الخطأ الفادح الذي ارتكتبتموه إنكم أحللتم السابقة في الإسلام محل المواطنة، واعتبرتم جماعتكم هي الإسلام كله.
ألغيتم شروط الكفاءة والنزاهة في الوظيفة العامة، وأحللتم محلها السابقة في الانتماء للجماعة، وحولتم الدولة وشعبها إلى غنيمة، والمغلوب إلى جدار قصير.
غدا تأتلف كل فئات الشعب وقواه ضدكم؛ لأنكم فسدتم، وأحللتم جماعتكم محل الشعب، واستأثرتم بمقدارته، وتخليتم عن مسؤولياتكم في تقديم الخدمات وما هو واجب عليكم، وأثقلتموه بالجبايات التي تشبه جهنم وهي تسأل هل من مزيد؟
أقصيتم كل من يختلف معكم، وأقصيتم شعبكم عن كل شيء إلا حشدكم الذي لا يخلوا من إكراه وابتزاز، وستصلون إلى إقصاء بعضكم في المدى الذي أراه بات قريبا.
مدونة السلوك التي استعجلتموها كشفت لشعبكم كيف تفكرون، وإلى أين أنتم ذاهبون، والرجوع عنها لا يبدد إنكشاف فاغر فاه.
الاستمرار فيما أنتم فيه لن يقودكم إلا إلى مهلكة ظننتم إنها لن تأتي ولن تقترب، وعندما تشتد، ووعد الله قريب، ربما تبحثون عن حظ أو معجزة؛ لكنها لن تأتي بعد إمهال طال وفرص أهدرت.
هل من رجل رشيد فيكم ينقذكم؟!
الإجابة على هذا السؤال هو من سيحدد نوع النهاية.
العودة إلى الحق خير من التمادي في الباطل.
الرعونه والغطرسة والغرور نهايته مريعة وفادحة.
ولكم اتمنى أن لا تكون النهاية ضدكم ثأرية وانتقامية ووحشية.
*عن صفحة الكاتب في منصة x