الرئيسية المقالات مدارات رسالة عاجلة إلى الرئيس المخلوع
رسالة عاجلة إلى الرئيس المخلوع
موسى مجرد
موسى مجرد

السيد / الرئيس .. .

منذ أن وعيت وأنت و الخطر لا زلتما صلاة البلاد التي بصقتنا من جوفها يوماً للحياة في زمانك الأغبر هذا الذي لم نجن منهُ سوى ضغائن تسترق النظر ، وتسرق الكحل من العيون ، والخبز من أفواه الجياع فبسبب أصرارك على البقاء رئيساً فينا صارت الآمال مهدودة الحيل لا تكاد أن تقوى واقفة وجله , ومن نبرة خطاباتك المتناقضة المخيفة صار التفاؤل يخفي وجههُ بين كفيه جزعاً وحرجا فوجع حاشيتك وكبار خدامك لا يزال يعربد في كل أجزاء الوطن فمنهم الآلام تتصاعد وبهم الأحلام تجهض ، فلا تغضب إن قلتها لك ونحن أبناء شعبك الصابرون العطشى الذين جفت حلوقهم على المكبوت من الأحلام والممنوع من الرغبات إرحل عنا فنحن قد مللناك .. قد سئمناك .. قد كرهناك .. فنحن اليوم لسنا بحاجة إليك ولا إلى خرائطك المنتظرة إننا بحاجة إلى التغيير الذي نرغبهُ وننشدهُ , وإلى المستقبل الذي نريد أن نصنعهُ بأيادينا لا أن تصنعهُ لنا أنت بطريقتك المرقعة المعهودة إن مطالبنا التي ننشدها نحن شباب اليمن اليوم ستتحقق عاجلاً أم أجلا وستفضي حتماً إلى التغيير الشامل الكامل فنحن في أمس الحاجة اليوم عن ذي قبل إلى رذاذ ثورة ندية تخلص الوطن منك ومن زبانيتك المستبدين الظالمين ؟؟ ثورة تؤنس ضمائرنا الحية وتُسّكن أرواحنا المترفة بحب الوطن والأنسان ثورة تروي ظم أ نفوسنا التواقة إلى الحرية والعدالة الأجتماعية والمساواة .

 

لذا لا تستغرب أو تستهجن منا حين خرجنا بالملايين إلى الساحات والميادين فلم نخن لك أمانة أو قطعنا عنك عهداً فهذه ليست من شيمنا ولا من أخلاقياتنا نحن اليمانيون ولكننا خرجنا وأنتفضنا في كل المدن والسهول والبوادي , أعتصمنا وملأنا كل الساحات والميادين العامة من أجل شئ غالي لا يقدر لدينا بثمن ولا نستطيع أن نساوم فيه إنهُ الوطن إنهُ اليمن خرجنا عن بكرة أبينا من الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب توَحدنا نبل الغاية والمشاعر , تقاطرنا شبان وكهول ونساء وأطفال بإيادينا البيضاء ليس من أجل أسقاط نظامك المهترئ والمتهاوي فحسب .. وإنما لنلبي النداء المقدس ونلتقي في ساحة وطن ظل ينادينا على الدوام وطن لا زال يصرخ ويئن تحت وطأة الجرح النازف وطناً صرنا نراهُ يغتسل كل يوم بزفير الدم المراق وطناً أبكيناه جميعاً ملء الأعين فبكت من أجله زهرة البن والشيح واليعثران .

 

السيد / الرئيس ...

  أعرف أنهُ لن يروق لك سماع كلامي هذا ولا للمنافقين والمداحين والمتزلفين من مزيني السرادق وحاملي المباخر من حولك أن يروها ثورة سلمية عصرية بل قرروا أن يلوثوها بطريقتهم الخاصة ويرتكبوا فينا النزوات ؟؟ لا والله بل المحرمات !! فقد أمعنوا فينا ونحن أبناء شعبك قمعاً وتنكيل في كل الساحات والميادين بل قام الجناة والمحرضين من أجل أرضاءك وقتلونا في يوم الجمعة المباركة ونحن ركعاً سُجدا وأنت ذاك لا زلت وكما عهدناك تصطاد في الخبر، وتعلقه على أغصان العوسج عله ينبت لك أشواكاً فتسميها الخيانة حينها تنقلب على السيوف اليمانية وتراثها فتشحذها , تريد أن تقطع بها أعناقنا نحن العشاق للوطن ممن تربينا على التضحية وترعرعنا على عدم الصمت في زمانك المُعتم ، وكبرنا على الخشية من غياب الحرية ووأدها في آبار أستبداديتك الفردية التي لم تورثنا سوى غيمات من فضاء ملوث، وذباب يغزو العيون المريضة وأبواب البيوت الواطئة وجحافل من مواكب سياراتك الفارهه التي يلاحقها غبار الغضب، وشمس تشعل حرائقها المجنونة إنتقاما للأرض مننا نحن ساكنيها الصامتين على حماقات نظامك .

 

السيد / الرئيس ..... منذ مجيئك على رأس هرم السلطة منذ 32عاماً مضت ونحن نحلم في الوطن الذي رضعنا حبهُ وعشقناه وتمنينا أن نلوذ في حِماهُ من جور الزمن وخبايا الأقدار وأن يطعمنا الأمن والسّلام ويهدينا البسّمة والريحان يتعلق بنا ونتعلق به كحبل سري يفدينا ونفديه بغض الطرف من المفدي ومن المُفدى لا يفرط بنا حتى وان دفع كل ذرات رماله من أجلنا ولا نفرط به حتى وإن مَلكونا الشمس والقمر لا يُكمم أفواهنا ولا يتاجر بكبريائنا ولا يلقمنا الحصرم أو يجرعنا كأس الحنظل نضعه بين رموشنا لا نغفو إلا على بطاحه وهضابه وسواحلهُ الحالمه ولا ننجو إلا على مراسيه ولا نصان إلا بأرضه ولا شرف لنا إلا بعرضه .

 

ولكن ؟؟ لم يتحقق لنا أو لم نشعر بشئ من ذلك في أيام سنين عهدك الكئيبة أتدري لماذا ؟؟ لأنك أفرغت اليمن من كل معانيه وجعلتهُ كابوساً يغتال أحلامنا الوردية ف طوابير الشحاتين وآرتال الفقراء والمعوزين في كل جولة وفي كل ركن طريق ؟ لم نزل مصنفين من بلدان الخراب والفقر يعيش أكثر من نصفنا تحت خط الفقر ولم تزل الأكواخ والعشش تملاء الجنوب والشمال والشرق والغرب ولم تزل معظم طرقات المُدن متربةٍ ومظلمة لا تصلها أبسط مستلزمات الحياة الضرورية من ماء وكهرباء ولم تزل الأرياف تفتقر الى ما تفتقر لهُ بلدان أفريقيا الغارقة في مجاهيل الأستواء أعيانا اللهاث والركض خلف الطوابير من أجل الحصول على قنينة غـــاز نطبخ بها طعامنا ونسد بها رمق أطفالنا لا زلت تستلم المنح المالية والمساعدات الغذائية وبأسمنا من الدول الشقيقة والصديقة وأنت توزع خيرات اليمن ووارداته بين الحروب للمؤسسات الأمنية وشراء صفقات الأسلحة بمليارات الدولارات والهبات والرشاوى التي وصلت الى أقصى الأرض لم تصل الى فم الجياع من اليمنيين دون وخزة ضمير وبلادنا المسروقة دائماً من أعدائها أو من أبنائها

 

الطامة الكبرى أنك أختزلت الوطن كل زمانهُ ومكانه  ، حضارتهُ وهمجيته ، إنتصاراته وإنهزاماته ، أفراحهُ وأحزانه ، مفكريه وجاهلية ، شيوخُهً ومثقفيه في شخصك فحولتهُ إلى شيطان رجيم يغوي الجبل بمقاتلة الوادي واليابسة بمقاتلة البحر جعلت من أبناء شعبك صنفين لا ثالث لهما إما قاتل وإما مقتول ...

 

هكذا صار اليمن في أيامك , أصبح مكان للشقاق والنفاق حين ألبستهُ الخرق البالية المنسوجة بالذل والمهانة والجوع والحرمان حتى عمامة الشيخ أوهمتنا أنهُ عار ولا شرف لمن ينزعها حين تركت شعبك للأمية تنخر عظامة والجهل يبرقعهُ والخوف ينام معهُ ؟؟؟ فهل نبقى بلا وعي وبلا بصيره ؟؟ أم تظل أنت وتلك العمائم باقية فينا بجورها وأضطهادها ؟ لهذا يجب علينا رفض الحال المزري والمخزي ؟؟ فأمامنا ألف طريق وطريق لبناء وطناً يليق بمقاساة كبريائنا نفخر به ويفخر بنا لا وطن نخجل منهُ وأول تلك الطرق قد بداء من ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء فأرحل فلا شئ بعد اليوم يثنينا أو يغوينا أو يتطابق لدينا مع الحلم بالوطن الجديد سوى أن تسقط وترحل أنت ومن معك فقد أزف الرحيل . 


موسى مجرد

[email protected]

 

    

إقراء أيضا