ضحايا الزواج المبكر : تزوجنا صغيرات وجنينا الآلام صغارا وكبارا

  • استطلاع : سميرة عبدالله
  • منذ 13 سنة - Tuesday 09 November 2010
ضحايا الزواج المبكر : تزوجنا صغيرات وجنينا الآلام صغارا وكبارا



الزواج المبكر أحد  أهم المشكلات التي تعانيها الفتاه اليمنية وخصوصاً في الأرياف وبالرغم من إجماع معظم المهتمين بقضايا المرأة ، وقضايا السكان عموماً على ان هذه الظاهرة من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشاراً وضرراً علي المرأة والمجتمع ، الاان التوجهات العملية لإيجاد حل لهذه الظاهرة أو الحد من انتشارها على الأقل لا يزال محدوداً ، وحتى الدراسات النظرية أو الميدانية التي تناولت هذة الظاهرة لاتزال – على ندرتها – دون المستوي المطلوب من حيث قدرتها على تشخيص الظاهرة بدقة والإحاطة بجميع جوانبها ، ومن ثم تقديم الحلول والمعالجات المناسبة لها ، فغالباً ما يتم مناقشة القضية بشئ من التبسيط والاستعجال ، والتركيز على بعض جوانب المشكلة أو تداعياتها وإغفال جوانب أخري هامة ، يصعب تصور تقديم حلول ناجحة للمشكلة دون أخذها في الحسبان , فقضية الزواج المبكر -كغيرها من قضايا المرأة – ليست غالباً سوى نتائج طبيعية لواقع اجتماعي معقد ، تتداخل فيه إشكاليات الحاضر - السياسية والقانونية و الاجتماعية والاقتصادية وغيرها مع موروثات الماضي من عادات وتقاليد اجتماعية عززت رسوخها غالباً بالاستناد إلى ثقافة إسلامية موروثة من عصور الانحطاط اكتسبت مع الزمن ورغم الاثار التي تنعكس على الفتاة نفسها الانها تضل في تزايد واغلب قصص زواج الصغيرات تبعها مشاكل

تقول الأخت هدى تزوجت صغيرة في عمر الثانية عشر وكنت مرعوبة وأنضر للزواج انة آمر عيب ويستعار منة فالقد كانت ثقافة البيت تصور لنا ذلك ومن العيب ان نتكلم تفاصيل متعلقة بالزواج او الخطبة المهم اضيف الى ذلك انني عندما تزوجت صدمت برجل عنيف وقاسي الزواج في راية استعراض رجولة وأوامر ورفع صوت في الذهاب والاياب زاد الطين بلة أن خلفت مبكرا وانا في سن الرابع عشر مما ادى الى تعسر الولادة وأصبت بتمزق شديد بالرحم ونتيجة لعدم وجود الخدمة الصحية القريبة اهملت ولم اتعالج فما كان من زوجي الا ان تزوج باخرى وتركني خادمة في البيت وواصلت قد تسالين لماذا قبلت كل هذالذل ولم اشتكي فقول لك المرأة في بلادنا ماهي الا مكلف بمعنى انها تكلف على مشاكل وخبمثل ما يقول الاهل لذلك فسكوتها افضل ثم اني
أروى الذبحاني تقول تزوجت وانا في سن الثانية عشر الى قرية تبعد عن قريتي ماسافة خمس ساعات مشيا على الأقدام وكنت فرحة بالثوب الأبيض وتجهيزات العرس .  تعلقت بزوجي كثير وهذا ماسا عد على تخفيف اعبأ الزواج التي اثقلت كاهلي فالقد كان مطلوب مني اصحوا في الصباح الباكر لا جلب الماء من مكان بعيد واعمل في الحقل أعمال هي فوق طاقتي وما أن يجن الليل ألا وتغزوا الفرحة قلبي لآني سالقى السرير وتبدى رحلتي مع العمل المرهق اليوم الثاني وهكذا خلفت وزادت الإتعاب والمسؤوليات وبدا إحساسي بالحرمان من حياة الطفولة ومن التعليم يتفاقم ولو عدنا الان للوراء لارفضت الثوب الأبيض والعرس بأكمله واخترت طفولتي والتعليم 
لطيفة علي / صنعاء: تقول تزوجت وأنا عمري ثلاثة عشر عام من قريبي كان ابي ثرياُ ويريد مثل ما يقولوا أن يشتري رجل لابنته في البداية لم أحس بأي تعب خصوصاً والدتي كانت تقوم بكل المسؤوليات ومنها تربية أبنائي الذين أنجبتهم مبكراً وبشكل متتابع لكني لم أشعر بيوم إنني أم كل الأمهات الحنونات وأحياناً أنس أن لدي صغار ولست مهتمة بهم على الإطلاق إنما وجود أمي كان يسد الفراغ مرت الأيام واضطررنا إلى أن ننتقل إلى محافظة أخرى ليبحث زوجي عن عمل يعد أن كبر والدي وحصلت ظروف بددت ثروته بدأت مشكلتي مع أبنائي تظهر فهم يطالبوني بأن أحن عليهم وأتعامل بود وأنا فاقدة له لذلك تماماً بل على العكس أحس أني أنا محتاجة إلى من يحن علينا فزواجي الصغير جعلني أكبر مبكراً ولا أحضى بما يحض به الآخرين من دلال من الأسرة ثم أن المجتمع بشكل عام يحتم أن أظهر كبيرة مهما كان سني صغيراً المهم كبر أبنائي وبداوا يشعرون أنني قاسية عليهم ويطالبوني بأن أحن عليهم ولكن فاقد ا الشيء لا يعطيه، أحد أبنائي لا أشعر بأمومة نحوه مطلقاً ومثل ما يقول أنني قاسية في تعاملي معه وهو يميل إلى أبوه كثيراً ويتمنى لو أن يستطيع أن يزوج أبوه بأخرى ثم أن تصرفاته معنا هي ربما رد فعل فهو عنيف على أخوانه ويرد علي بعدم احترام ويعنف كل ما أمامه.
م . أ. حجة تقول تزوجت في سن الثانية عشر وكنت فرحة بالثوب الأبيض ولا أعرف من الزواج سواء العرس والملابس الجديدة وقبل أن أزف كنت العب في الشارع ولم أتعلم دخول مطبخ تزوجت إلى بيت كبير وأنجبت أولاد وتحملت مسؤولية مطبخ كانت أم زوجي تساعدني أو بالأصح تعلمني وما أن يجن الليل إلا وأنا أحس أن كل أعضاء جسمي تصيح من الألم تعلقت بزوجي كثيراً وهذا ما كان يخفف علي و خلفت مولودي الأول وأنا في الرابعة عشر تعسرت الولادة رغم أنني كنت في بلد تتوفر فيه كل الخدمات إلا أن الولادة أتعبتني جداً وسببت لي انحناء في العمود الفقري بعدها انزلاق ومن يومها وأنا أشكو المرض وأحياناً أرقد طريحة الفراش بالشهور.
اضف إلى ذلك أن أبنائي يتعاملون معي ولأنني واحدة منهم ولا استطيع فرض هيبتي عليهم لأنهم يرون أنني أنا وهم قريبين في السن ومن الأخطاء التي مارستها في تربية أبنائي نتيجة صغر السن وعدم إدراك المسؤولية إنني لم ارضع ابني الأول رضاعة طبيعية وكنت معتقدة أن ذلك سوف يضر بجمالي.
الأخت / سمية _ ا_ص تقول : تزوجت في سن صغيرلم أتجاوز الثانية عشر وصادفت كثير من المتاعب كان اهمها تربية الابنا فقدخلفت بعد فترة زجيزة من الزواج فكان مسؤلية الاهتمام بالابنا ورعايتهم امر صعب بالنسبة ليى فقد كنت انا في سن احتتاج فية للاتهتمام والرعاية واذكر انني كنت عنما يبكي طفلي اضع المخدة على فمه حتى لا اسمع صوتة وحتى يعجل بالنوم واحصل على فرصة اخطلط فيها مع الصديقات ناهيك عن المشاكل التي واجهنها انا وزوجي الذي كان هو الاخر صغيرا . بددنا كل ماعند من ذهب كنت حصلت عليه من اهلي واهله عند زواجي ولم نستغلة في افامة أي مشروع ولم يكن يهمنا مواصلة زوجي للتعليم لم نكن نعرف ان المسؤلية القادمة اكبر تركح زوج التعليم وهو في الثنوية  واشتغل قطاع خاص وجا اليوم الذي اصبح زوجي بدون عمل وهكذا اعيد السيناريو وخرج ابني من المدرسة ليساعدنا في تحمل مسؤلية البيت ال
يقول الدكتور عبد المؤمن شجاع الدين أن هناك فهم مخلوط للأحكام والمفاهيم الإسلامية مع أنها صريحة في قول الله تعالى (( وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح)) واعتبر أن المقصود ببلوغ النكاح هو الوصول إلى مرحلة الأهلية والقدرة في الشريعة بكل مجالاتها وأن هناك مباحات كثيرة تم تقيدها إلا أن الحاجة أصبحت ملحة إلى ذلك والقاعدة الأساسية في الإسلام (لا ضرر ولا ضرار ) وهذا الزواج له أضرار كثيرة صحية ونفسية واجتماعية.
مضيفاً أن الدول العربية حددت جميعها سن الزواج ولم يلاقي محل ما وجد عندنا من رفض وصد.
يرى الدكتور نجيب غانم رئس لجنة الصحة والسكان بمجلس النواب
إن ظاهرة الحمل المبكر في البنات صغيرات السن لا بد أن تعامل بقلق بالغ خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار عواقب هذه الظاهرة على صحة الأمهات وعلى مواليدهن ناقصي الوزن وانعكاسات ذلك على أوضاع الأم الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والصحية.
عندما تكون الأم صغيرة فإن الحمل يشكل خطورة للأم وللجنين كما أن المضاعفات من الولادة تعد أهم الأسباب المفضية للوفاة عند الأمهات الصغيرات في السن.
وحتى عند توفر ظروف صحية مثالية للأمهات الصغيرات الحوامل خاصة ما دون السابعة عشر من العمر فإنهن معرضات للمخاطر أكثر من الأمهات الحوامل ما فوق العشرين من العمر ومن تلك المخاطر الوفاة عند الولادة.
إن مخاطر الوفاة عند الأمهات الصغيرات تزيد من ضعفين إلى أربعة أضعاف عن نسبة الوفاة عند الأمهات ما فوق العشرين ويعتمد إلى حد كبير على المستوى المعيشي والاقتصادي والصحي للأم الحامل.
ومن المخاطر المهددة للحياة والتي تواجه الفتاة الحامل تحت سن العشرين هي النزف والاخماج والإصابات الميكروبية ذات المنشأ البكتيري أو الفطري. وكذلك ارتفاع ضغط الدم الحاد الناتج عن التسمم الحملي وأيضاَ تعسر الولادة الناتج عن عدم تناسب حجم رأس الجنين مع فتحة عظام الحوض وفقر الدم الناتج عن نقص الحديد والإجهاض.
نسبة هذه المخاطر مرتفعة عند الأم الصغيرة الحامل مقارنة بالمخاطر عند النساء الحوامل الكبيرات نسبياً في السن كما أنه في الولادة الأولى تشكل خطورة أكبر مقارنة بالولادة الثانية والثالثة والرابعة للأم.
كما إن العوامل الاجتماعية والاقتصادية بما فيها الفقر وسوء التغذية والأمية وانعدام التعليم وانعدام خدمات الرعاية الصحية الأولية للأم الحامل وكذا خدمات الطوارئ الولادية كلها تتضافر لتزيد من عوامل الخطورة عند الأم الحامل الصغيرة.
ومخاطر الحمل سواء عند الصغيرات أو الكبيرات تتزايد عند الفقراء الذين يعانون من سوى التغذية مع فقدان الرعاية الصحية كما إن عدم العناية والرعاية الطبية وارتفاع ضغط الدم المصاحب للتسمم الحملي قد يؤدي إلى هبوط في في وظائف القلب أو النزف الدماغي وكلها قد تؤدي إلى وفاة الأم والجنين معاً.
إن ارتفاع ضغط الدم يرتبط في الغالب عند النساء اللاتي يحملن للمرأة الأولى وهو المسبب الرئيسي للوفيات عند النساء الحوامل صغيرات السن اللاتي تحت سن العشرين.