الرئيسية المقالات مدارات ترى ما يخفيه المبعوث الأممي من لقاءاته المتكررة بالحوثي..؟!
ترى ما يخفيه المبعوث الأممي من لقاءاته المتكررة بالحوثي..؟!
د. علي مهيوب العسلي
د. علي مهيوب العسلي

عندما يطير المبعوث لمقابلة رئيس الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي يعلم أي واحد منا المكان الذي تم اللقاء فيه، ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة تصل فحوى المحادثات وتشاهد الصورة المتلفزة للقاء، وبالتالي يتاح لمن لديهم مهارات ومعرفة علمية في لغة الجسد، فيدركون كُنه ما وراء الصورة إن كان هناك بعض الغموض أو عدم وصول الرسالة فيتولون ايصالها بطريقتهم للجمهور العام.. بمعنى أن لقاءات غريفيثس بالرئيس ومسؤولي الشرعية تكون شفافة وواضحة؛ وبالتالي يمارس غريفيثس انواع واصناف شتى من الضغوط على الشرعية وقيادة التحالف إن بالدول أو بالشخصيات المرموقة بالمؤسسات الدولية والأممية.. آخرها الاتصال الذي جرى الليلة بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من قبل الأمين العام للأمم المتحدة، وكل ذلك يستفيد منه الحوثي، ويوظفه توظيفا سياسيا وعسكريا وانسانيا لصالحه، والذي ينعكس بشكل سلبي دائماً على الشعب اليمني..!؛

في المقلب الحوثي.. نجد أن المبعوث دائما ما يفاجأ الجميع بزياراته للعاصمة صنعاء ومن المطار يعلن عن أشياء مثل اعادة النظر في المدد الزمنية لتنفيذ اتفاق السويد والتي عادة ما يكون قد حصل عليها من فخامة رئيس الجمهورية فيهديها للحوثي قبيل لقائه به ليتيح له التفنن في طلبات وشروط جديدة..؛ وبعد أن ينهي زياراته يُعلن عن أنه قد التقى بزعيم الحوثيين دون معرفة كيف تم اللقاء، ولا مكان اللقاء، ولا يُظهر ما يدلل على ذلك اللقاء بصور توثيقية له..؟! ؛ فيظهر غموض غريفيثس فوق الغموض الذي هو اصلا مسيطر على هواجسه في الحذر الشديد من أن يقع في الإشارة للحوثين بما يكرهونه، خصوصا لو افترضنا افتراضا أنه سيشار في الحديث على كل فعل يقوم به الحوثيون؛ من الحديث على قصف مخازن الغذاء، فتأتي تعبيرات المنظمات الدولية مستحية، فيقال انه تم قصفها بقذائف الهاون وكفى ودون الإشارة للحوثيين لا من قريب أو من بعيد..؛ وعند الإشارة إلى الاعتداء آت المتكررة على اللجنة التنسيقية للمراقبة الدولية وعلى سيارة الجنرال بتريك شخصيا، نراهم لا يوجهون اتهامهم ولا تنديدهم للحوثيين، و لا حتى تسمية من قام بالاعتداء، بل يحصل بسبب ذلك اختلافات بين المبعوثين الدوليين أنفسهم ويفضلون استبدال الجنرال باتريك على أن يخسروا رضا الحوثيين..؛ أما عند الإشارة إلى إطلاق أسير سعودي يعانى من المرض بفعل اعتقالهم المسيء، تجد المبعوث يهلل ويُمجد، ويطلب المزيد من المبادرات الإنسانية وينسي اتفاقية ستوكهولم، وفي تقديري أن تهليله هذا يدل دلالة بالغة على فشل اتفاق السويد..!؛

ألا تلاحظون في كل زيارة المبعوث إلى صنعاء والتقائه الأخ عبد الملك الحوثي..؟!؛ أن الحوثة يرتكبون مصائب جديدة ضد اليمنين في أي من الملفات التي نوقشت في السويد؛ فتعز تعاني وتدك بقذائف الحوثة ويروح ضحيتها أبرياء وصحفيين كالتي في المخا أو عسكريين كالتي في العند، أو بالاعتداء على منازل المواطنين في حجور ، وقبلها استهداف مخيمات اللاجئين في البقع..؛ وفي الملف الاقتصادي والانساني يفجرون المخازن وتمنع المليشيات وصول السفن المرخصة والتي تحمل الغذاء، ويقفون في طريق تسليم رواتب الموظفين، ويتم اعتقال رؤساء البنوك الخاصة، ويتم كذلك الحجز على كبرى شركات الاتصالات الخاصة كما حصل لسبأفون ، وهكذا..!؛

وعليه.. إن كان السيد مارتن لا يريد ولا يرغب أن يظهر عيوب الحوثة، فإننا نكتفي بمطالبته فقط بإظهار لقاءاته بالحوثي الكبير لعلّ المختصين والمهتمين يستطيعون القراءة والتحليل لما وراء الصورة، كما حدث لقراءة لقائه سابقا مع محمد الحوثي والسلاح تحت كرسيه أثناء لقائه معه، فيستنتج ما يخفيه المبعوث من وراء لقاءاته مع الحوثة.

إقراء أيضا