الرئيسية المقالات مدارات السبعين.. الوداع الأخير
السبعين.. الوداع الأخير
غمدان أبو أصبع
غمدان أبو أصبع

تذكرني الحشود الوافدة على ميدان السبعين بالحشود الذي توافدت على الساحة الخضراﺀ في طرابلس عام 2011 لمناصرة القذافي، ورغم الحشد الكبير التي غاصت به الساحة والشوارع المحيطة بها، إلا أن هذه الحشود اختفت بعد ايام قلائل بمجرد ان وصلت كتائب المعارضة الى مشارف العاصمه الليبيه تاركه القذافي لوحده يواجه خطر هذه المجاميع ما جعله يترك حصنه الحصين في منطقه باب العزيزيه متخذآ من منطقة أبو سليم محطة هروب صوب سرت.

و اذا بهذه الجماهير التي حضرت لدعم القذافي في الساحة الخضراﺀ تخرج وهي ترفع اعلام المنقلبين عليه معلنه تأييدها لحكام طرابلس الجدد ،وهي نفسها الجماهير التي خرجت في بغداد عام 2003 تؤيد صدام حسن ثم اقدمت على تقطيع صوره. نفس هذه المشاهد تكررت في دمشق والقاهرة وشارع الستين بصنعاﺀ عام 2014 دعما لهادي لكنها اختفت بمجرد سقوط الفرقه الاولى مدرع.

كل هذه التجارب التي شهدتها مجمل الساحات العربية والتي لم تغني الحاكم عن المصير المحتوم، ومع ذلك نجد الحكام العرب لم يتعلموا من نتائج تلك الاحداث وهي احداث ماثله في الذاكرة العربية.

لا استبعد ان دعوة الجماهير اليمنية لميدان السبعين تحمل في طياتها رسالتين، الاولى توديعية، فصالح يعي ان المرحلة القادمة لم تعد مرحلته بعد ان قرر اللاعب الدولي والإقليمي انهاﺀ اللعبة وتغيير مسارها يكون اللاعب القادم من خارج النخبه السابقه فعام ونصف من تحجيم وإضعاف وتدمير للنخب السابقة وعدم السماح لاي من المحسوبين عليهم يظهر بمظهر القوي تدل على اعداد نخب من خارجهم .

اما السبب الثاني لجمع هذه الحشود تهدف لإيصال رسالة مفادها ان الخروج من المشهد جاﺀ نتيجة ضغوط وليس عبر رفض شعبي ،وبغض النظر عن الرسائل والدلالات الا انهاﺀ تشير لانتهاﺀ تلك العبه والدور المنوط بلاعبي ها.

إقراء أيضا