الرئيسية المقالات مدارات كومبارس على منصة السبعين..!
كومبارس على منصة السبعين..!
غمدان أبو أصبع
غمدان أبو أصبع

من تابع الخطاب الذي القاه صالح الصماط في ميدان السبعين أمام الجماهير المحتشدة، يتخيل أنه امام فلم أمريكي من انتاج مؤسسة هوليود، او امام مسرحية الزعيم، تلك المسرحية التي تحاكي كيف قامت مؤسسة الرئاسة بجلب كومبارس تربطه بالحاكم الفعلي شبه كبير في تركيبة الوجه ولم يكن احضار الكومبارس بهدف منحه ادارة الدولة وتنمية قدراته، انما استخدامه  لتنفيذ خطط عملت عليها الفئة المقربه من الحاكم المتوفي  ليتمكنوا عبره من تامين وجودهم داخل ادارة الدولة.

 فتعقد المعاهدات وتستولي على الصفقات المشبوهة دون الاهتمام بما تخلفه من اضرار اجتماعية على البلاد مقابل مبالغ مالية تذهب الى جيوبهم ويتحمل الكومبارس نتائج الاتفاقيات المرفوضة من قبل الشعب فيسارعون للتخلص منه بعد ان تخلصوا من معارضيهم داخل القصر وخارجه ليعلنوا بعد ذالك القضاﺀ على الزعيم نتيجة اقدامه على عقد اتفاقيات ضاره بالمصلحة الوطنية.

 وبغض النظر عن البعد السياسي لهذه المسرحية الان لكومبارس المتقمص شخصية الزعيم، ليس بمقدوره ان يصبح حقيقة تواكب الدور المنوط به ،ولم يستطيع تجنب الهفوات البرتكولية لجهله في قوانين السياسة الدوليه واتخاذه قرارات تتواكب مع القانون الدولي.

 وبما ان مسرحية الزعيم التي قام بأدائها الفنان عادل الامام تكاد تحاكي واقع اليمن في الوقت الحالي، فان كاتب المسرحية الان كان اكثر حنكة ومعرفه بضرورة اتقان الدور ليتمكن المشاهد من معايشة القصة بما يمكنه من تنفيذ المهمة الموكله له مختارا موت الزعيم الحقيقي وإخفاء جثته عن موظفي القصر وجلب كومبارس يؤدي مهمة تسهل على القيادات الطامحة بالمنصب تصفية خصومهم السياسيين وتنفيذ اتفاقيات مشبوهة تمكنهم من الحصول على ثروة مالية تضمن لهم هيمنة على مفاصل الدوله ،فيتخلصوا من الكومبارس بقتله ونشر خبر وفاته للجماهير ،هكذا تجاوز الكاتب حل الاشكالية القانونيه لمسرحيته لتاخذ بعد فني يعكسه واقع بعض البلدان المحكومه بدكتاتوريه ،وهو ما لم يفهمه العاملون على انشاﺀ المجلس السياسي ومن اشرك في تشكيله فحجم ضعف المعرفي بالعامل السياسي والبعد والقانونية وما يحتاجه من معرفه تمكنهم من تسويق مجلسهم المزعوم لدى الدول ليتسنى لهم دراسة وضعه القانوني والسياسي ما يسهل فتح خط بين الدول والمجلس وهو ما لم يتمكنوا من توظيفه .

فمن يحمل مشروع ادارة الدولة يبحث عن وسائل انجاحه وتسويقه في دهاليز السياسة الدوليه قبل الاقدام على تشكيله ليضمن اعتراف دولي به ما يضمن نجاحه وتحويله من مشروع يعاني تعثر الى مشروع يحضا باعتراف دولي واقليمي وهو مالم يكن في حساب صالح الصماط ذلك الرجل الذي لا يفرق مابين المصطلحات السياسيه والخطابات الاستهلاكية.

 لقد جعلني خطابه في ميدان السبعين وهو يعبر عن استعداده بالتضحية بالوطن لحماية البلاد بحسب خطابه جعلني اتسائل ما الذي يمتلكه هذا الرجل من مشروع سياسي ورؤية دوليه ليسوقها للرأي العام الدولي والمحلي وكيف سيتعامل مع الاشكاليات المتجذرة والقضايا الدوليه وهو لايفرق مابين كلمة وطن وكلمة بلا د؟!!

إقراء أيضا