الرئيسية المقالات مدارات الوطنية في مفهوم الشهيد إبراهيم الحمدي
الوطنية في مفهوم الشهيد إبراهيم الحمدي
سلطان النبهاني
سلطان النبهاني
  بقصاصة ورقية صغيرة وبخط الرقعة سطر الرئيس إبراهيم محمد الحمدي بضع كلمات كأنها خيوط محبة بينه وبين الأرض والإنسان في اليمن ، رسم من حروفها مفهوما للوطنية و للعلاقة بين الحاكم والمحكوم ، كلمات بسيطة لكنها ليست كالكلمات ، حيث قال بعد بسم الله ....؛
بصفاء السماء..
وبسمة الشروق..
ورحابة البحر..
وهدوء الجبل ..
وصدر الأودية الفساح ..
هكذا أحب وطني وأحب فيه كل مواطن ..
وكل مواطن هو أخي وحبيبي ..
وسعادتي أن أراه حراً سعيداً .
إنسانا منتجا قادرا وليس عالة على احد لا يطلب الاستجداء من احد . يجب أن نعتمد على أنفسنا ونبحث عن كوامن القدرة في أعماقنا ..
وسنجدها لأننا شعب كريم عظيم .
                                 انتهت الخاطرة....

في طفولتنا كنا نصفق فرحا لقدوم العيد , ونرقص بهجة لمجرد رؤية شخص نحبه ، وها نحن اليوم كبار نفرح ونبتهج إذا قرانا ما يسكت البعض من همومنا وآلامنا ....
نعم تغيرنا وتبدلت موازيننا طوال ثلاثة عقود ونيف من الزمن لكن لا ينبغي أن نمل الأمل وأن نمل الفرح ونردهما من حيث أتو ..
ولا ينبغي أن نضع اللوم على قدرنا فيما فات من حياتنا
أو أيامنا ..
نعم لم نعيش زمن الرئيس الحمدي لكننا سمعنا به من أسلافنا - قالوا ووصفوا لنا - ثم قرانا نحن ما كان ، ولعل خلاصة ذلك أن اليمن وشعبها عاشا ربيع ثلاث سنوات أعز الله فيها اليمن أرضا وإنسانا ...

لقد عبر الرئيس الحمدي في خاطرته المدون كلماتها أعلاه عن وطنيته بحبه للوطن الأرض والإنسان من أنه حبا بلا حدود وبلا مقابل حبا صادقا صافيا نقيا بلا شوائب أو عوالق كصفاء السماء الخالية من الغيوم والأتربة والدخان ، كما وصف حبه من أنه حبا متجددا مقرونا بالفرحة والبسمة كبسمة شروق الصباح -الصباح الجديد المتجدد الواعد- ، وهو حبا كريم العطاء ككرم وعطاء البحر بما خصه الله من نعم ..
 ذلك الحب ساكنا شبيها بهدوء الجبال الساكنة من الرياح والعواصف ، ومتسعا كصدور الأودية الفساح العامرة بالخيرات ...

ثم وصف الإنسان اليمني وصفا حنونا قريبا من نفسه فمنحة منزلة الأخ والحبيب ...
وقرن سعادته بأماني أربع حلم بأن ينالها ويحظى بها الإنسان اليمني وهي :- الحرية والسعادة ، وأن يكون إنسانا منتجا قادرا على العطاء وليس لأحد فضلا عليه ، ثم مكتفيا لا يطلب ولا يستجدي أحد ....
ثم ختم الشهيد الحمدي رحمة الله عليه خاطرته بالدعوة إلى الاعتماد على الذات والبحث عما لدينا من القدرات الكامنة الخفية الموجودة ..
وأيقن بأننا سنجد ما نبحث عنه انطلاقا من أننا شعبا عظيما كريما ولنا تاريخ مجيد ....

رحم الله الشهيد الحمدي والخزي والعار لمن سرق أحلامنا وأغتال أمانينا ...

إقراء أيضا