الرئيسية المقالات مدارات رجاءاً، لا تحدثونا عن أخلاقكم في الحرب..!!
رجاءاً، لا تحدثونا عن أخلاقكم في الحرب..!!
نبيل سبيع
نبيل سبيع

من بين كل الجرائم التي اقترفها الحوثيون في حق اليمنيين، ستبقى جريمة نحويل “المعتقلين” السياسيين أو الصحفيين الى “دروع بشرية” ووضعهم في مواقع معرضة للقصف وإبقائهم فيها مقيدين حتى الموت بمثابة إحدى الجرائم الشنيعة التي يندى لها الجبين.

دول التحالف بقيادة السعودية ارتكبت الكثير من الجرائم في حق اليمنيين خلال هذه الحرب مثلما ارتكب الحوثي وحليفه صالح الكثير من الجرائم في حق اليمنيين أثناء هذه الحرب وقبلها أيضاً. وقد شهدت اليمن وشهد اليمنيون، وما يزالون يشهدون، جرائم لا تعد ولا توصف. لكن الكثير منها تحجز مكانها غالباً في خانة جرائم الحرب المعتادة: قصف الأحياء السكنية وقتل المدنيين مثلا، قصف منازل الخصوم وقتل أسرهم المكونة من النساء والأطفال بالكامل، استهداف منازل الخصوم وإصابة منازل جيرانهم، كل هذه وغيرها الكثير تبقى جرائم متوقعة في أي حرب ومدانة طبعاً

في المقابل، هناك جرائم قلما يقدم عليها المتحاربون في الحرب ليس لأنهم يتمتعون بالضمير ولا لأنهم خائفون من خصومهم بل لأنهم يريدون أن يحتفظوا لأنفسهم بأبسط قدر من الإحترام في نظر أنفسهم وفي نظر الآخرين. وهذا النوع من الجرائم يندرج في خانة الجرائم الشنيعة والمشينة التي حرمتها قواعد وقوانين الحرب لدى الكثير من الأمم عبر التاريخ، ليس لأنها مسيئة ومخزية ومشينة في حق من تُقترف ضده بل لأنها مسيئة ومخزية ومشينة في حق من اقترفها وحده. ولعل في مقدمة هذه الجرائم المخزية لمن يقترفها، وضع الأسرى أو المعتقلين في مواقع معرضة للقصف وتركهم يقتلون فيها عمداً، حتى وإن كانوا أسرى ومعتقلين عسكريين، فما بالك إذا كانوا معتقلين سياسيين أو صحفيين أو نشطاء

إذا صح “الخبر”، أو التسريب، الذي نشره علي البخيتي على صفحته اليوم بشأن مصير محمد قحطان، فإن وجه الأخير سيطارد جماعة الحوثي طويلاً في المستقبل مع وجه أمين الرجوي والصحفيين يوسف العيزري وعبدالله قابل وكل من لاقى مصيرهم وهو في قبضة الحوثيين، ليس لأن دمهم “أغلى” وأهم من دماء ضحايا الحرب الآخرين بل لأن قتلهم تم بطريقة أشنع وأحقر.

سترتبط هذه الجريمة كثيراً بالحوثيين في المستقبل. وكلما قتل “معتقل” آخر لديهم بنفس الطريقة، تأكد ارتباطهم بها أكثر. وفي حال مضى الحوثيون قدما في التعامل مع معتقليهم على هذا النحو، فـ… ماذا نقول؟

لا أدري!

لكنْ، رجاءاً لا تحدثونا عن أخلاقكم في الحرب!

لا تنقصنا النكت..

إقراء أيضا