الرئيسية المقالات مدارات بين أعتاب الثورة وأبواب المشترك تاه المُخلّصين الجُدد
بين أعتاب الثورة وأبواب المشترك تاه المُخلّصين الجُدد
موسى مجرد
موسى مجرد

قليلة هى تلك اللحظات البطولية النادرة التي تمر في حياة الأنسانية والتي من خلالها تتكشف المعاني الأصيلة والنبيلة للشعوب الأبية الحُرة والتي تجبر التاريخ أن ينصاع ويركع أمامها بإعجاب شديد لتبقى خالدة في ذاكرته وشعبنا اليمني العظيم اليوم قد أثبت للعالم الحر والمتحضر أجمع أننا نحن اليمانيون أبناء سباء ومعين وحمير وأحفاد أسعد الكامل وسيف بن ذي يزن شعب حُر لا يقبل الضيم ولا الأستكانة لا يتأخر عن الركب والسير في مواكب الأمم الحرة حين خرجنا بالملايين الغفيرة شباب وكهول , نساء وأطفال وملأنا الساحات والميادين العامة رافضين الظلم والأستبدادية بكل صورها الفردية أو الجماعية مُسمعين أصواتنا كل دعاة الحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان من خلال القيام بألأعتصامات السلمية بطرق متحضرة وحديثة أذهلت المتابعين والمراقبين للشأن اليمني كما خيبت ظن وتوقعات أولئك المشككين بمدى قدرة ووعي الشعب اليمني حين أسقط نظرتهم القائمة على أن المجتمع اليمني مجتمع غير مدني وقاصر لا يملك الوعي ولا التطور الفكري الكافي للتغيير وأنهُ لا زال مجتمع قبلي وبدائي متعصب تنتشر فيه الفوضى وتنتابهُ نزعة القتال إلى جانب الكثير من التعقيدات الأجتماعية المفروضة التي لا يزال يخضع لها والتي تظل حائلة أمامهُ لأي تغيير أو أصلاح وطني مرتقب ؟؟؟

لهذا هلّلت الغالبية العظمى من الشعب اليمني لرياح التغيير التي تهب في ربوعه والمتجسدة في ثورة التغيير الشبابية التي غيرت أشياء كثيرة في نفوس أبناءه ورسخت قناعات نبيله في وجدانه فاليوم عجلة الزمن لن تعود أبداً إلى الوراء فنحن على وشك إنبلاج فجر جديد صرنا نراهُ يلوح في الأفق القريب لا مكان فيه للمغضوب عليه / علي عبدالله صالح وأعوانه المفسدين ولكن الشئ الأخر الذي يحز في النفس ويأسف له المرء حين يتلاشى هذا الأحساس الفريد لدى القلة المتبقية من أبناء الوطن من النخبة والكتاب والمثقفين ليأتي بدلاً عنهم أولئك من نستطيع أن نسميهم بالمتسلقين أو المتسترين خلف النخبة ممن يجيدون الألعاب البهلوانية والقفز فوق الحبال !! ممن قد لفظهم الوطن من ذاكرته وقذفهم خارج أسواره ؟؟ منهم من يعيش اليوم في المهجر الأمريكي هؤلاء تعددت وجوههم وأدوارهم بين الحين والأخر حتى صار حالهم ليس أفضل من حال من يستظل بعباءة الأستبداد وشرعية السماء لذا نرى أقلامهم مقصوفة , مدادها رمادي اللون فهم يرون كل شئ ولا يريدون لأنفسهم أن يراها أحد يضعون قدماً مع ؟؟ وقدماً ضد ؟؟ يتحدثون عن (( الثورة )) ثم يسمونها (( بالفورة )) وأحياناً أخرى بالبعسسة , يعلنون براءتهم من الثورة ثم يحيون شباب الثورة , يكرهون / علي عبدالله صالح ولكنهم يعشقون / أحمد علي عبدالله صالح يكتبون عن رحيل النظام ولكنهم مع الوراثة لوريث النظام يتهمون اللقاء المشترك بالخبث وهم الأخبث حين يعلنون وقوفهم مع الثورة ولكنهم من وراء الكواليس ضيوف كرام لمدة ثلاثة أيام تجمعهم طاولة سفير النظام في واشنطن , يغازلون الحراك الجنوبي الذي نبذهم وكشف وصوليتهم الزائدة وأعلن مساندتهُ للثورة ليصبح بذلك أحد ركائز نجاحها حين توجهت وألتحمت جماهيره الثائرة الحُرة بالمعتصمين في كل الساحات ، يبغضون تكتل اللقاء المشترك لكنهم يناصرون بعض قياداته ينادون ويجاملون أنفسهم بألقاب كارتونية فتاره بالمخلصين الجدد وتاره بالسفراء الرجعيين وتارة أخرى بفلاسفه الثورة الوجوديين مع أنهم قد تاهوا وسقطوا بين أعتاب الثورة وأبواب المشترك حتى صار المرء يحتار في تصنيفهم أو توضيح مدى قدرة إستيعابهم أو فهمهم ؟؟

 فمنذ الأطلالة الأولى للثورة الشبابية المباركة لم نر لهم أي دور يذكر سوى تسليط أقلامهم عبر حمله شرسه وبصورة متعاقبة ضد تكتل اللقاء المشترك وكأنهم عن نيه مبيته يلتقون مع سياسة النظام ويتعمدون إلهاء المواطن عن المهم والأهم وهو نجاح الثورة ورحيل النظام حتى بلغوا في هرطقتهم حداً لا يقبل ولا يطاق بعد أن خُلع منهم ما كان يمكن أن يعلق في داخلهم من بقايا ضمير ووجدان أو خلق وأدب أو ما يمكن تسميتهُ تهذيب ولياقة تتطلبها مهنة الكتابة وأصول الحوار والتعامل لهذا نراهم يعتمدون على الإثارة والدجل ولغة التحقير والشتم وكل البذاءات المتوفرة في اللغة وقد وجدوا في البعض من المواقع منفذاً لتسريب سمومهم تحت إسم حرية التعبير بالطبع لن ننكر عليهم حقهم في قول مايريدون لكن من حقنا كذلك أن نقول رأينا فيهم .....  

  فالجميع يعرف ولا يخفى لكل ذو عقل حصيف ممن يعيشون ويتابعون مجريات الأحداث اليومية للثورة في الشارع اليمني وبأعتراف الطرف الأخر على لسان قياداته وأبواقه الأعلامية وبأعتراف العالم أجمع أن تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض وإلى جانبه كل الشرفاء هو من يشعل ويقود الثورة التغييرية في اليمن وأن شبابه المعتصمون في جميع الساحات والميادين العامة هم وقودها وخامها وأن ثباتاهم وصمودهم الأسطوري قد أذهل الطغاة وحير المستبدين فتولدت شهوة الحرية لدى الجميع فجذبوا إليهم الغالبية العظمى من شرائح المجتمع اليمني المختلفة من مدنية وقبلية وعسكرية ... الخ تحت لواء واحد ومطلب واحد في مشهد فريد من نوعه سيخلده التاريخ في ذاكرة اليمن أبد الدهر ...

حتى أن / علي عبدالله صالح وزبانيتهُ كادوا أن يموتوا هماً وكمدا وهو يرون أركان دولتهم الفاشلة قد بدأت تندثر وتتلاشى أمام أعينهم كما لم يتقبل من كانوا يرون أنفسهم بالأمس القريب بالمخلصين أن يروا شباب الثورة اليوم يطاولون السماء ويلامسون الغيوم ويصافحون النجوم وهم لا زالوا هم الأقزام يدبون في الأرض بحثاً عن الريال العربي والدولار ..؟؟ فحاولوا أن تتطاول أعناقهم وأقلامهم لرموز ولشخصيات وكتاب هم أكثر نقاء من حلوقهم وأكثر بُعداً ونزاهه عن شتائمهم وقذارات لغتهم فما بالكم حين يتخذون من أنفسهم قُضاة الوطن وحُماته وهم الأقرب إلى التشكيك والظن ؟؟ أمثال هؤلاء لديهم اللغة مُيَسَّرة لإقتراف أكبر الكبائر وسهلة لنعت من يشاؤون، وللتحريض ضد هذا الفرد أو ذاك الحزب أو التنظيم حين يقف عثرة أمام غاياتهم ، فيقطعون عرق الحياء " ..يتصدون لكل عمل وطني تغييري ولكل وجه حق متسلحين وكأنهم الحق وأصحابه ومُلاكه وكل ماعدا من يدور بفلكهم مشكوك بأمره خائن ، مارق , عميل !! وما إلى ذلك من لغة يتقنون ويتفنون بصنعها ، تعلموها بمدارس أنشئت خصيصاً لتربيتهم وتدريبهم وتخرجوا على أيادي أساتذه مَهرهَ يحسنون الإفساد ولا يجيدون الأصلاح في أوساط المجتمع . اليوم لا يدركون أي منقلب ينقلبون سوى تقويل الأقاويل وبلغة خشبية اللسان عتيقة الفهم ومتأخرة الأدراك يكتبونها بأساليب معتمدة على التزوير والتلفيق في الوقائع والأحداث فيبدون مرتبكين يلوكون الحكايات وكأنهم قادمون من عالم أخر حتى أنهم لم يدركوا بعد بأن (( الشعب يريد إسقاط النظام )) لأنهم ظلوا يرتكزون على نهج واحد تعلموه في الماضي بعد فشل مشاريعهم الرجعية السابقة .

 


  موسى مجرد 

* كاتب يمني / أمريكا

[email protected]

 

إقراء أيضا