تعددت الحكومات والفشل واحد

موجة غلاء عاتية تقصم الظهور وتؤكد زيف وعود الحاكم

  • الوحدوي نت - محمود شرف الدين
  • منذ 17 سنة - Wednesday 17 January 2007
موجة غلاء عاتية تقصم الظهور وتؤكد زيف وعود الحاكم

لجوء الحزب الحاكم الى إشاعة التسريبات عن التغيير الحكومي‮ ‬بعد إجازة عيد الأضحى المبارك،‮ ‬وتوالي‮ ‬عدد من الزيادات السعرية القاتلة على أسعار جميع السلع الغذائية والاستهلاكية الضرورية على فترات زمنية متقاربة منذ الانتخابات المنصرمة،‮ ‬هدف منه الى إزالة حالة النقمة والسخط الشعبي‮ ‬من تلك الزيادات،‮ ‬وفي‮ ‬محاولة‮ ‬يائسة منه لإشغال الناس بالحديث والتنبؤ عن رئيس الحكومة الجديد‮.‬
فيما اعتبر مراقبون ذلك استمراراً‮ ‬للضحك على الشعب والاستخفاف به،‮ ‬وسعياً‮ ‬لإعادة الأمل الواهم في‮ ‬جدية الحزب الحاكم تنفيذ وعوده الانتخابية بعد اتضاح زيفها وخداعها،‮ ‬واعتقاده أن تشكيل حكومة جديدة سيكون من شأنها إزالة حالتي‮ ‬النقمة والسخط لدى الشعب من نكوصه عن وعوده،‮ ‬أمر في‮ ‬غاية السخف،‮ ‬وحيلة لاتنطلي‮ ‬على أحد‮. ‬فالكل‮ ‬يعرف أن الحكومة مهما تغيرت وجوهها،‮ ‬فإن برنامجها واحد،‮ ‬ولن تغير شيء في‮ ‬الوضع المعيشي‮ ‬إن لم تزده بؤساً‮ ‬وتكيل وعوداً‮ ‬وأكاذيب ترافقها جرعات قاتلة،‮ ‬خاصة وأن الجميع‮ ‬يعرف أن الأمر بيد الرئيس بحكم تركز السلطات والصلاحيات بيده،‮ ‬وإذا لم تتوفر الرغبة أو النية لديه في‮ ‬رفع المعاناة عن كاهل الشعب،‮ ‬وكبح جماح الفساد،‮ ‬أو توفرت لديه النية وبدا في‮ ‬موقف العاجز،‮ ‬فليس هناك أي‮ ‬أمل في‮ ‬أية حكومة،‮ ‬حتى وإن كان على رأسها ملك من السماء‮.‬
ففي‮ ‬الوقت الذي‮ ‬لازالت فيه الملصقات الدعائية للرئيس صالح تعلو جدران الأزقة والشوارع والمنازل،‮ ‬بما فيها من وعود بالرخاء والعيش والاستقرار الاقتصادي،‮ ‬ووقف أية زيادات سعرية‮... ‬الخ،‮ ‬يعيش شعبنا اليمني‮ ‬حالة من البؤس والإحباط والمعاناة من مضاعفات أسرع زيادات سعرية تجرعها على ثلاث مراحل في‮ ‬الفترة التي‮ ‬تلت الانتخابات المنصرمة‮.‬
زيادات سعرية قاصمة وغير مبررة للعديد من السلع والمواد الغذائية الضرورية،‮ ‬بدءاً‮ ‬بالدقيق والقمح،‮ ‬وانتهاءً‮ ‬بالبيض الذي‮ ‬شهدت أسعاره ارتفاعاً‮ ‬بنسبة ‮٠٥١‬٪‮ ‬خلال فترة وجيزة‮.‬
هذا الغلاء الفاحش والمتسارع أزاح الغشاوة عن وجوه‮ ‬غالبية الشعب اليمني،‮ ‬ليكتشف زيف الوعود الانتخابية للحزب الحاكم ومرشحه الرئاسي،‮ ‬ويدرك مدى الغفلة التي‮ ‬عاشها موقناً‮ ‬ومؤملاً‮ ‬بشعارات الحملة الانتخابية،‮ ‬ليصبح اليوم في‮ ‬حالة تعيسة مجردة من أي‮ ‬تفاؤل أو أمل من أي‮ ‬استقرار سعري‮ ‬أو توقف ولو لفترة زمنية بسيطة على سقف سعري‮ ‬محدد بعد هذا التصاعد المخيف والقاتل،‮ ‬دون أن‮ ‬يبدو له أدنى وجود لحكومة الحصان وخطابات رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي‮ ‬العام،‮ ‬المتوعدة بإجراءات صارمة،‮ ‬والواعدة بعودة الأسعار الى طبيعتها‮.‬
إن استغلال حكومة الحصان ومن ورائها التجار الجشعين،‮ ‬وإن كان لا فرق بين الاثنين؛ فالحكومة هي‮ ‬شلة من التجار،‮ ‬والتجار معظمهم مسؤولون فيها،‮ ‬الأيام التي‮ ‬تسبق الأعياد،‮ ‬وتوقف الصحافة والأنشطة السياسية بسبب العيد،‮ ‬فرصة لرفع الأسعار بشكل جنوني،‮ ‬أمر لايختلف عن استغلال الأمريكان وحكومة العراق العميلة عيد الأضحى موعداً‮ ‬لإعدام الشهيد صدام حسين،‮ ‬الرئيس الشرعي‮ ‬للعراق الشقيق‮. ‬فكلا الأمرين جريمتان شنيعتان توالتا على الشعب اليمن ونغصتا العيد وقتلتا فرحته‮.‬
أحاديث الناس في‮ ‬الشوارع وعلى الباصات،‮ ‬وفي‮ ‬المقايل،‮ ‬لاتخلو من التعبير عن المعاناة من ارتفاع الأسعار،‮ ‬وعن الألم من اغتيال صدام‮. ‬وإن كان للأخيرة دور في‮ ‬إشغال الرأي‮ ‬العام اليمني‮ ‬عن الأولى‮.‬
لقد انقسم الناس حيال الزيادات السعرية الى قسمين‮: ‬الأول‮ ‬يرى أن الغلاء أمر تم بعلم وموافقة رئيس الجمهورية وحكومة المؤتمر وضمن برنامجهما الاقتصادي‮ ‬تحميل الشعب دفع فاتورة الفساد والمفسدين ورد الجميل للتجار‮.‬
والآخر‮ ‬يعتقد أن الرئيس رافض لهذه الزيادات،‮ ‬إلا أنه عاجز وغير قادر على مواجهة مافيا الفساد والثراء‮ ‬غير المشروع داخل الحكومة والدولة،‮ ‬وبالذات من دعموا حملته الانتخابية،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فلا جدوى،‮ ‬فكلا الأمرين‮ ‬يطيحان بوعوده الانتخابية،‮ ‬ويبعثان نقمة شديدة متراكمة لدى الشعب تنذر بما لاتحمد عقباه على الوضع الاجتماعي‮.‬
ولقد وصلت الحكومة،‮ ‬ومن ورائها الحزب الحاكم،‮ ‬الى فشل محتم نتيجة سياساتها الخاطئة بإجماع الداخل والخارج‮. ‬فتأجيل مؤتمر الاستثمار‮ -‬حسب مصادر‮- ‬يرجع الى عدم إحداث الحكومة الحالية أية ترجمة حقيقية على أرض الواقع لنتائج مؤتمر المانحين بلندن،‮ ‬وعدم تحقيق أي‮ ‬تقدم باتجاه تنفيذ البرنامج الانتخابي‮ ‬للرئيس صالح رغم مرور قرابة أربعة أشهر على الانتخابات الرئاسية‮.‬
كل ذلك جعل من صنعاء،‮ ‬بحسب‮ »‬القدس العربي‮«‬،‮ ‬أمام مطالب ملحة من المانحين بضرورة وجود حكومة قوية وصاحبة قرار،‮ ‬بدلاً‮ ‬عن الحالية،‮ ‬قادرة على تنفيذ مطالب المانحين،‮ ‬والوفاء بالتزامات اليمن أمامهم‮.‬