الرئيسية المقالات مدارات حرية الصحافة في اليمن إلى أين ؟!
حرية الصحافة في اليمن إلى أين ؟!
فاطمة الاغبري
فاطمة الاغبري

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف الثالث من مايو من كل عام.. الكثير يحتفل في هذا اليوم بالإنجازات العظيمة التي وصلت لها حرية الصحافة في العالم على وجه العموم والدول العربية على وجه الخصوص ، ونحن في اليمن لا اعلم بماذا يمكننا الاحتفال به خصوصا في ظل الانتهاكات الواسعة لحرية الصحافة والصحفيين التي اصبحت تتزايد وبشكل مخيف جداً فخلال عام 2014ورغم اننا لا زلنا في بدايته شهدنا حالات انتهاكات واسعة لا تقل عن تلك الانتهاكات التي ارتكبت في العام الماضي والتي وصلت بحسب تقرير مؤسسة حرية الى282 حالة انتهاك طالت عدد من الصحفيين في الاعلام المرئي والمقروء ، والمؤسف في ذلك ان الانتهاكات تنوعت وكذلك المنتهكين فخلال هذا العام منعت صحيفة عدن الغد من الطباعة في مطابع 14 اكتوبر ، وتم فصل المذيعة جميلة عبيد فصل تعسفي من إذاعة صنعاء ، وتهديد نائب رئيس تحرير الأخبار في قناة أزال ، والاعتداء بالضرب على مذيع قناة YMC ، والاعتداء الجسدي والقذف والتحريض على مصور قناة العربية ومصادرة كاميرته، وغيرها من الاعتداءات أما الجسدية أو السب أو التهديد وغيرها التي طالت العديد من الصحفيين أثناء ممارستهم عملهم في مواقع الحدث أو التي طالت مقراتهم وكل ذلك يجعلنا نقف امام تلك الانتهاكات التي تتعارض مع حرية الرأي والتعبير خصوصا انها جاءات بعد رياح التغيير التي توقعنا أن تنقلنا إلى واقع أفضل مما نحن عليه اليوم .. واقع يكون لحرية الصحافة مساحة واسعة يتقبلها الجميع على رأسهم النظام .

إن حرية الصحافة في اليمن وبكل اسف لم تصل بعد الى المستوى المطلوب وكم يؤسفني ويحز في نفسي ان اقول مثل هذا الكلام خصوصاً بعد التغيير .. فرغم وجود العشرات من الصحف وعدد من المواقع الاخبارية وكذلك القنوات التلفزيونية الا ان الحرية لا تزال في تراجع مستمر فالحرية التي يفهمها مع الاسف البعض ليست حرية وانما هي اعتداء على الاخر ونحن نرى ما تقدمه القنوات التلفزيونية وكذلك الصحف والمواقع الاخبارية من مواضيع صحفية غير مهنية الغرض منها فقط التحريضات او المماحكات السياسية التي اصبح البعض يتقنها لدرجة لا يمكن وصفها .

حرية الصحافة في اليمن لا يزال الطريق امامها طويل ولا تزال بحاجة إلى أشياء كثيرة منها .. إيمان الصحفي نفسه بمهنية العمل ، حماية الدولة لصحفي ولحقه في الحصول على المعلومة ونقلها بكل الوسائل المتاحة ، وتوعية المجتمع بأهمية احترامه لحرية الصحافة والتعامل معها كصديق لدود وليس عدو.

في الأخير أقول للزملاء الصحفيين العاملين في جميع وسائل الاعلام كل عام وانتم بخير وكم اتمنى ان يأتي العام القادم والحرية الصحفية في اليمن في أعلى مراتب تتنافس فيها مع أفضل الدول من حيث الحرية . . كما أبارك لنقيب الصحفيين الأسبق الأستاذ عبد الباري طاهر بمناسبة اختياره ضمن أهم 100 مدافع عن حرية الصحافة ..

 

إقراء أيضا