الرئيسية المقالات مدارات أزمة اليمن والبحر الأحمر
أزمة اليمن والبحر الأحمر
إبراهيم العشماوي
إبراهيم العشماوي


التطورات المتلاحقة فى جنوب البحر الأحمر والمتمثلة فى هجمات الحوثيين على السفن ورد التحالف الأمريكى البريطانى عليها تفرض النظر إلى مشكلة اليمن الحقيقية وخطورة إهمالها على السلام الإقليمى واستقرار المنطقة. الأزمة المستمرة فى اليمن منذ عام 2011 وتداعيات الصراع على السلطة وتزاحم أطراف إقليمية ودولية وتداخلها مع الأطراف المحلية تفرض اليوم وقبل الغد البحث فى وقف الحرب الأهلية وتسريع خطوات إبرام خطة سلام كانت أنضجت برعاية سعودية وأممية ليصبح هذا البلد العربى ركيزة استقرار بدلا من تصدير العنف والفوضى وجلب الأساطيل الأجنبية وإشاعة التوتر والقلق. وبعيدا عن شعارات دعم غزة التى يرفعها الحوثيون فإن المتضرر الأكبر الآن هى دول المنطقة، كما أن ضربات أمريكا ضد الأراضى اليمنية لن تجدى نفعا لأنها تستهدف مناطق خالية من الأسلحة لخدمة موسم الانتخابات الأمريكية، كما أن الهجمات تخدم جماعة الحوثى التى ترفع شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل وتظهرها أمام أتباعها كأنها تخوض معركة مقدسة حقيقية، مما يعزز مركزها فى أى مفاوضات محلية قادمة تتيح لها فرض شروطها للتحكم بالقرار اليمنى, وكان يتعين على القوى الكبرى أن تدعم الحكومة الشرعية المعترف بها لبسط سيطرتها على كامل الأراضى اليمنية ولم تفعل لحسابات أخرى. وقف العبث فى البحر الأحمر يبدأ بوقف العدوان الإسرائيلى على غزة كذريعة وسبب لهجمات الحوثيين التى ربما يتعاطف معها قطاع واسع من الشعب العربى دون فهم فحواها ومراميها، والأهم التعامل بجدية مع الملف اليمنى وتحقيق اختراق يمهد للحل خاصة فى ظل تضاعف الأزمة الإنسانية ورفع الأسعار وشح السلع وانتشار الجوع والفقر والأمراض، وأن يترك لليمنيين وحدهم تقرير مصيرهم دون تدخل خارجى أو فرض أجندات إقليمية ودولية عليهم.
* نقلا عن بوابة الإهرام

إقراء أيضا