اسبانيا تسعى لاحراز اول بطولة في المونديال.. مع موعد تاريخي رياضي بدلالات سياسية عميقة

  • الوحدوي نت:
  • منذ 13 سنة - Sunday 11 July 2010
اسبانيا تسعى لاحراز اول بطولة في المونديال.. مع موعد تاريخي رياضي بدلالات سياسية عميقة

تعيش إسبانيا في الساعة والنصف من مساء اليوم الأحد موعدا مع التاريخ، فمنتخبها لأول مرة سوف يلعب نهائي كأس العالم لكرة القدم ضد هولندا، وهو موعد يتعدى الرياضي الى ما هو سياسي، في بلد تكون المعارضة بين اليمين واليسار وبين الحكومة المركزية وحكومات الحكم الذاتي أقرب إلى الحرب، فيكفي أن بعض الأحزاب القومية لا تتمنى فوز اسبانيا بالكأس ليتجلى تشابك السياسي بالرياضي. الوحدوي نت

رياضيا، لم يشكل الفريق الإسباني المفاجأة في كأس العالم، فالنقاد الرياضيون كانوا يرشحونه قبل بدء المباريات للفوز بالكأس وإن كان قد خلق شكوكا في مباراته الأولى بعدما انهزم أمام نظيره السويسري.

جاء المنتخب الإسباني للمشاركة في جنوب افريقيا وهو يحمل لقب كأس أمم أوروبا في نسختها الأخيرة التي أقيمت في النمسا صيف 2008، ومعززا بأحسن جيل أنجبته الكرة الإسبانية مثل الهداف دافيد فيلا والحارس كاسياس ولاعب وسط الميدان تشابي آلونسو والمدافع الصلب بوجول، يقودهم المدرب فيسنتي ديل بوسكي.

وتبرز مختلف الصحف الرياضية مثل 'ماركا' و'آس' و'الموندو ديبورتيفو' وحتى الجرائد الإخبارية، أنه حان الوقت لتنضم اسبانيا إلى نادي الدول الفائزة بكأس العالم. وأكد أكثر من مقال أنه 'لا يعقل أن تتوفر اسبانيا على أحسن دوري لكرة القدم في العالم وتضم أحسن وأشهر الفرق العالمية، ريال مدريد وبرشلونة، وأنجبت كبار اللاعبين مثل بوترغنيو وراوول غونزالس ولم يسبق لها أن رفعت كأس العالم'.

أما سياسيا، فترى حكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو الاشتراكية، أن وصول المنتخب الإسباني للنهاية والفوز بالكأس سيكون أجمل هدية للإسبان، بينما تمر البلاد بأزمة اقتصادية خانقة من مظاهرها ارتفاع البطالة إلى معدل 20'.

من جهته يرى زعيم المعارضة ماريانو راخوي (يمين محافظ) أن الفوز بكأس العالم سيعزز الشعور الوطني في البلاد. لكن، وفي موقف معارض تماما، أعلن رئيس الحزب القومي الباسكي إنيوغو أوركولو الذي يدعم حكومة سبتيرو في البرلمان، أنه لا يهمه من سيربح غدا، هولندا أم اسبانيا. فهو، كما قال، سيشجع المنتخب الذي سيلعب بشكل أفضل وكفى! أما عضو مجلس الشيوخ عن الحزب نفسه إنياكي أنغستي، وهو أحد السياسيين المخضرمين في البلاد، فقد أكد أنه لن يشجع المنتخب الإسباني بل الهولندي. وتتجه الأنظار الى إقليم كاتالونيا المعروف بدوره بمطالبه الانفصالية. هذه المرة تبنى الكاتالان موقفا وسطا، فزعيم الحزب الجمهوري الكاتالاني خوان بويرسركوس المشارك ضمن حكومة الحكم الذاتي، صرح للصحافة قائلا: 'ستة من اللاعبين الأساسيين في المنتخب الإسباني هم من فريق برشلونة الكاتالاني (برشلونة عاصمة كاتالونيا)، وهذا يظهر أن الفضل في هذه النتائج يعود للكاتالان'. ومضى قائلا: لو كان لكاتالونيا منتخبها لأبانت عن مستوى عال.

ونحت جرائد كبرى المنحى ذاته، مثل جريدة 'لفنغورديا' التي اعتبرت أن المنتخب الاسباني 'في الواقع هو فريق برشلونة' بالنظر الى عدد لاعبي برشلونة في المنتخب الوطني.

لكن أطرف حديث في اسبانيا هذه الأيام هو عن شركات عالمية باتت تتمنى خسارة المنتخب الإسباني. والأمر لا يتعلق بموقف سياسي بل اقتصادي محض، وأبرز هذه الشركات 'توشيبا' و'إنتل'. فالشركتان ووسط حمى الإشهار والدعاية، قامرتا بأن تعيدا الأموال لكل من سيشتري (اشترى) جهاز تلفزيون أو حاسوب ما بين 10 نيسان/أبريل و10 حزيران/يونيو إذا ما فاز المنتخب الإسباني بكأس العالم. علما بأن المبيعات من أجهزة التلفاز والحاسوب فاقت الـ20 ألفا خلال المدة المذكورة، وعليه، ففوز اسبانيا بالكأس سيكبد الشركتين خسائر فادحة إذا ما أعادت لكل زبون الثمن الذي دفعه.

والى غاية مساء الجمعة لم يبد أن الشركتين تعتزمان التراجع عن مقامرتهما.

والراجح أن اسبانيا هي المؤهلة للفوز، حسب تكهنات الخبراء والمعلقين، وأيضا حسب 'بول الاخطبوط' الذي اختارها بطلة للعالم.

عن القدس العربي