الرئيسية المقالات مدارات عفوا ياقادة الحراك .. هذا لايكفي
عفوا ياقادة الحراك .. هذا لايكفي
موسى مجرد
موسى مجرد

مما لا شك فيه بأن أنصار الحراك الجنوبي رغم القتل والقمع منذ إنطلاق حراكهم السلمي ظلوا أوفياء ل قضيتهم كما ظلوا مدركين ومتيقظين على الدوام لمطالبهم ومصالحهم الحقوقية المشروعة ولكننا اليوم نستطيع أن نؤكد لهم ونطمئنهم أكثر بأن شباب الثورة قادرين على تأطير أهدافهم وتمثيلهم وضمان حقوقهم المشروعة فشباب اليوم  تجلى فيهم النضج والوعي السياسي وتجسد فيهم العزم والأصرار على التضحية حين بذلوا الأرواح التي أزهقت والتي سَتُزهق , والدماء القانية التي أريقت والتي ستراق أيضاً في سبيل إنجاح الثورة التغييرية والتي ستفضي حتماً إلى بناء الدولة اليمنية المدنية العصرية والديمقراطية كما أنهم من خلال وعيهم الوطني الديمقراطي المتقد ومن خلال أسلوبهم السلمي المتحضر قادرين على إزالت الفاسدين والمستبدين من على صدر اليمن وعلى إعادة ال حقوق المهدورة وإرساء قيم العدل والمساواة وقادرين أيضاً على الدفاع عن وحدتهم الوطنية وعن الوطن وحقوق الجميع في المواطنة فيه .

 

ولأن وطننا اليمني اليوم قد بداء يتحسس نسائم الحرية والتغيير لكننا لا زلنا في بداية النهاية والمخاض أمامنا صعب وعسير والمرحلة مفصلية وحاسمة ولأن شباب الثورة قد خطوا الطريق وأناروا الدرب وحازوا قصب السبق دون الجميع في الأختيار المدروس والأكثر رشداً حين حددوا أي نوع من المطالب يريدوا ؟ وأي نوع من الممارسات الشعبية والأحتجاجات الجماهيرية تكون للثورة أنجع وأكثر قدرة على الحياة والتفاعل مع الواقع بجذوره وفروعه المتشابكة دون تعسفٍ أو أصطناع بعيداً عن المزايدات وبعيداً عن الغوغائية في الخطاب لدى الجماهير في بيئة لا زالت مثقلة بتراث العصبيات والقبليات حتى أضحوا لدى الجميع هم عين المستقبل وهم نداء الضمير الحي وصوت الشعب ووقود الثورة ورمادها حتى صارت أصواتهم الهادرة الموارة سيمفونية يمانية صار يتغنى بها الأطفال الصغار ويتباهى بترديدها الكبار في أناشيدهم وأغانيهم وفي أهازيج زواملهم الشعبية ومع ذلك لا مانع أيضاً أن تظل ترصد النقاشات والآراء المختلفة من هنا وهناك التي تخص هذا الفصيل السياسي أو ذاك طالما في مجملها تقتصر على ملمح واحد هو ملمح التغيير عبر إسقاط ورحيل النظـــام ؟؟ .. 

 

 ولكون الحراك الجنوبي أحد القوى السياسية الحية المعارضة التي لا تنطوي في إطار ( تكتل أحزاب اللقاء المشترك ) فإنه لا زال هناك عليه بعض اللوم والعتب الحميد ؟؟ .. فابأستثناء جماهيره الشبابية لا زال دور الكثير من قياداته الميدانية نحو الثورة حتى اللحظة يبدوا لنا هامشي أقتصر على الصمت المبني على التوجس لا يتعدى متابعة أحداث ما يجري في الساحات لهذا فإن التغييرات التي يمكن أن تطرأ على مواقفهم السياسية يجب أن تحدث اليوم قبل الغد ؟! لأنها إذا لم تواكب الأحداث فإنها ستفسر بالغير الواضحة وبالمتأخرة ؟؟ لهذا نقول لهم : عفواً يا قادة الحراك ؟؟.. هذا لا يكفي " فمن أجل إسقاط نظام / علي عبدالله صالح ندعوكم الى إستنهاض قواكم الذاتية ومعالجة وتجاوز تناقضاتكم الخاصة سريعاً في سياق العمل على تعزيز تحالفكم مع تكتل اللقاء المشترك ومع باقي القوى الوطنية في الساحة من أجل أن تكتمل الصورة لنجاح الثورة فمن المؤكد أن يكون لقوى الحراك الجنوبي دوراً هاماً في عملية التغيير وهذا هو الأمر الذي يجب العمل عليه وتأكيده دوماً وبإصرار لأن الزمن والجغرافية واللحظة والحركة ترفض الفراغ ... وإذا لم تسارع جميع قوى المعارضة المعنية للقيام بمسؤلياتها فإن الشارع السياسي الشعبي الذي يملك ناصيته الشباب التواق للتغيير والثائر اليوم في جميع المحافظات الشمالية والجنوبية بعيداً عن تزاحم الأيدلوجيات وتهافت الشعارات الخرقاء لن يقبل بهذا التململ والتلكؤ وسيولد من رحم حركته السياسية البدائل التي تتناسب مع حركته الميدانية ، وستكون بالتأكيد المُعبّر عن أهدافه في التغيير السياسي المنشود ...

 

  على الأخوة في الحراك الجنوبي كما على البقية أيضاً أن يدركوا أيضاً أن أحداث الثورة التي نعيشها اليوم تختلف ثقافياً وسياسياً وبشكل كبير عن باقي المراحل التي مر بها شعبنا اليمني وعلى رأسها القضية الجنوبية وحروب صعدة فمنذ شهرين ونيف من عمر الثورة المباركة تكثف الزمن وتسارع وتعمقت وتيرة التحولات الشعبية على كافة المستويات لدرجة أن ما تم إنجازهُ في لحظة الثورة فشل عن تحقيقهُ النظام في ثلاثه عقود هذا ما شهدناهُ وصرنا نلمسهُ في يوميات الثورة حين أصبحنا نرى بأم أعيننا كيف ذابت كل تلك الخلافات المناطقية , القبلية , الطبقية , المذهبية والسياسية التي أوجدها النظام وأستمد بقاءهُ ونفوذهُ وهيمنته في إذكائها على الدوام ليأتي اليوم ويحل محلها الحب والوئام والتضحية والإصرارعلى التلاحم والتوحد بين أبناء الشعب اليمني بجميع مكوناتة وتوجهاته السياسية والفكرية المختلفه تحت غاية واحدة وهدف نبيل واحد هو(( الشعب يريد إسقاط النظام )) ورحيل / علي عبدالله صالح الغاشم وأعوانه الفاسدين ... تحت هذا الشعار الثوري الجميل التقينا جميعاً من الشمال والجنوب نحمل ثقافة واحدة توحدت فيها النفوس من جديد بعد أن حددنا مكمن الخلل وعقدة الأفتراق فيما بيننا وهو في شخص / علي عبدالله صالح !!

 

 لهذا ومن مقامي هذا أدعوا إخواني وزملائي من الكتاب والمثقفين من أبناء الوطن وبالأخص أبناء المحافظات الجنوبية إلى أن يَشرعوا أقلامهم ويقفوا إلى جانب الثورة وإعمال الفكر لديهم ليتزامن نتاجهم الثقافي والمعرفي مع وتيرة المتغيرات المتسارعة للثورة على أرض الواقع وأن يكون تعبيرهم دقيقاً وحقيقياً عن التغييرات الثورية التي ستساهم حتماً في إنتاج أشكال وأنماط ثقافية مختلفة عما هو سائد , وليس هذا فحسب بل يقع على عاتقهم استشراف مستقبل التطورات الاجتماعية من منظور الحراك الثوري الشعبوي الوطني الشامل بعيداً عن الحراك الأوتوقراطي القائم على الشعبوية القومية ودراسته وقراءته وفق منظور استراتيجي يتحدد بموجبه كافة المهمات المرحلية القادمة في سياقها الأستراتيجي والوطني قبل أن يتحول الجميع إلى كتلة غريبة عن واقعها المادي الملموس تبداء رحلتها الذاتية في البحث عن واقع مغاير ينشد ضالته في الأسطورة أو الخرافة .


كاتب يمني / أمريكا

    [email protected]


إقراء أيضا