وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في صناعة السلام

  • الوحدوي نت - فاطمة الاغبري
  • منذ سنتين - Tuesday 14 September 2021
وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في صناعة السلام

اصبحت وسائل التواصل الاجتماعي في العشر السنوات الاخيرة الاكثر رواجاً وانتشاراً في العالم ،كما تُعد احد المصادر المهمة للمعلومات التي تعتمد عليها في اكثر من الاحيان الصحافة التقليدية ، وتعد تلك الوسائل سلاح ذو حدين حيث يعتمد البعض فيها على نشر ثقافة التحريض على العنف والكراهية ،بينما في المقابل يعتمد البعض على نشر ثقافة السلام والتعايش بين المواطنين وتحديداً في اليمن التي تشهد صراعات مسلحة منذ سنوات . الوحدوي نت
وبحسب دراسة كانت قد اجرتها مؤسسة منصة للإعلام والدراسات التنموية فقد وصلت نسبة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن عام 2017 الى 95,6% وتعد هذه النسبة كبيرة مما يعني التأثير الكبير الذي يمكن ان تلعبه تلك الوسائل على المجتمع الذي اصبح اليوم يعتمد عليها في تلقي المعلومات والمساهمة في نشرها بطريقة سلبية او ايجابية .
وهنا اكد الناشط البحريني في مجال حقوق الانسان ومستشار الأمن الرقمي في منظمة فرونت لاين ديفندرز للشرق الأوسط وشمال افريقيا في تصريح لـ( الوحدوي نت ) ان كل ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي يتم الاخذ به كمعلومات حقيقية مُسلم بها ،واشار الى ان نشر المعلومات الغير صحيحة تؤثر وبشكل كبير جداً على عملية السلام كونها تثير جهة معينة على اخرى .
ونتيجة للتأثير الذي لعبته تلك الوسائل وتحديداً التأثير السلبي، قررت شركة (فيسبوك) عمل معاييرتُلزم فيها المستخدمين على احترام قواعد النشروذلك للحد من خطاب العنف والكراهية عبر تلك الوسائل ،وهذا بالفعل ما اكده استبيان تابع لمرصد الحريات الاعلامية في اليمن حيث اظهر نسبة 31% يرون ان وضع (فيسبوك ) قيود على النشر في بعض الحالات ساهم في الحد من خطاب العنف والكراهية .
استراتيجية
و يرى المسقطي ان عدم وجود اطار تنظيمي او تنقيح للمعلومات التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل قد يكون لها التأثير السلبي والكبير على عملية السلام.
وهو ما يتفق عليه الصحفي معاذ المقطري حيث أكد ان صناعة السلام عبر وسائل التواصل الاجتماعي الاكثر انتشارا يتطلب استراتيجية جيدة في توظيف هذه الشبكات وتدريب مستخدميها وتمكينهم من الرسائل والمواد الهادفة لبناء السلام .
من جهتها اكدت عضو التوافق النسوي للامن والسلام المحامية لبنى القدسي لـ (الوحدوي نت ) انه يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي ان تعمل على نشر المحبة والتعايش من خلال المبادرات المجتمعية الرافضة لاي مظاهر العنف والكراهية وكذلك لنشر مفاهيم تعزز السلام والوطنية لدى الجميع.
نشر السلام
ومع انتشار اخبار الموت والدمار التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي اصبح الحاجة مُلحة لنشر ثقافة السلام عبر تلك الوسائل خصوصا وان الكثير اصبح يشعر بالملل من تلك الاخبار وهذا ما قاله المقطري في تصريح لـ( الوحدوي نت ) حيث وجد ان الاخبار التي كانت تلقى رواجاً في تغطية المواجهات المسلحة والتحشيد للقتال اصبحت اليوم مملة وغير مرغوب بها ومكذبة مع فقدان الناس املهم في حسم المعركة في اليمن .
ويشترك المقطري والمسقطي في رأيهم بأن وسائل التواصل الاجتماعي يمكنها تعزيز ثقافة التعايش والسلام أكثر بكثير من تأجيج الحرب .
وفي اليمن بدلاً من استخدام تلك الوسائل في نشر ثقافة التعايش والسلام في بلاد مزقتها الحرب منذ أكثر من ست سنوات يعتمد بعض الناشطين على الابتعاد كل البعد عن تلك الثقافة وهو ما رأه الصحفي والكاتب السياسي اليمني المقيم في امريكا محمد رشاد عبيد حيث ذكر ان وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بصورة غير مسبوقة في زيادة الفرز الطائفي والسياسي والمناطقي في دولة يقتلها الفقر والجوع والة الحرب واضاف ان وسائل التواصل لا تصنع السلام والاستثناءات في هذا الاطار تكاد تكون ضئيلة للغاية ان لم تكن معدومة.
وتحتل وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن الاهمية الكبرى كون الكثير توجه لها عقب القمع الذي قضى على التعديدة في وسائل الاعلام منذ 2015وهو ما ذكره الاديب والناقد احمد ناجي النبهاني الذي رأى انها الوسائل الوحيدة التي تعبر عن المخزون الاجتماعي والمشاعر المواقف والرؤى والمعتقدات .
واكد النبهاني الذي شغل موقع الأمين العام المساعد لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين سابقاً ان وسائل التواصل لا يمكن ان يعول عليها صناعة السلام مالم تقتنع النخب الثقافية والسياسية بأهمية السلام ،وقبل ذلك اقتناع امراء الحرب من الطرفين بأهميته تقديم التنازلات الكبيرة من اجل اليمن ارضاً وشعباً .
من جهة اخرى قال المقطري ان وسائل التواصل هي الاكثر فاعلية والاسرع والاعمق وصولا في بناء السلام ونشر ثقافة المحبة اذا ما تم توظيفها في هذا المجال .
واكد الصحفي احمد الصباحي لـ(الوحدوي نت ) ان مهمة الناشطين والمغردين على وسائل التواصل الاجتماعي مهمة مضاعفة وغاية الاهمية في عملية بناء السلام والدعوة له وحث اطراف الصراع على تقديم التنازلات من اجل انهاء هذا النزاع .
نافذة السلام
ويرى الصباحي ان وسائل التواصل الاجتماعي اصبحت نافذة مهمة بموجبها يتم تشكيل رأي ضاغط على القوى السياسية لترك التمترس وراء الافكار والاطروحات الخاصة والذهاب الى حوار شامل يجمع شمل كافة اليمنيين ويطرح القضايا على طاولة الحوار افضل من حوار البنادق.
وعلى الرغم من لجوء البعض من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن الى التحريض على العنف والكراهية عبر محتوياتهم المنشورة الا ان ذلك لا يعني انه لا يوجد هناك من يستخدمه في نشر ثقافة السلام والتعايش ونلتمس ذلك من خلال المحتويات المختلفة التي تنشر عبر تلك الوسائل من مواد تظهر الجوانب الايجابية كالمبادرات الانسانية والفعاليات الثقافية والمشاريع الصغيرة والرسائل الايجابية التي اصبحت تعزز ثقافة السلام والتعايش وغرس ثقافة القبول بالاخر .