الرئيسية المقالات مدارات المطلوب من التنظيم الناصري خلال الفترة القادمة
المطلوب من التنظيم الناصري خلال الفترة القادمة
عبدالله سلام الحكيمي
عبدالله سلام الحكيمي

بمناسبة اختتام اعمال المؤتمر العام الحادي عشر للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في اليمن في الفترة 4-6 من شهر يونيو الجاري،يسرني اولا توجيه الشكر لموقع البديل نت ومشرفه العام الاستاذ المناضل عمر الضبياني لنشاطه وتفاعله واتصالاته الواسعة المواكبة لانعقاد المؤتمر العاموتغطية اعماله وتقييم نتائجه واستشفاف الآراء ووجهات النظر التقويمية لها سواء من داخل التنظيم وخارجه .

وابدأ بالتهنئة اوجهها للتنظيم الوحدوي قواعد وقيادات بمناسبة انعقاد مؤتمرهم العام الحادي عشر ثم ،وكوجهة نظر مراقبة من خارج التنظيم وعلى البعد من ساحات نضاله،ان المؤتمر اختار شعارا معبرا وموحيا وكبيرا لاعماله وهو(أداء تنظيمي فاعل يسهم في بناء الدولة المدنية الحديثة والدفاع عن كرامة الامة) والواقع ان الشعار وفق في استشعار وملامسة ابرز التحديات التي تجابه التنظيم في المرحلة الراهنة والمهام الرئيسية التي تفرض عليه النهوض باعبائها ومتطلباتها وذلك على ضوء المرحلة التاريخية بالغة الخطورة والحساسية التي يعيشها اليمن خاصة والوطن العربي عامة والتي تضعهما امام منعطفات حاسمة وخيارات جسيمة اما نهوضا واما انكسارا....

واستنادا الى مضامين وتلميحات وإيحاءات منطوق الشعار وأخذا بالاعتبار ظروف وتحديات وملابسات المرحلة التاريخية الفارقة المشار اليها آنفا فان على التنظيم الوحدوي الناصري،خاصة،وسائر التنظيمات الثورية القومية والتقدمية والوطنية،عامة، التي تمثل،بمختلف توجهاتها ونضالاتها مشروع المستقبل النهضوي الشامل،الارتفاع الى مستوى ومتطلبات ماتفرضه المرحلة التاريخية من شروط وتضحيات وعطاءات غير تقليدية لتتأهل وتعد نفسها لقيادة مسيرة شعبها وتحقيق اهدافها وتطلعاتها الكبري على طريق ونحو اعادة صياغة وبناء حياتها الجديدة وصنع غدها ومستقبلها المشرق العزيز على ارضها حرية وكرامة وتقدما وعدلا ووحدة وقوة لها ولأجيالها القادمة من بعدها خروجا وتمردا على واقع النكسات والانكسارات والكبوات المريرة والقاسية والمحبطة التي اعترضت مسيرة امتنا في المراحل السابقة من تاريخها...

وبخصوص الذكر لمسيرة العمل الوطني القومي الناصري فان التنظيم الوحدوي الناصري مطالب، الآن،اكثر من اي وقت مضى بالمسارعة الى احداث نقلة وقفزة نوعية في رؤاه الفكرية وبرنامجه السياسي واهدافه وغاياته واساليب عمله ونضاله وادوات وآليات تواصله وتلاحمه وتفاعله الميداني النضالي بقاعدته الجماهيرية الواسعة وذلك كله من اجل:

ادراك واستيعاب حركة المتغيرات والتحولات الواسعة والمتسارعة الجارية بصخب وجلبة على مختلف المستويات والصعد الوطنية المحلية والقومية الاقليمية والدولية العالمية ومايعتمل فيها من حراك وتفاعلات ومصالح ومشاريع لمختلف قواها وتحلفاتها وكتلها وانعكاساتها على واقعنا الوطني والقومي والاقليمي.

تغيير وتطوير وتحديث رؤاه وصيغ برامجه واساليب حركته ونضاله على نحو يكفل له القدرة والكفاءة والفاعلية في التعاطي والتعامل ومواجهة حركة ومرامي تلك المتغيرات والتحولات الهائلة والمتسارعة الهادرة من حولنا فلا تفاجئنا ونحن غافلون ولاتهمنا ونحن عاجزون ولاتباغتنا ونحن غير واعين ولامدركين يبدو جليا على ضؤ ماسبق ان الوحدوي الناصري محتاج بالحاح الى مايشبه الثورة التجديدية الشاملة والتخلص من الصيغ والاساليب التقليدية البالية المحبطة لانطلاقه نحو الآفاق الرحبة الفسيحة والمكبلة لحركته عن الالتحام بقاعدته الجماهيرية والسير بها ومعها على طريق مسيرتها الظافرة نحو الانتصار التاريخي الحاسم والنهائي ذلك يتطلب اول مايتطلب تغيير وتطوير وتحديث وتفعيل هياكله ومستوياته وقياداته وكوادره بشكل جذري وشامل والرفع الدايم لمستويات الوعي والمعرفة السياسية والثقافة العامه لهم جميعا وتنمية وصقل مهاراتهم واداءهم ومهاراتهم واراء تجاربهم عبر الزج الدائم بهم في محكات ومعمعات العمل الجماهيري الشعبي والنقابي والسياسي لاعدادهم وتأهيلهم وبنائهم كقيادات ناجحة ومقتدرة تقود حركة المجتمع في مختلف مجالات ونواحي وشئون حياته وحركته

واخيرا الاستجابة الطليقة السريعة والواعية والمستوعبة للمتغيرات والتقلبات غير المتوقعة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والتعامل الايجابي والفعال والواعي معها وفي مواجهتها السليمة وذلك لا يتأتى الا من خلال توفر ملكة وموهبة اتخاذ القرار الصائب والسليم والحكيم في وقته ولحظته التاريخية وليس قبلها او بعدها ولايمكن امتلاك تلك المقدرة بلغة الاهمية الا من خلال وعبر ادوات وآليات تنظيمية كفؤة وفاعلة للحصول على المعلومات الصحيحة ودراستها وتمحيصها والربط بينها وتقويمها تقويما دقيقا ووضعها تحت نظر وتصرف متخذي القرارات التنظيمية الهامة وخاصة مايتعلق منها وفي مقدمتها القرارات المتصلة بالشآن السياسي العام والمصيري ذلك ان اي حزب او تنظيم سياسي انما تقاس درجة فاعليته ومعيار نجاحه واتصاره بقدرته على اتخاذ القرار الصائب والصحيح في الوقت واللحظة الصائبة والصحيحة تماما وهنا تصدق المقولة الخالدة في علم السياسة وعالمها والقائلة اعطني معلومات دقيقة وصحيحة اعطك قرارا دقيقا وصحيجا...

ولقد اطلت من حيث حرصت على عدم التطويل واسارع مختتما بالتمنيات الصادقة للقيادة الجديدة للتنظيم المتمخضة عن المؤتمر العام واللجنة المركزية بالنجاح والتوفيق واسداد في مهامها الجسيمة واعتقد انها ستكون عند مستوى التحديات الكبيرة التي تواجه مسيرة العمل الناصري النضالي والله الموفق والهادي الى سواء السبيل

بريطانيا – 13 يونيو 2014م

البديل نت

إقراء أيضا