المعهد الملكي البريطاني: القبول بوجود الحوثيين يعني تسليم اليمنيين لجماعة عدوانية

  • الوحدوي نت - متابعات
  • منذ سنتين - Saturday 19 June 2021
المعهد الملكي البريطاني: القبول بوجود الحوثيين يعني تسليم اليمنيين لجماعة عدوانية

قال المعهد البريطاني الملكي، إن قبول المجتمع الدولي بوجود طويل الأمد للحوثيين، يعني أيضاً التخلي عن اليمنيين لسلطة قمعية ورجعية، وتلقين شبابهم أيديولوجية دينية عدوانية تطالب بمساحات واسعة من الأراضي السعودية.

وشدد تقرير أعده الدكتور جاك واتلينج، وهو زميل أبحاث في المعهد البريطاني الملكي، أن التكلفة الإنسانية لهذا القرار باهظة، كما أن أي تقليص في الحصار يخاطر بالسماح لإيران بتهديد حرية الملاحة في باب المندب، مما يعقد بشكل كبير المشكلة الحالية في مضيق هرمز.

وأضاف: إذا كانت شبه دولة حوثية طويلة الأمد غير مقبولة من قبل المجتمع الدولي، فلا يمكن للقوى الخارجية ببساطة أن تدع الحرب تستمر، مع تشتت المعارضة بشكل متزايد، يجب عكس خطوط الاتجاه، مع القبول بأن السلام سيستغرق سنوات حتى يصبح واقعياً.

ورأى أن السلام في اليمن لا يعني العودة إلى الوضع السابق، مضيفا: يجب أن تحدد القوى الخارجية المتنافسة شروط السلام التي يمكنها قبولها في اليمن.

ونوه الى الحوثيين "تغيروا منذ سيطرتهم على صنعاء عام 2014، فلدى وصولهم تركوا العديد من المسؤولين الحكوميين في مناصبهم. لم يعرفوا كيف يحكمون ولم يبدوا اهتماما كبيرا بفعل ذلك".

واستدرك بالقول: "لكن منذ عام 2018، بدأوا يتصرفون بشكل أشبه بحكومة (متقلبة)، وفصلوا التعليم ووضعوا مناهج جديدة تناسب ايديولوجيتهم، مستخدمين آليات بيروقراطية لفرض الضرائب، وهيكلوا جهاز مخابرات الدولة لتحديد طبيعة السخط القبلي وقمع المعارضة". 

كما استمرت تطلعاتهم في التوسع، من منطلق الرغبة في الاعتراف بهم كقوة شرعية في السياسة اليمنية، ويطالبون الآن السعودية بالاعتراف بالهزيمة، وفقا للتقرير.

ولفت التقرير إلى أنه إذا كان بإمكان الحوثيين الاستيلاء على أراض إضافية خارج مأرب والاحتفاظ بها يبقى أمرًا قابلًا للنقاش، ولكن إذا استولوا على المحافظة الغنية بالموارد، فسيتم القضاء على أي مسار قابل للتطبيق لطردهم من الأرض التي يحتفظون بها بالفعل دون تدخل خارجي كبير.

وأشار إلى أن الحوثيين يتشاورون ويطلبون مشورة المسؤولين الإيرانيين على نطاق واسع، كما بدأوا في إرسال رسائل علنية للتنسيق مع "محور المقاومة"، مما يشير إلى رغبة في الظهور على أنها تأكيد لمصالح خارج حدود اليمن.

وقال المعهد الملكي البريطاني: "السعوديون يريدون الخروج ولكن ليس بأي ثمن، إذ يتعين عليهم أن يستعيدوا السيطرة على حدودهم الجنوبية، وسياسياً هم يرغبون في أن يُنظر إليهم على أنهم حققوا شيئا ما، الأمر الذي يبدو أن الحوثيين غير راغبين في منحهم هذا الخيار لغاية الآن".

بيد أن السلام في هذا السياق –يقول التقرير- لن يعني السلام لليمنيين، فمن المرجح أن يستمر صراع الاستنزاف البطيئ في مأرب وتعز، لكن بالنسبة للسعوديين، تسبب تهديد الصواريخ الباليستية الراسخ على حدودهم الجنوبية في إعادة تنظيم بنيتهم التحتية الدفاعية، وهناك إدراك متزايد أن التهديد سيستمر على الأرجح حتى إذا توقفت الضربات من اليمن.

واستطرد قائلا: "المجتمع الدولي يواجه خيارا: (هل شبه دولة حوثية طويلة الأمد أمر مقبول"؟ وإذا كان الأمر كذلك، فيجب إعادة رسم القرار 2216، فهناك قضايا مهمة يجب على المجتمع الدولي معالجتها -مثل مصير الناقلة صافر- والتي فشل إطار العمل التفاوضي الحالي في حلها".

 

وخلص المعهد الملكي البريطاني الى القول إن "قبول وجود طويل الأمد للحوثيين يعني أيضا التخلي عن اليمنيين لسلطة قمعية ورجعية، وتلقين شبابهم أيديولوجية دينية عدوانية تطالب بمساحات واسعة من الأراضي السعودية".