الرئيسية المقالات مدارات المرأة اليمنية بين التمكين والإلغاء
المرأة اليمنية بين التمكين والإلغاء
هيفاء عبدالواحد
هيفاء عبدالواحد

في يوم ممطر في مدينة صنعاء عاصمة الجمهورية اليمنية التي تفوح منها رائحة عبق التاريخ وصدى بلقيس أقوى نساء الكون حكمة وحكما، فتحت ستار النافذة لأستمتع بمشاهدة تلك الأجواء الساحرة، فأخذت هاتفي النقال لألتقط صورا لتلك المناظر وفتحت إحدى مواقع التواصل الاجتماعي ولمحت منشوراً عن أهمية تمكين المرأة وأهمية مشاركتها في صنع القرار والسلام .

فتذكرت وضع بلادنا ووطننا اليمن المأساوي ، نزاعات وصراعات ،دمار وقتل ، اغتيالات وتصفية حسابات بين معشر السياسيين والمتطرفين المدعين زورا وبهتانا للدين ووحدهن النساء اليمنيات من يدفعن ثمن صراعاتهم التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل .

مازال موضوع مشاركة المرأة في صنع القرار موضوعا لا يشكل أهمية عند بعض الأطراف السياسة وهذا ساهم بشكل كبير في تهميش دور المرأة وعمل على تراجع مستوى وعي المجتمع وتخلفه .

وفي محاوله لذر الرماد على العيون عمدت بعض القوى السياسية اليمنية إلى منح نسبة 30% لمشاركة المرأة سياسيا كإجراء شكلي حتى يقولوا لكل العالم انظروا إلينا نحن نمنح النساء حقوقهم.

فالمرأة اليمنية تواجه صعوبات تعمل على تحطيم قدراتها وتقف عقبة بينها وبين تحقيق طموحها .

فالكثير من خريجات الجامعات اليمنيات لم يجدن عمل بسبب الحرب وهناك الكثير من نساء اليمن فقدن عملهن و طرقن كل الأبواب وقدمن طلبات في عشرات الشركات والمنظمات بدون فائدة

كل ذلك يلخص وضع النساء اليمنيات المؤهلات لسوق العمل، اللاتي فقدن أعمالهن بسبب الحرب

بل وتسببت الحرب في إغلاق مئات الشركات والمؤسسات والمصانع وتوقف الاستثمارات وهذا ما جعل الآلاف من النساء ينضمين إلى رصيف البطالة ، ومن وجدت منهن وظيفة حكومية ستواجه مشكلة في استغلالها كمتطوعة من قبل القطاع العام بالعمل لمدة سنة إلى ثلاث سنوات بدون راتب إلى أن يتم التعاقد معها .

ومن تعمل في السلك الحكومي لسنوات فإنهم لا يعطونها حقوقها كاملة من ترقيات ومناصب فنسبة شغل النساء لمنصب مدير في اليمن لا تتجاوز 2% ،بحسب الدراسات الرسمية.

كذلك تشكل العادات والتقاليد أكثر ما يعيق المرأة أيضا ،حيث أن بعض القبائل تقف كسد حاجز أمام المرأة فالشغل في نظرهم عيب وعار وعلى الرجل أن يعمل من أجل توفير الأساسيات لهم وهذا يسبب خسارة لليمن من الدخل القومي مايقارب 40%

فبسبب غياب المرأة الواضح عن سوق العمل جعل معظم النساء مقيدات في البيوت يعتمدن على مساعدات الأهل والجيران والبعض لجأن إلى عالم التسول للأسف الشديد.

أما سيدات الأعمال اليمنيات فقد تعرضن لانتكاسة وإفلاس وأخريات تركن ممارسة التجارة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وانهيار العملة وهذا سبب لهن مشاكل في دفع ما عليهن من أقساط وقروض.

فالمرأة اليمنية اكثر من يعاني في ظل الازمات والحروب ورغم كل ما يحدث ستبقى المرأة قويه وملهمة و كل تلك العقبات ستتلاشى ذات يوم وستنتصر المرأة لإرادتها في النهوض وازدهار الوطن وكل عام و نساء اليمن والعالم بخير في يومهن العالمي وحتما سوف ننتصر مهما كانت الظروف حولنا كنساء يمنيات .

إقراء أيضا