة تعني تغير حقيقي على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ، لكن الآن   وحتى هذه الساعة ما الذي يختلف عن حكم الإمامة ، أليس كل ما خرجنا به هو أمام آخر لا أقل ولا أكثر ، يضن علينا بلقمة العيش ويمارس دور انتهازي يساوم به هذا الشعب المغلوب على أمره .

 

 

 

في كل الأحوال يطلق على اليمن دولة ، لكنها دولة فاشلة في كل المقاييس ، وقد قادها أمامها إلى حد الهاوية حتى أنها وبعد كل تلك المدة مهددة بالانهيار التام _ على اعتبار أنه هناك من يعتقد أن هذا الانهيار لم يحدث حتى الآن _ فثقافة التجهيل هي أسوء جريمة يمارسها حاكم ضد شعبه ، ولا أجد جهلا أكثر من سيادة العرف على القانون ، وتفوق القبيلة السلبية على نمط الحياة المدنية واعتبار أخذ الرشوة هي غاية الموظف التي من خلالها يتباهى بها على من حوله ! دون أن يخشى عقوبة أو ردع.

هذه " الدولة " لا أعتقد أن هناك من يشرفه أن يبقى في حكمها ويخرج بين الحين والآخر يتباهى بمنجزاته  ويهدد كل من يتجرأ على انتقاده ، إلا أنه يعيش في عالم آخر معزول عن معاناة الإنسان اليمني البسيط .

 

 

 

ونحن على أبواب الاستحقاق الرئاسي ، أرفع كل أمنياتي نحو هذا الشعب حتى يمارس  حقه   لرفض هذه الأهانات التي استمرت لأكثر من سبعة وعشرون عاما ، وان يدلي بصوته حتى لأسوء الشياطين ، لأنه لا يوجد هناك أسوء من الوضع الحالي ، فهو على الأقل قد يؤطر بداية نحو التغير ، والتغير في اليمن في حد ذاته منجز عظيم .

 

 

 

أعلم جيدا أن عدم الثقة في نزاهة انتخابات يسيطر عليها هذا النظام هو أمر طبيعي ، لذا يجب على الشارع الذي ستلتجئ أليه أحزاب المعارضة أن يلبي النداء ، وان يظهر للعالم جميعا كيف أن هناك مجموعة من الأفراد تريد أن تصادر حقه في العيش من أجل مصالحها الضيقة التي أعمت عيونهم عن أقل القيم والأخلاق المتعارف عليها .

كما أعلم أن بقاء الرئيس والتفافه على تصريحه بعدم ترشيح نفسه مرة أخرى، هي في حقيقتها تعبير فاضح عن شهوة حكم ومال ونفوذ تغلغلت في الدماء وأصبح من المحال التخلص منها بالسبل الطبيعية.

 

 

 

فأن رحل وألتزم بما وعد به، فهناك _ ربما _ من سيحملها في حقه كإيجابية متفردة بين كل رؤساء وزعماء وملوك العرب، وسيكتب التاريخ عنه، وسننسى بقايا السلبيات، لأننا في الأصل يمانيون وبنا تجري عروق التسامح والطيبة....

سنذكره بالخير .... ونقول لقد خجل الرئيس عن حكم قطر بعد أن فشل في إصلاحه، وتنحى لأجل الخيرين في هذا الوطن... وما أكثرهم .