الجارة السيئة
عبدالرحمن المحمدي
لم يعد خفيا أن الجارة السعودية أو الشقيقة الكبرى مشغولة باليمن بإغراقها بالأزمات وتحويلها لخلفية ترمي عليها أخطائها وجرائمها، هذه الجارة أو الشقيقة الكبرى صانعة ظاهرة تنظيم القاعدة والتي تستنزف مقدرات شعبها لمؤذاة أشقائها وجيرانها، تخوض حرب مجنونة غير معلنة على اليمن ليس لإعادتها إلى تحت جلبابها بل إلى تحت أقدامها.
تتشفى بعذاباتها ودموع مواطنيها وسلب كرامة قيادتها السياسية والاجتماعية، فرغت اللجنة الخاصة لاستمالة المشايخ في الشمال، لصنع مراكز قوى توظف الدولة لصالح القبيلة وتخلق دولة داخل الدولة.
كما يبق لها ونثرت خزانات الذهب على الملكيين لإجهاض ثورة سبتمبر الوليدة في مهدها، كما دعمت وشاركت في اغتيال المشاريع التحديثية التواقة للدولة اليمنية الحديثة عبر مواليها من مراكز القبيلة التي ظلت حجر عثرة أمام مشروع الدولة اليمنية الحديثة، هذا على مستوى الشمال في العهد ألتشطيري، وأوت ودربت العناصر المناهضة للنظام الثوري بالشطر الجنوبي لإجهاض خطى الدولة في هذا الشطر من الوطن.
وبعد الوحدة أفسدت علينا الحياة السياسية بدعمها أحزاب ذات غطاء ديني يسيطر عليه التيار القبلي لمواجهة الأحزاب التحديثية، كما صدرت لنا فكرها الوهابي المتطرف المناهض للعملية الديمقراطية وتفقيس التطرف في الوعي العام، وها هي اليوم تعيد ترتيب أجندة اللجنة الخاصة لنسخ نموذجها القبلي المسخ في الشمال إلى الجنوب عبر دعم مشايخ قبليين برواتب مغرية للانقلاب على الحالة المدنية التي وصل إليها الجنوب بهدف الارتداد إلى القبيلة المسخ لقطع الطريق أمام أي مبادرات نحو الدولة المدنية.
كما تجتهد عبر إعلامها المبتذل وتصريحات مسئوليها المتشنجة من إلصاق تهمة القاعدة لليمن، رغم أن القاعدة صناعة سعودية خالصة وعناصرها كانت تقود العمليات التي استهدفت أفراد الجيش والأمن بأبين وشبوة، كما أن نكتة الطرود التي قلبت المعمورة هي صناعة سعودية عبر عميلها ألفيفي الذي ضبطته اليمن وسلمته للرياض التي استقبلته استقبال الأمراء، هذه الجارة السيئة أو الشقيقة الكبرى الظالمة لا تريد الخير لليمن ولا يمكن أن يأتي الخير منها، إنها بوابة أزماتنا وانكساراتنا، إنها توظف المشايخ ليكونوا بديلا للدولة، وتستميل الصحفيين والكتاب ليجملوا قبح وجهها المتوحش.
اخبار عدن