نيويورك تايمز : حرب صعدة مرتبطة بمحاولات علي صالح تأمين الوراثة لابنه

  • الوحدوي نت
  • منذ 14 سنة - Monday 26 October 2009
نيويورك تايمز : حرب صعدة مرتبطة بمحاولات علي صالح تأمين الوراثة لابنه

 
لا تزال الحرب الدائرة في اليمن بين قوات الحكومة والمتمردين من جماعة الحوثيين مصدرا للتكهن، من ناحية اسبابها ودوافعها التي يرى البعض انها لا تتعلق فقط بمجموعة من الحوثيين الاماميين ولكن بسلطة الدولة المتداعية على اراضيها ومسألة الارث. فهذه الحرب التي دكت قرى وقتلت المئات من الطرفين وادت الى ازمة لجوء داخلية وتدور منذ اكثر من شهرين ادت الى ازمة انسانية وخلقت الاجواء المناسبة كي تعود القاعدة وتبني خلاياها في اليمن ليصبح ملجأ جديدا بعد الصومال وباكستان.
وفي تحليل لصحيفة 'نيويورك تايمز' جاء فيه ان الحوثيين هم في النهاية جماعة متمردة صغيرة لم تقدم مطالب واضحة من الحكومة، وهم في حرب مع الحكومة منذ عام 2004 وليس واضحا السبب الذي دفع الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح كي يضربهم ويفتح معهم معركة تركت تداعياتها محليا واقليميا.
وتنقل عن الكثير من اليمنيين، بعضهم في الحكومة، ان الحرب المفتوحة لا علاقة لها بالسيطرة على الارض او المناطق التي تحتلها الجماعة المتمردة بقدر ما تتعلق بمشاكل الرئيس نفسه الذي يحاول تأكيد سلطته في وجه تمرد يتوسع في خارج العاصمة وتناحرات سياسية فيها. فبحسب مسؤول يمني كبير لم يذكر اسمه قال ان الحرب تتعلق بمحاولات الرئيس اليمني لتأمين وراثة ابنه للسلطة.
ويقول المسؤول ان 'صالح بدأ هذه الحرب لانه اراد تأمين السلطة لابنه' مع ان هناك في الجيش والحكومة معارضين للأمر. وبحسب تفسير المسؤول اليمني فان اعلان الحرب يجعل الشعب يلتف حوله اضافة الى ' الولايات المتحدة لانها تخشى حدوث فوضى في اليمن تسقط' حكمه. لكن وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي رفض هذا الرأي جملة وتفصيلا باعتباره خيالا.
وقال ان الحرب صارت ضرورية لان الحوثيين روعوا السكان في الشمال وقاموا بحملة اغتيالات للمسؤولين المحليين. واشار ان الحرب لها بعد اقليمي وطائفي. في اشارة الى ان الحوثيين اماميون ويتلقون بحسب مصادر معونات من الشيعة في المنطقة بما فيها ايران وهو ما ينفيه الحوثيون انفسهم.
واكد الوزير قائلا ان الحكومة حاولت التوسط وحل المشكلة لكن الجماعة اجبرتها على الحرب. وترى الصحيفة ان الكثير من المعلومات عن النزاع غير مؤكدة لان الحكومة منعت الصحافيين والهيئات المستقلة من دخول منطقة القتال وهي منطقة صعدة. وترى مفوضية اللاجئين في الامم المتحدة ان اكثر من 150 الف مواطن اصبحوا في عداد اللاجئين، فيما لا يزال الكثيرون عالقون في المنطقة بين نار الطرفين بدون اي مساعدة.
وتنقل عن هاربين قولهم انهم لو لم يهربوا لقتلوا بسبب وجود منازلهم بين نار المتمردين والجيش، وفي الوقت الذي يجد فيه لاجئون مساعدات في مخيمات مؤقتة الا ان هذه المخيمات سرعان ما تمتلئ، في وقت تتردد فيه المؤسسات الدولية بتقديم المعونات بسبب ما يقول عنه مسؤول في صنعاء' الفساد'.
ويرى محللون ان خطر الحوثيين انتشر منذ الحرب الاولى عام 2004 بسبب اخطاء الحكومة من ناحية اعتمادها على قبائل للقيام بحرب بالوكالة عنها واستمرار ضربها للمنطقة، مما اغضب سكان المنطقة. وتشير الى ان الحرب تهدد بحرب طائفية سلفية استخدمتها الحكومة ومدعومة من السعودية . فبحسب مواطن من صعدة هرب من الحرب فالحكومة لا تحترم اي شخص مادام ليس سلفيا. ومع ان اللاجئ هذا قاتل الى جانب الحكومة الا انه حانق على سياسة الحكومة باستخدام الورقة الطائفية والقبلية في النزاع. ومع الخطر الحوثي يواجه صالح جبهة اخرى وهي الجنوب الذي يهدد بالانفصال من خلال حركة الحراك الجنوبي.
لندن 'القدس العربي'