الرئيسية المقالات مدارات مصر وتهديد أمنها القومي
مصر وتهديد أمنها القومي
غمدان أبو أصبع
غمدان أبو أصبع

رغم غياب مصر عن المشهد السياسي العربي وذلك من خلال مواقفها المعلنة وتحركها الدبلوماسي أمام الرأي العام المحلي والإقليمي ،إلا أنها الآن أصبحت لاستطيع أن تظل بعيدة لما يمثل لها ذلك من بعد سياسي وامني فاليمن وليبيا تعد خاصرة مصر الرخوة لما لها من بعد استراتيجي لمجالها الحيوي واندفاع مصر المماليك ومصر محمد علي لمواجهة البرتغاليون في شواطئ اليمن لدليل واضح على معرفة الدولة المصرية بضرورة حماية مصالحها الاقتصادية والملاحيه لأن باب المندب يمثل شريان مصر ومتنفسها للعالم ولايمكن أن تسمح لأي قوى دولية أو إقليمية السيطرة عليه في ظل عجز اليمن عن حمايته في إطار ما تشهده من حروب داخلية وأطماع إقليمية تسعى لسيطرة على منافذها البحرية وهي الأطماع التي تجعل الإنسان العربي يتساءل عن سر تجاهل السياسة المصرية وبُعدها عن ما تشهده الساحة اليمنية من صراع متجاهلة كل التضحيات المصرية على مدى تاريخها أم أن مصر تراقب تطورات الأحدث بحذر وتعمل بصمة بعيدا عن الإعلام لمعرفتها بتعقيدات المرحلة الراهنة لسياسة الدولية اتجاه المنطقة مكتفية بدعم المملكة العربية السعودية في المرحلة الحالية متفرغة لمواجهة الخطر التي يتهددها من الأراضي الليبية وهو ماجعلها ترمي ثقلها للمواجهة المتمثل بدعمها الجيش الليبي بقيادة حفتر تاركة الشأن اليمني للسعودية مكتفية بالتنسيق السياسي والعسكري وتقديم الدعم اللوجستي لدول التحالف ضمن اتفاقية تبادل الادوار وحماية المصالح المتبادلة بينهما لما تمثله اليمن من مصالحه مشتركة تهدد الطرفين.

لا أستبعد أن مصر قادمة ولن يطول غيابها إذا أحست بخطورة الموقف وتأزمه في اليمن لما لها من ثقل سياسي واجتماعي عند اليمنيين والمنطقة هو الدور المنتظر لسياسة المصرية بصفتها قلب العرب النابض ومصدر نفوذها للعالم بوصفها قوى إقليمية لايستهان بها نتمنى عودة مصر وبقوة حتى لاتجد نفسها في مشكلة يصعب عليها تجاوزها في حال هيمنة إيران وتركيا على المنطقة العربية فيسهل عليهم إقصاء مصر ومحاصرتها وخنق اقتصادها عبر أهم منافذها البحر الأحمر والمتوسط على مصر أن تعي أن تساقط البلدان العربية مقدمة لسقوطها وتحجيم دورها الريادي في المنطقة.

إقراء أيضا