نعمان: قرار السلام بالنسبة للحوثي أصعب من قرار الحرب

  • الوحدوي نت - خاص
  • منذ سنتين - Saturday 12 June 2021
نعمان: قرار السلام بالنسبة للحوثي أصعب من قرار الحرب

أكد الدكتور ياسين سعيد نعمان، سفر اليمن في لندن، إن الحوثي يخشى السلام كونه يضعه أمام استحقاقات وطنية لا يستطيع بطبيعته أن يفي بها، وأن قرار السلام بالنسبة له أصعب من قرار الحرب.

وقال نعمان في منشور له على صفحته في ” فيسبوك” - تابعه الوحدوي نت - إن الحوثي ليس مستعجلاً على السلام كونه مرتاح، لا همه بلد، ولا شعب، مضيفاً إنه “مقطوع من شجرة، والأهم بالنسبة له (الحوثي) تلك الفروع “المشعبة” من “الشجرة” فقط”.

واضاف، أن موقف الحوثي، واضح كالشمس في رابعة النهار، ولا يحتاج التأليف فيه أو دمجه بالقصائد، وهو نفسه من سهل المهمة بـ “تعريف العالم بحقيقته بعد أن سخر من كل الجهود التي تسعى من أجل السلام، ورأينا كيف أنه كلما ارتفع صوت السلام في سماء اليمن غطى عليها بأزيز الطائرات المسيرة، وتفجير الصواريخ البالستية، وخطابات التشويش والتحريض ، وصراخ الضحايا”.

وفيما تسائل السفير نعمان، عن كيفية رؤية السلام بعد كل هذه السخرية التي يبديها الحوثي، واستخفافه بمصير اليمن واليمنين؟، أشار إلى أنه “لا بد أولاً من معرفة أن الحوثي لا يرفض السلام من قوة لكنه يتخندق وسط كتلة هائلة من اليمنيين المغلوب على أمرهم، يسومهم سوء العذاب ليشكل حلقة دفاع مصيرية عنه وعن مصالحه، وفي هذا السبيل لا يهتم بمصير هؤلاء طالما أنهم سيموتون دفاعاً عنه سواء بالتجنيد الإجباري، أو بالقصف المضاد رداً على مغامراته أو جوعاً أو خطفاً وإخفاء، ناهيك عن تسخير كل نشاطاتهم وعملهم لجني الثروات الخاصة في إطار نظام ريعي يتلخص في أن الأرض وما عليها وما في باطنها ملك للجماعة”.

وتابع: “هذا الفضاء، الذي ظل يتحرك فيه، كان يمنحه سلاحاً (انسانياً) أمام العالم، إلى أن افتضح أمره وحقيقة موقفه السلبي من مصالح هذه الكتلة الواسعة من البشر ممن وظف معاناتهم لمكاسب سياسية وعسكرية لمشروعه”.

وقال نعمان، إن هذا الوضع يجعل قضية السلام مهمة صعبة ولكنها ضرورية من وجهة نظر الدولة التي كان عليها أن تتصرف بمسئولية تجاه كل اليمنيين، مضيفاً “صحيح أن كلفة هذه المعادلة كانت ضخمة بعد أن أخذت تستنزف الثقة في قدرة الدولة على التعاطي مع كل هذا العبث، وهذا يعني أن استمرار الاستنزاف يصب في خانة الحوثي”.

وذكر أن “الدولة الآن، مع تحالفاتها، أمام مسئولية تاريخية وهي حماية السلام الذي بات مطلباً شعبياً. ولن تحميه إلا بوضعه في إطاره السياسي والانساني معاً: السياسي جذر المشكلة، والانساني النتيجة المتفرعة عنها”.

وأضاف: “قلنا باستمرار أن السلام الذي لا تحميه قوة هذه الحقيقة لن يكون مصيره مختلفاً عما يسعى إليه الحوثي، ولا نتوقع منه أن يرتقي بسلوكه إلى مستوى مغاير لما جند له نفسه من مشروع “.

وتابع: “قوة التمسك بهذه الحقيقة هي التي ستعيده إلى المسار الذي يدرك عنده أن السلام مطلب لبناء اليمن وليس لتملكه من قبل جماعة كميراث، مما يعرضه دورياً للحروب والدمار عند كل مرة يظهر فيها معتوه بكوفية” إمام”.

واختتم الدكتور ياسين سعيد نعمان حديثه بالقول “لردع الذي نتحدث عنه تتوسع عناصره وتتنوع، لكن ذلك التنوع يلتقي عند مسألة واحدة “حاكمة” وهي عدم القبول بأي سلام لا يتصل ببناء الدولة الوطنية بنظام دولة المواطنة. ذلك هو السلام الذي سيشكل رادعاً لدورات الخروج على الحاكم، ورادعاً لتجار الحروب، وقوة بيد الشعب لحماية سلطته”.