أنقذوا رفح
شعبان الجرجير
الناس يخافوا لو ينقص عليهم القمح، والسكر، والرز، والدقيق، وبقية الإحتياجات الأساسية والضرورية لحياة كل إنسان. والحوثيين يخافوا لو ينقص عليهم "المُعْتقَلين"!
خرج اليوم عدد من أساتذة جامعة صنعاء في وقفة تضامنية للمطالبة بالإفراج عن زميلهم "المُعْتَقل"، فاعتقل الحوثيون أربعة منهم ودخلوهم جنبه..!
وأول أمس، أفرجوا عن الزميل الصحفي جلال الشرعبي، واعتقلوا الناشط هاشم الأبارة مع والده (أفرجوا عنهما بعد ذلك).
وقبل أسبوعين، أفرجوا عن القيادي الإصلاحي محمد حسن دماج، وأعتقلوا القيادي الإصلاحي عبدالرزاق الأشول مع إصلاحيين آخرين.
الحوثيون تصرفوا اليوم في جامعة صنعاء بغضب شديد وكما لو كان لسان حالهم يقول: عاد إحنا أفرجنا عن جلال الشرعبي أول أمس، وقدهم يشتونا نفرج عن معتقل ثاني اليوم! يهي يهييييييي! سعم إن إحنا خبلان! يشتونا نخرِّج كل المعتقلين اللي معانا على واحد واحد لوما نرجع حِرَاف! من بايسلفنا معتقلين بعدما نحيرف والدنيا حرب وحصار؟! بَرَمَن.. بَرَمَن! يشتونا نقع مبذِّرين!
الحوثيون لديهم كما يبدو مبدأ استراتيجي في الاعتقالات عمموه على مسلحيهم:
إذا أتى أحدهم للمطالبة بالإفراج عن معتقل، اعتقل أبوه (واعتقل واحد وإلا اثنين جنبه عشان يوانسوه)!
وإذا اضطررت للإفراج عن مُعتقَل تحت الضغوط، فاعتقل بدله اثنين ثلاثة أو كم ما تقدر!
الحوثيين باختصار مايشتوش ينقص عليهم معتقل!
وواضح كمان إنهم يطبقوا مبدأ: يزيد ولا ينقص!
مثلاً، مايطلعوش معتقل ويعوضوه بواحد!
لا طبعاً!
يطلّعوا معتقل، ويعوضوه باثنين ثلاثة، أو أي رقم، المهم.. مش معتقل واحد!..
ماذا سيحدث لكم ياحوثيين لو أفرجتم عن معتقل، ولم تعتقلوا بدله أحد؟!,, ماذا سيحدث لكم لو مرّ عليكم يوم لم تعتقلوا فيه أحد؟!.. ماذا سيحدث لكم لو أفرجتم عن كل المعتقلين لديكم خارج القانون وتوقفتم عن اعتقال الناس، توقفتم تماماً؟
بل إن هذا هو المفروض منكم عمله في أول لحظة يعود إليكم فيها رشدكم: اطلقوا سراح كل المعتقلين لديكم، وتوقفوا عن إعتقال الناس، ليس لأنهم غالباً معتقلون بدون تهم ولا ذنب، بل لأنكم سلطة غير شرعية وغير مخولة باعتقال أي مواطن يمني.
أطلقوا سراح المعتقلين لديكم أيها الحوثيون!
ولا تخافوا:
لن تصابوا بأي مرض لأن المعتقلين نقصوا عليكم.
هناك "نقص فيتامينات"،
و"نقص كالسيوم"،
و"نقص مناعة"،
و"نقص دم"،
لكنْ، ليس هناك مرض يدعى "نقص معتقلين".
وهناك "فقر دم"،
لكنْ، ليس هناك مرض يدعى "فقر مُعتقَلين".
