التقرير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬2009‬عام‭ ‬الأزمات‭ ‬الملتهبة‭ ‬والرئيس‭ ‬علي‭ ‬ناصر‭ ‬محمـد رئيس مقبول يحظى بتقدير الداخل والخار

  • الوحدوي نت - جميل المصعدي
  • منذ 13 سنة - Tuesday 06 July 2010
التقرير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬2009‬عام‭ ‬الأزمات‭ ‬الملتهبة‭ ‬والرئيس‭ ‬علي‭ ‬ناصر‭ ‬محمـد  رئيس مقبول يحظى بتقدير الداخل والخار



حرصت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬السباقة‭ ‬بالوجود‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬اليمنية‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬حكومة‭ ‬الرئيس‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬صالح‭ ‬من‭ ‬تسهيلات‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬الموانئ‭ ‬والمطارات‭ ‬لإدراك‭ ‬أمريكا‭ ‬أن‭ ‬جغرافية‭ ‬مهماً‭ ‬يمكن‭ ‬لأية‭ ‬قوى‭ ‬محلية‭ ‬أو‭ ‬إقليمية‭ ‬أو‭ ‬دولية‭ ‬أن‭ ‬تتمركز‭ ‬عسكرياً‭ ‬وتمارس‭ ‬دور‭ ‬التأثير‭ ‬والإضرار‭ ‬بالمصالح‭ ‬الأمريكية‭.‬
هذا‭ ‬ما‭ ‬أورده‭ ‬التقرير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬اليمني‭ ‬لعام‭ ‬2009م‭ ‬الصادر‭ ‬قبل‭ ‬أسبوع‭ ‬عن‭ ‬المركز‭ ‬اليمني‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭.‬
وفي‭ ‬سياق‭ ‬متصل‭ ‬أضاف‭ ‬التقرير‭: ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬نافذة‭ ‬التدريب‭ ‬والتأهيل‭ ‬العسكري‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ ‬11‭ ‬سبتمبر‭ ‬2001م‭. ‬استطاع‭ ‬الجبيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬الحصول‭ ‬علي‭ ‬ضمانات‭ ‬اوسع‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬اليمني‭ ‬إرساء‭ ‬قواعد‭ ‬التفاهم‭ ‬والتعاون‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالاهتمامات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للوجود‭ ‬العسكري‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وعرض‭ ‬التقرير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬لعام‭ ‬2009م‭ ‬تطورات‭ ‬الأحداث‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالاحتجاجات‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬المحافظات‭ ‬الجنوبية،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬صار‭ ‬يعرف‭ ‬بالحراك‭ ‬الجنوبي‭ ‬الذي‭ ‬يمثل‭ ‬أحد‭ ‬الأزمات‭ ‬الملتهبة‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬انضمام‭ ‬الشيخ‭ ‬طارق‭ ‬الفضلي‭ ‬الى‭ ‬الحراك‭ ‬وظهور‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬علي‭ ‬سالم‭ ‬البيض‭.‬
لقد‭ ‬كان‭ ‬عام‭ ‬2009م‭ ‬تجسيداً‭ ‬حياً‭ ‬لما‭ ‬سلف،‭ ‬فالسمة‭ ‬البارزة‭ ‬لذلك‭ ‬العام‭ ‬كانت‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬السياسية‭ ‬عاشتها‭ ‬اليمن‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تعيشها‭.‬
وما‭ ‬زالت‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬صار‭ ‬يعرف‭ ‬بالحراك‭ ‬الجنوبي‭ ‬إحدى‭ ‬الأزمات‭ ‬متعددة‭ ‬الوجوه‭ ‬وبؤر‭ ‬التوتر‭ ‬الساخنة‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬ورغم‭ ‬أنها‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2007م‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عام‭ ‬2009م‭ ‬دخل‭ ‬ولا‭ ‬يبدو‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬نهاية‭ ‬قريبة‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬وصفه‭ ‬بأنه‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬نهاية‭ ‬الأزمة‭ ‬سواءً‭ ‬أكان‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الحكومي‭ ‬الذي‭ ‬يتصدى‭ ‬لمواجهة‭ ‬الحراك‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المجموعات‭ ‬التي‭ ‬تقوده‭.‬
وعاش‭ ‬الحراك‭ ‬الجنوبي‭ ‬بقية‭ ‬عام‭ ‬2007م‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬مرتفع‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬السياسية‭ ‬والإعلامية،‭ ‬وحظي‭ ‬بتعاطف‭ ‬شعبي‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬المحافظات‭ ‬اليمنية،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬قبل‭ ‬طغيان‭ ‬الشعارات‭ ‬المنادية‭ ‬بالانفصال‭ ‬والرافضة‭ ‬للوحدة‭ ‬اليمنية‭.‬
ومع‭ ‬حلول‭ ‬عام‭ ‬2008م‭ ‬كانت‭ ‬وتيرة‭ ‬الحراك‭ ‬الجنوبي‭ ‬قد‭ ‬خفت‭ ‬أكثر‭ ‬بسبب‭ ‬المواجهات‭ ‬العنيفة‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬بين‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬والحراكيين،‭ ‬وشهد‭ ‬المجتمع‭ ‬اليمني‭ ‬طوال‭ ‬تلك‭ ‬المراحل‭ ‬جدلاً‭ ‬سياسياً‭ ‬وإعلامياً‭ ‬حول‭ ‬مطالبة‭ ‬الحراكيين‭ ‬وشعاراتهم‭ ‬وأهدافهم‭ ‬حتى‭ ‬دخل‭ ‬عام‭ ‬2009م‭ ‬وفيه‭ ‬شهد‭ ‬الحراك‭ ‬تطورات‭ ‬مفاجئة‭ ‬سياسية‭ ‬وعسكرية‭.‬
جاء‭ ‬انضمام‭ (‬طارق‭ ‬الفضلي‭) ‬للحراك‭ ‬الجنوبي‭ ‬لطمة‭ ‬قوية‭ ‬للسلطة‭ ‬في‭ ‬صنعاء،‭ ‬فقد‭ ‬عزز‭ ‬انضمامه‭ ‬الاتهامات‭ ‬الموجهة‭ ‬لها‭ ‬بأنها‭ ‬تتخذ‭ ‬سياسات‭ ‬معادية‭ ‬لأبناء‭ ‬الجنوب‭ ‬لم‭ ‬يسلم‭ ‬منها‭ ‬حتى‭ ‬طارق‭ ‬الفضلي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أبرز‭ ‬حلقاتها‭ ‬في‭ ‬الجنوب،‭ ‬وارتبط‭ ‬معها‭ ‬مصيرياً‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬خصومها‭.‬
‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تخطر‭ ‬على‭ ‬بال‭ ‬أحد،‭ ‬أعلن‭ ‬الشيخ‭ ‬طارق‭ ‬الفضلي‭ ‬انضمامه‭ ‬الى‭ ‬مسيرة‭ ‬الحراك‭ ‬الجنوبي‭ ‬وقناعته‭ ‬بالأهداف‭ ‬المعلنة‭ ‬أو‭ ‬بالدوافع‭ ‬التي‭ ‬حركت‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬ويعود‭ ‬جانب‭ ‬المفاجأة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الانضمام‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬الفضلي‭ ‬صاحب‭ ‬ماضٍ‭ ‬جهادي‭ ‬قديم‭ ‬وله‭ ‬علاقات‭ ‬سابقة‭ ‬مع‭ ‬أسامه‭ ‬بن‭ ‬لادن‭ ‬زعيم‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة،‭ ‬وهذا‭ ‬أيضاً‭ ‬أحد‭ ‬رموز‭ ‬المؤتمر‭ ‬الشعبي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬أبين،‭ ‬وارتبط‭ ‬بتحالفات‭ ‬سياسية‭ ‬وعسكرية‭ ‬وأواصر‭ ‬اجتماعية‭ ‬مع‭ ‬سلطة‭ ‬المؤتمر‭ ‬الشعبي‭ ‬العام‭ ‬ورموزه‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية‭.‬
وحصل‭ ‬على‭ ‬عضوية‭ ‬اللجنة‭ ‬العامة‭ ‬للمؤتمر‭ ‬الشعبي‭ ‬العام‭ ‬ممثلاً‭ ‬لمحافظة‭ ‬أبين،‭ ‬ومهما‭ ‬يكن‭ ‬السبب‭ ‬الحقيقي‭ ‬وراء‭ ‬انضمام‭ ‬طارق‭ ‬الفضلي‭ ‬للحراك‭ ‬الجنوب‭ ‬فقد‭ ‬أدى‭ ‬ذلك‭ ‬الى‭ ‬صب‭ ‬الزيت‭ ‬على‭ ‬النار‭ ‬وأعطى‭ ‬الحراك‭ ‬دفعة‭ ‬قوية‭ ‬وأعاد‭ ‬له‭ ‬شيئاً‭ ‬من‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬فقدها‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2008م‭.‬
ومن‭ ‬أبرز‭ ‬التطورات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬الحراك‭ ‬الجنوبي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2009م‭ ‬ظهور‭ ‬علي‭ ‬سالم‭ ‬البيض‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الرئاسة‭ ‬السابق‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬توارى‭ ‬الى‭ ‬الظل‭ ‬في‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ ‬بعد‭ ‬حرب‭ ‬94م‭.‬
وظهوره‭ ‬أحدث‭ ‬هزة‭ ‬متوقعة‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬السياسي‭ ‬اليمني‭ ‬ورحب‭ ‬به‭ ‬معظم‭ ‬قادة‭ ‬الحراك‭ ‬الجنوبي،‭ ‬وخاصةً‭ ‬الشيخ‭ ‬طارق‭ ‬الفضلي،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬صنعاء‭ ‬أيضاً‭ ‬شنت‭ ‬حملة‭ ‬تشنيع‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬البيض‭ ‬فقد‭ ‬أثار‭ ‬ظهوره‭ ‬قلقاً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬العاصمة،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬استنتاج‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الظهور‭ ‬ليس‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬مراكز‭ ‬قوى‭ ‬الأنظمة‭ ‬الخليجية،‭ ‬وبدعم‭ ‬وتأييد‭ ‬منها‭ ‬لتحقيق‭ ‬بعض‭ ‬الأجندة‭ ‬والأهداف‭ ‬سواءً‭ ‬أكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬اليمن‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬أخرى‭.‬
والسلطة‭ ‬من‭ ‬جهتها‭ ‬لم‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬اتهام‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬علي‭ ‬ناصر‭ ‬محمد‭ ‬بالضلوع‭ ‬في‭ ‬إشعال‭ ‬نيران‭ ‬الحراك‭ ‬وتعرض‭ ‬الى‭ ‬وابل‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬القاسية،‭ ‬وتكمن‭ ‬حساسية‭ ‬صنعاء‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬ناصر‭ ‬في‭ ‬كونه‭ ‬يمتلك‭ ‬علاقات‭ ‬إقليمية‭ ‬واسعة‭ ‬وخاصةً‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وسوريا‭.. ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬لديه‭ ‬أنصار‭ ‬كثيرون‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬جهاز‭ ‬الدولة‭ ‬والقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬وحزب‭ ‬المؤتمر‭ ‬الحاكم‭ ‬نفسه،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬علي‭ ‬ناصر‭ ‬محمد‭ ‬كبديل‭ ‬مقبول‭ ‬يحظى‭ ‬بتقدير‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭.‬
ويلاحظ‭ ‬على‭ ‬الخطاب‭ ‬السياسي‭ ‬للرئيس‭ ‬اليمني‭ ‬السابق‭ ‬علي‭ ‬ناصر‭ ‬أن‭ ‬يترواح‭ ‬بين‭ ‬الشدة‭ ‬والتعقل‭ ‬والمزاوجة‭ ‬بين‭ ‬إدانة‭ ‬المظالم‭ ‬والاختلالات‭ ‬وعدم‭ ‬الانجرار‭ ‬وراء‭ ‬دعوات‭ ‬العنف‭ ‬والشعارات‭ ‬المتطرفة‭ ‬لبعض‭ ‬الجهات‭ ‬الحراكية‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬الانفصال‭ ‬وحق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬ورفض‭ ‬الوحدة‭ ‬القائمة،‭ ‬داعياً‭ ‬الى‭ ‬إجراء‭ ‬إصلاحات‭ ‬جذرية‭ ‬وشجاعة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬اليمن‭.‬

أزمة‭ ‬ا‭ ‬لجنوب‭ ‬تثير‭ ‬هلع‭ ‬الأصدقاء‭ ‬وحرب‭ ‬صعدة‭ ‬استنزفت‭ ‬الأموال‭ ‬وخلفت‭ ‬الدمار‭ ‬والحرائق
وأشار‭ ‬التقرير‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬تضعان‭ ‬اليمن‭ ‬في‭ ‬أولوية‭ ‬أجندتهما‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬لأسباب‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭ ‬موقعه‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬القريب‭ ‬من‭ ‬خطوط‭ ‬الملاحة‭ ‬الدولية‭ ‬ومجاورته‭ ‬للدول‭ ‬البترولية‭ ‬الغنية‭ ‬وإطلاله‭ ‬على‭ ‬خليج‭ ‬عدن‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬المقابل‭ ‬منقطة‭ ‬خطرة‭ ‬هي‭ ‬الصومال‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬الى‭ ‬بؤرة‭ ‬للاضطرابات‭ ‬وعدم‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وأرضاً‭ ‬خصبةً‭ ‬لظهور‭ ‬جماعات‭ ‬جهادية‭ ‬وتوفير‭ ‬ملجأ‭ ‬للجهاديين‭ ‬الهاربين‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬وباكستان‭ ‬والعراق،‭ ‬وبسبب‭ ‬الأوضاع‭ ‬العامة‭ ‬غير‭ ‬المستقرة،‭ ‬فيما‭ ‬زاد‭ ‬الاهتمام‭ ‬الغربي‭ ‬باليمن‭ ‬خوفاً‭ ‬من‭ ‬انزلاق‭ ‬البلاد‭ ‬الى‭ ‬الفشل‭ ‬والفوضى‭ ‬وخروج‭ ‬الأوضاع‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭.‬
أزمة‭ ‬الحراك‭ ‬الجنوبي‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬هلعاً‭ ‬كبيراً‭ ‬لدى‭ ‬أصدقاء‭ ‬اليمن‭ ‬وداعميه‭ ‬ولاسيما‭ ‬أنها‭ ‬ترفع‭ ‬شعارات‭ ‬انفصالية‭ ‬تهدد‭ ‬كيان‭ ‬الدولة‭ ‬القائمة،‭ ‬وتكرر‭ ‬إنتاج‭ ‬الأنموذج‭ ‬الصومالي،‭ ‬وعدم‭ ‬استبعاد‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬والأروبيون‭ ‬قد‭ ‬قدموا‭ ‬نصائح‭ ‬لصنعاء‭ ‬باستيعاب‭ ‬الأزمة‭ ‬وإجراء‭ ‬اصلاحات،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬يهتم‭ ‬الأروبيون‭ ‬به‭ ‬كثيراً‭. ‬
منذ‭ ‬اندلاع‭ ‬حرب‭ ‬صعدة‭ ‬عام‭ ‬2004م‭ ‬صارت‭ ‬إحدى‭ ‬بؤر‭ ‬التوتر‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والمذهبي‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬واستنزفت‭ ‬جولاتها‭ ‬إمكانيات‭ ‬مادية‭ ‬كبيرة،‭ ‬وخلفت‭ ‬وراءها‭ ‬دماراً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬مديريات‭ ‬صعدة،‭ ‬بل‭ ‬امتدت‭ ‬الى‭ ‬خارجها‭ ‬ووصلت‭ ‬آثارها‭ ‬الدامية‭ ‬الى‭ ‬عمران‭ ‬والجوف‭ ‬وحدود‭ ‬العاصمة‭ ‬صنعاء‭ ‬‮«‬بني‭ ‬حشيش‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬كانت‭ ‬الجولة‭ ‬السادسة‭ ‬فنشبت‭ ‬حرائقها‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬اليمنية‭ ‬السعودية،‭ ‬وامتدت‭ ‬الى‭ ‬داخل‭ ‬الجانب‭ ‬السعودي‭ ‬منها،‭ ‬وقد‭ ‬شهدت‭ ‬الجولة‭ ‬الخامسة‭ ‬تطوراً‭ ‬عسكرياً‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬القتال‭ ‬حين‭ ‬شملت‭ ‬المعارك‭ ‬منطقة‭ ‬حرف‭ ‬سفيان‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬عمران،‭ ‬كما‭ ‬فتح‭ ‬الحوثيون‭ ‬جبهة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بني‭ ‬حشيش‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬العاصمة‭ ‬صنعاء،‭ ‬وخاصةً‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬مد‭ ‬الحوثيون‭ ‬أعمالهم‭ ‬العسكرية‭ ‬الى‭ ‬مشارف‭ ‬العاصمة،‭ ‬حيث‭ ‬دارت‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بني‭ ‬حشيش‭ ‬معارك‭ ‬شرسة‭ ‬استخدمت‭ ‬فيها‭ ‬الأسلحة‭ ‬الثقيلة،‭ ‬ودفعت‭ ‬السلطة‭ ‬بقوات‭ ‬خاصة‭ ‬مدربة‭ ‬جيداً‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬المتمردين‭ ‬الذين‭ ‬اقتربوا‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬حدود‭ ‬العاصمة،‭ ‬حتي‭ ‬كان‭ ‬سكان‭ ‬أطرافها‭ ‬المحاذية‭ ‬يسمعون‭ ‬أصوات‭ ‬المتفجرات‭ ‬والمدافع‭ ‬بوضوح‭.‬
التفسير‭ ‬الرسمي‭ ‬لقرار‭ ‬وقف‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬لم‭ ‬يخرج‭ ‬عن‭ ‬تعود‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬سماعه‭ ‬من‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬السلاح،‭ ‬واتاحة‭ ‬الفرصة‭ ‬للمتمردين‭ ‬الحوثيين‭ ‬لمراجعة‭ ‬مواقعهم‭ ‬لكثرة‭ ‬شراسة‭ ‬القتال‭ ‬وامتداده‭ ‬الى‭ ‬مناطق‭ ‬جديدة‭ ‬وعدم‭ ‬النجاح‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬حسم‭ ‬المعركة‭ ‬كان‭ ‬دافعاً‭ ‬رئيسياً‭ ‬للقرار،‭ ‬وخاصة‭ ‬كما‭ ‬قالت‭ ‬بعض‭ ‬الاوساط‭ ‬السياسية‭ ‬والإعلامية‭ ‬في‭ ‬الأجواء‭ ‬العربية‭ ‬المتوترة‭ ‬التي‭ ‬أوجدها‭ ‬قرار‭ ‬محكمة‭ ‬الجنايات‭ ‬الدولية‭ ‬بمحاكمة‭ ‬الرئيس‭ ‬السوداني‭ ‬عمر‭ ‬البشير‭ ‬بتهم‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬في‭ ‬دار‭ ‬فور‭.‬
مع‭ ‬بداية‭ ‬أغسطس‭ ‬2009م‭ ‬اندلعت‭ ‬أولى‭ ‬شرارة‭ ‬الجولة‭ ‬السادسة‭ ‬بانفجار‭ ‬المواجهات‭ ‬المسلحة‭ ‬بين‭ ‬الحوثيين‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬قبائل‭ ‬عمران‭ ‬والجوف‭ ‬وصعدة‭.‬
وفي‭ ‬11‭-‬8‭-‬2009م‭ ‬انفجر‭ ‬الوضع‭ ‬العسكري‭ ‬معلناً‭ ‬بدء‭ ‬الجولة‭ ‬السادسة‭ ‬من‭ ‬حرب‭ ‬صعدة‭ ‬ونجح‭ ‬الحوثيون‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭.‬
وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬السياسي‭ ‬أعلن‭ ‬حظر‭ ‬التجوال‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬صعدة‭ ‬ودعت‭ ‬السلطة‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬حرف‭ ‬سفيان‭ ‬الى‭ ‬إجلاء‭ ‬المناطق‭ ‬السكنية‭ ‬وأعلنت‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬صعدة‭.‬
قتل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجولة‭ ‬عدد‭ ‬ملفت‭ ‬للنظر‭ ‬من‭ ‬ضباط‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬لسلطة‭ ‬علي‭ ‬عبدالله‭ ‬صالح‭ ‬ومن‭ ‬قيادات‭ ‬الحوثيين‭ ‬ومشايخ‭ ‬القبائل‭ ‬بسبب‭ ‬تعرضهم‭ ‬للكمائن‭ ‬وعمليات‭ ‬الاغتيال‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬عملهم‭ ‬وفي‭ ‬الطرقات‭ ‬والمساجد‭.‬
تصاعد‭ ‬أعداد‭ ‬النازحين‭ ‬بأرقام‭ ‬مخيفة‭ ‬هروباً‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬القتال‭ ‬ومواجهة‭ ‬ظروفاً‭ ‬إنسانية‭ ‬صعبة‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬استعدادات‭ ‬مسبقة‭ ‬لإيوائهم‭ ‬في‭ ‬تجمعات‭ ‬مناسبة‭.‬
الحوثيون
دخل‭ ‬الحوثيون‭ ‬الجولة‭ ‬السادسة‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬وهم‭ ‬أكثر‭ ‬قوةً‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة،‭ ‬فعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬العسكري‭ ‬كشفت‭ ‬الأحداث‭ ‬عن‭ ‬تطورات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬استعدادتهم‭ ‬وأساليب‭ ‬تدريباتهم‭ ‬العسكرية‭ ‬وعتادهم‭ ‬الحربي‭ ‬والفني‭ ‬وقدرتهم‭ ‬على‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬حشد‭ ‬المقاتلين‭ ‬المواليين‭ ‬بأفكارهم‭ ‬وعدالة‭ ‬قضيتهم،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعلهم‭ ‬يبدون‭ ‬وكأنهم‭ ‬نسخة‭ ‬يمنية‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬اللبناني‭.‬
وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬صعدة‭ ‬كان‭ ‬إيقاف‭ ‬الحرب‭ ‬الخامسة‭.‬
عسكرياً‭: ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬الحوثيون‭ ‬يعتمدون‭ ‬كثيراً‭ ‬على‭ ‬كونهم‭ ‬يخوضون‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬طريقة‭ ‬حرب‭ ‬العصابات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬على‭ ‬الكر‭ ‬والفر‭ ‬والضرب‭ ‬السريع‭ ‬وإيلام‭ ‬الخصم‭.‬
فتحليلات‭ ‬المتابعين‭ ‬أشارت‭ ‬الى‭ ‬تغير‭ ‬الأساليب‭ ‬العسكرية‭ ‬للحوثيين‭ ‬وقيامهم‭ ‬بالاستيلاء‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬ومعسكرات‭ ‬وامتلاكهم‭ ‬معامل‭ ‬لإنتاج‭ ‬الألغام‭ ‬وأسحلة‭ ‬ثقيلة‭ ‬مثل‭ ‬راجمات‭ ‬الصواريخ‭ ‬ومضاد‭ ‬الطائرات‭.‬
‭....‬
حصلت‭ ‬اليمن‭ ‬على‭ ‬الترتيب‭ ‬101‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬
ا‭ ‬يعكس‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬حقيقة‭ ‬مستوى‭ ‬ونوعية‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬تعيشها‭ ‬المجتمعات‭.‬
إذ‭ ‬تعد‭ ‬اليمن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬التي‭ ‬احتلت‭ ‬ذيل‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬تصنيف‭ ‬اليمن‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتمتع‭ ‬بقدرٍ‭ ‬عالٍ‭ ‬من‭ ‬الرخاء‭ ‬وفي‭ ‬اساسيات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬حصلت‭ ‬اليمن‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭ ‬على‭ ‬ترتيب‭ ‬متأخر‭ ‬جداً‭ ‬301‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬روح‭ ‬المبادرة‭ ‬والابتكار‭ ‬حصلت‭ ‬اليمن‭ ‬على‭ ‬الترتيب‭ ‬79‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬لهذا‭ ‬المؤشر‭.‬
ووصف‭ ‬تقرير‭ ‬المؤشر‭ ‬نظام‭ ‬اليمن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بالنظام‭ ‬الاستبدادي‭ ‬نتيجة‭ ‬لعدم‭ ‬تمتع‭ ‬المواطنين‭ ‬بكامل‭ ‬حريتهم،‭ ‬مشيراً‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬المواطنين‭ ‬محرمون‭ ‬من‭ ‬الحريات‭ ‬المدنية‭ ‬الكافية‭ ‬والحقوق‭ ‬السياسية،‭ ‬وسجلت‭ ‬اليمن‭ ‬الترتيب‭ ‬19‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المؤشر‭.‬
وأشار‭ ‬التقرير‭ ‬الى‭ ‬ان‭ ‬مستوى‭ ‬كفاءة‭ ‬الحكومة‭ ‬منخفضاً،‭ ‬ودورة‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬لا‭ ‬تتم‭ ‬بالشكل‭ ‬الجيد،‭ ‬وحصلت‭ ‬اليمن‭ ‬على‭ ‬الترتيب‭ ‬90‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭.‬
وحصلت‭ ‬اليمن‭ ‬على‭ ‬المرتبة‭ ‬119‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مؤتمر‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬2009م‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬معهد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والسلام‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونومست‭ ‬البريطانية‭.‬
وتراجعت‭ ‬بـ31‭ ‬مرتبة‭ ‬مقارنة‭ ‬بـ2008م،‭ ‬ويرجع‭ ‬السبب‭ ‬الأساس‭ ‬الى‭ ‬تدهور‭ ‬وضع‭ ‬اليمن‭ ‬في‭ ‬المؤشرات‭ ‬الخمسة‭ ‬لمكون‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والأمني‭ ‬ومؤشرات‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬والعسكرية‭.‬
حيث‭ ‬يشير‭ ‬التقرير‭ ‬الى‭ ‬ارتفاع‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬جرائم‭ ‬العنف،‭ ‬وارتفع‭ ‬درجة‭ ‬احتمال‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المظاهرات‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬العنيف‭ ‬والعمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬المحتملة،‭ ‬ومظاهر‭ ‬العنف‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬تراجع‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يعتبر‭ ‬انعكاساً‭ ‬لوجود‭ ‬ثلاثة‭ ‬صراعات‭ ‬واسعة‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬اليمن‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تمرد‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬صعدة‭ ‬وتوسع‭ ‬عمليات‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬والحراك‭ ‬بين‭ ‬رجال‭ ‬القبائل‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬لقياس‭ ‬تقرير‭ ‬الدول‭ ‬الفاشلة‭ ‬دخلت‭ ‬اليمن‭ ‬ضمن‭ ‬دائرة‭ ‬الدول‭ ‬الفاشلة،‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬خطراً‭ ‬قادماً‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬الهاوية‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬2008م،‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬المرتبة‭ ‬18‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مؤشر‭ ‬الدول‭ ‬الفاشلة‭ ‬لعام‭ ‬2009م‭ ‬بـ‭ ‬1‭.‬98نقطة‭ ‬لتدخل‭ ‬اليمن‭ ‬ضمن‭ ‬العشرين‭ ‬الدولة‭ ‬الأعلى‭ ‬مرتبة‭ ‬والمصنفة‭ ‬ضمن‭ ‬أسوأ‭ ‬الدول‭ ‬فشلاً‭ ‬‮«‬اللون‭ ‬الأحمر‮»‬‭.‬
وسجلت‭ ‬اليمن‭ ‬تراجعاً‭ ‬ملحوظاً‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المؤشرات‭ ‬السياسية‭ ‬والعسكرية،‭ ‬إذ‭ ‬أصبح‭ ‬الفساد‭ ‬يشكل‭ ‬اً‭ ‬بسبب‭ ‬سياسات‭ ‬الحكومة‭ ‬اضافة‭ ‬الى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬وعدم‭ ‬قدرة‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬العمالة‭ ‬المتزايدة‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬تعقيد‭ ‬الأوضاع‭ ‬المتردية‭.‬
وتشير‭ ‬تقارير‭ ‬أمريكية‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬سلطة‭ ‬صالح‭ ‬جنت‭ ‬فوائد‭ ‬عسكرية‭ ‬وأمنية‭ ‬من‭ ‬تعاونها‭ ‬مع‭ ‬أمريكا‭.‬
وتأتي‭ ‬تصريحات‭ ‬المسؤولين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬القائلة‭ (‬بأن‭ ‬اليمن‭ ‬تحتل‭ ‬أولوية‭ ‬في‭ ‬اهتمامات‭ ‬الرئيس‭ ‬اوباما‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬2009م‭ ‬وأنها‭ ‬أصبحت‭ ‬الجبهة‭ ‬الرابعة‭ ‬للحرب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬من‭ ‬مقصد‭ ‬أن‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الاراضي‭ ‬اليمنية‭ ‬ستصبح‭ ‬الحدث‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬الجدي‭ ‬لعلاقات‭ ‬أمريكا‭ ‬باليمن‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬فترة‭ ‬أوباما‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2014م‭.‬
وأورد‭ ‬التقرير‭ ‬أنه‭ ‬بسبب‭ ‬التورط‭ ‬الأمريكي‭ ‬العسكري‭ ‬الواسع‭ ‬النطاق‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الحيوية،‭ ‬ودخول‭ ‬إدارة‭ ‬بوش‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬عام‭ ‬2008م‭ ‬أعطت‭ ‬إدارة‭ ‬بوش‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وبريطانيا‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬للتعاطي‭ ‬مع‭ ‬أزمة‭ ‬القرصنة‭ ‬والتوتر‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬الوطن‭.‬
وجاء‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬أيضاً‭: ‬إن‭ ‬تقارير‭ ‬دولية‭ ‬ومحللين‭ ‬استراتيجين،‭ ‬ذكروا‭ ‬أن‭ ‬موضوع‭ ‬القرصنة‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬ذريعة‭ ‬لعملية‭ ‬عسكرية‭ ‬استبقاية‭ ‬ربما‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬بهدف‭ ‬تأمين‭ ‬ممر‭ ‬الملاحة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬عدن‭ ‬وباب‭ ‬المندب‭ ‬الذي‭ ‬تمر‭ ‬فيه‭ ‬خمس‭ ‬وعشرون‭ ‬ألف‭ ‬سفينة‭ ‬سنوياً‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬٪70‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بالأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والعسكري‭ ‬للاتحاد‭ ‬الاوروبي‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬واليابان‭ ‬واسرائيل،‭ ‬وادعى‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مؤشرات‭ ‬عدة‭ ‬كشفت‭ ‬أن‭ ‬مظاهر‭ ‬فشل‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬أصبحت‭ ‬تشكل‭ ‬هماً‭ ‬عسكرياً‭ ‬وأمنيا‭ ‬ً‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحلفائها‭ ‬واكثر‭ ‬خطورة‭ ‬من‭ ‬الوضع‭ ‬المتردي‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬والتوترات‭ ‬المتعددة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬إهمالها‭ ‬قرابة‭ ‬عشرين‭ ‬عاماً‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬زيادة‭ ‬ونمو‭ ‬مظاهر‭ ‬النفوذ‭ ‬الإيراني‭ ‬والاريتري‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬التوتر‭ ‬بين‭ ‬أسمرة‭ ‬وأديس‭ ‬أبابا‭ ‬على‭ ‬جانبي‭ ‬الحدود،‭ ‬والأوضاع‭ ‬السياسية‭ ‬المحتقنة‭ ‬في‭ ‬كينيا‭.‬
وحذر‭ ‬تقرير‭ ‬معهد‭ ‬السلام‭ ‬الأمريكي‭ ‬الصادر‭ ‬نهاية‭ ‬2009م‭ ‬الرئيس‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬يقول‭ ‬إنها‭ ‬ستقوض‭ ‬حكمه‭ ‬وحددها‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬تركيز‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬أفراد‭ ‬أسرة‭ ‬الرئيس‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬الى‭ ‬تأجيج‭ ‬غضب‭ ‬النخبة‭ ‬والمنافسات‭ ‬القبلية،‭ ‬وإهمال‭ ‬بناء‭ ‬المؤسسات‭ ‬وأدى‭ ‬الى‭ ‬تفاقم‭ ‬تدهور‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‮»‬‭.‬
وأضاف‭ ‬التقرير‭: ‬إن‭ ‬قيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬صالح‭ ‬للهيمنة‭ ‬السياسية‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬عزل‭ ‬الإصلاحيين‭ ‬المحتملين‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬الحاكم،‭ ‬وفي‭ ‬الجنوب‭ ‬أدى‭ ‬الى‭ ‬تهميش‭ ‬الحزب‭ ‬الاشتراكي‭ ‬اليمني‭ ‬الى‭ ‬وضع‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬مهمة‭ ‬شاقة‭ ‬للتفاوض‭ ‬مع‭ ‬الذين‭ ‬يؤيدون‭ ‬الاستقلال‭ ‬بشكل‭ ‬ساحق‭.‬
‭ ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬للباحث‭ ‬الأمريكي‭ ‬دانييل‭ ‬بايمان‭ ‬إن‭ ‬توريث‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬يطرح‭ ‬بقوة‭ ‬عبر‭ ‬محاولة‭ ‬تحويل‭ ‬النظام‭ ‬الجمهوري‭ ‬الى‭ ‬ملكي‭.‬
ورجح‭ ‬الباحث‭ ‬دانييل‭ ‬عدم‭ ‬نجاح‭ ‬سيناريو‭ ‬التوريث‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬إصدار‭ ‬نجل‭ ‬الرئيس‭ ‬صالح‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬وأرجع‭ ‬سبب‭ ‬فشل‭ ‬التوريث‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬علي‭ ‬صالح‭ ‬مثل‭ ‬بقية‭ ‬الحكام‭ ‬العرب‭ ‬المستبدين‭ ‬والمتصلبين‭ ‬والضعاف،‭ ‬ويتمسون‭ ‬بالفظاظة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬وغريبو‭ ‬الأطوار‭ ‬أحياناً،‭ ‬وأن‭ ‬نظامه‭ ‬ديكتاتورياً،‭ ‬ويعاني‭ ‬لعقود‭ ‬من‭ ‬ركود‭ ‬اقتصادي،‭ ‬ويسيطر‭ ‬الفساد‭ ‬على‭ ‬حكوماتها‭.‬
ويقول‭ ‬الباحث‭ ‬الأمريكي‭ ‬إن‭ ‬احمد‭ ‬علي‭ ‬أضعف‭ ‬أولياء‭ ‬العهود‭ ‬المحتملين،‭ ‬فقد‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬إعطاء‭ ‬انطباع‭ ‬إيجابي‭ ‬عنه‭ ‬كعضو‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬عام‭ ‬97م،‭ ‬ولا‭ ‬يحظى‭ ‬بتاييد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬مع‭ ‬أنه‭ ‬رئيس‭ ‬الحرس‭ ‬الجمهوري‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يظهر‭ ‬الاحترام‭ ‬الواجب‭ ‬لكبار‭ ‬الضباط‭.‬
ومن‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬الباحث‭ - ‬باراك‭ ‬بارفي‭ -‬خبير‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬اليمنية‭ ‬إن‭ ‬أحمد‭ ‬علي‭ ‬يفتقر‭ ‬للقوة‭ ‬المناسبة‭ ‬وليس‭ ‬ذكياً‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية،‭ ‬وأنه‭ ‬أثبت‭ ‬أنه‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬المهام‭ ‬الموكلة‭ ‬اليه‭ ‬سياسيًا‭ ‬وعسكرياً‭ ‬ولا‭ ‬يتمتع‭ ‬ببعد‭ ‬نظر‭ ‬الساسة‭.‬
وكان‭ ‬الرئيس‭ ‬صالح‭ ‬قال‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬قناة‭ ‬‮«‬روسيا‭ ‬اليوم‮»‬‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬الدستور‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الاساسي‭ ‬للدولة‭ ‬نصاً‭ ‬للتوريث،‭ ‬ولم‭ ‬يستبعد‭ ‬صالح‭ ‬تولي‭ ‬نجله‭ ‬أحمد‭ ‬الرئاسة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الاقتراع‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬حزبه‭ ‬واستشهد‭ ‬بتولي‭ ‬بوش‭ ‬دبليو‭ ‬الإبن‭ ‬الرئاسة‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬أبيه‭.‬
ومن‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬اشترط‭ ‬حيدر‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬العطاس‭ ‬اول‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬لدولة‭ ‬الوحدة‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬الرئيس‭ ‬القادم‭ ‬لليمن‭ ‬من‭ ‬الجنوب‭ ‬ولفترة‭ ‬20‭ ‬عاماً‭ ‬قياساً‭ ‬بفترة‭ ‬حكم‭ ‬صالح‭ ‬منذ‭ ‬الوحدة‭ ‬اليمنية‭ ‬عام‭ ‬90م‭.‬


حرب‭ ‬السعودية‭ ‬والحوثيين‭ ‬
‭ ‬ويرى‭ ‬التقرير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬أن‭ ‬المواجهات‭ ‬المسلحة‭ ‬بين‭ ‬الحوثيين‭ ‬والقوات‭ ‬السعودية‭ ‬إحدى‭ ‬أبرز‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬حرب‭ ‬صعدة‭ ‬في‭ ‬جولتها‭ ‬السادسة،‭ ‬وأضفت‭ ‬على‭ ‬الأحداث‭ ‬طابعاً‭ ‬إقليمياً‭ ‬خطيراً‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ظلت‭ ‬الحرب‭ ‬محصورة‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬محلي‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬عسكريا‭.‬
بدأت‭ ‬المواجهات‭ ‬المسلحة‭ ‬بين‭ ‬الحوثيين‭ ‬وقوات‭ ‬الحدود‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬31‭- ‬11‭- ‬2009م‭ ‬بعد‭ ‬سماح‭ ‬قوات‭ ‬الحدود‭ ‬السعودية‭ ‬لقوات‭ ‬يمنية‭ ‬باستخدام‭ ‬الجانب‭ ‬السعودي‭ ‬من‭ ‬الجبل‭ ‬لضرب‭ ‬الحوثيين،‭ ‬وامتدت‭ ‬المواجهات‭ ‬بعدها‭ ‬الى‭ ‬جبل‭ ‬المدور‭ ‬وظهر‭ ‬الحمار،‭ ‬واستخدمت‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬الأسلحة‭ ‬المعروفة،‭ ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬المواجهات‭ ‬العسكرية‭ ‬وتأخر‭ ‬حسم‭ ‬المعركة‭ ‬الى‭ ‬إجلاء‭ ‬السكان‭ ‬من‭ ‬240‭ ‬قرية‭ ‬حتى‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬النازحين‭ ‬عشرين‭ ‬الف‭ ‬نازح،‭ ‬وأقيمت‭ ‬عدة‭ ‬مخيمات‭ ‬للنازحين،‭ ‬واستنزفت‭ ‬الدولة‭ ‬السعودية‭ ‬إمكانياتها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تأكد‭ ‬أن‭ ‬قواتها‭ ‬البرية‭ ‬والبحرية‭ ‬تواجه‭ ‬حرباً‭ ‬حقيقية‭ ‬مع‭ ‬مسحلين‭ ‬مدربين‭ ‬باحترافية‭ ‬عالية‭ ‬على‭ ‬حروب‭ ‬العصابات‭ ‬ولديهم‭ ‬القوة‭ ‬المعنوية‭ ‬التي‭ ‬تدفعهم‭ ‬للقتال‭ ‬والصمود‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬تكافؤ‭ ‬موازين‭ ‬القوة‭ ‬المادية‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭.‬

المضايقات‭ ‬والتنكيل‭ ‬بالصحفيين‭ ‬
ويقول‭ ‬التقرير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬أن‭ ‬الساحة‭ ‬السياسية‭ ‬والإعلامية‭ ‬اليمنية‭ ‬شهدت‭ ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬التضييق‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬التعبير،‭ ‬وصل‭ ‬حد‭ ‬الاختطاف‭ ‬والإخفاء‭ ‬القسري،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬للصحفي‭ ‬محمد‭ ‬المقالح‭ ‬منتصف‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2009م،‭ ‬كما‭ ‬تعرض‭ ‬صحفيون‭ ‬للمنع‭ ‬من‭ ‬مزوالة‭ ‬العمل،‭ ‬وقرارات‭ ‬بمنع‭ ‬صدور‭ ‬صحف‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬لصحيفة‭ ‬المصدر‭ ‬على‭ ‬خلفيات‭ ‬لها‭ ‬صلات‭ ‬بالحراك‭ ‬الجنوبي‭ ‬أو‭ ‬حرب‭ ‬صعدة‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬ينشر‭ ‬من‭ ‬انتقادات‭ ‬ضد‭ ‬ممارسات‭ ‬سياسية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالأداء‭ ‬الرسمي‭.‬
وخلال‭ ‬عام‭ ‬2009م‭ ‬أوقفت‭ ‬سلطة‭ ‬صالح‭ ‬8‭ ‬صحف‭ ‬أهلية‭ ‬عن‭ ‬الصدور‭ ‬لحوالي‭ ‬شهرين‭ ‬ثم‭ ‬عادوت‭ ‬سبعاً‭ ‬منها‭ ‬الإصدار،‭ ‬وبينما‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬يومية‭ ‬الأيام‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬عدن‭ ‬ممنوعة‭ ‬من‭ ‬الصدور‭ ‬مايقارب‭ ‬140‭ ‬حالة‭ ‬انتهاك‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2009م‭ ‬بحق‭ ‬الصحفيين،‭ ‬تنوعت‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬مابين‭ ‬اعتداءات‭ ‬واعتقالات‭ ‬وتهديد‭ ‬وحجب‭ ‬للمواقع‭ ‬الى‭ ‬مصادرة‭ ‬الصحف‭ ‬وسجن‭ ‬الصحفيين‭ ‬والإخفاء‭ ‬القسري‭.‬
بلغت‭ ‬المحاكمات‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الـ30‭ ‬حالة‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬صدر‭ ‬فيها‭ ‬أحكاماً‭ ‬بالسجن‭ ‬والغرامات‭ ‬والإيقاف‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬ويحاكم‭ ‬عشرات‭ ‬الصحفيين‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬الصحافة‭ ‬والمحكمة‭ ‬الجزائية‭ ‬المتخصصة‭ ‬منها‭: ‬28‭ -‬2‭- ‬2009م‭ ‬ستة‭ ‬من‭ ‬صحفيي‭ ‬صحيفة‭ ‬الوحدوي.