الرئيسية المقالات مدارات شوف الصورة.. بعد الثورة!!
شوف الصورة.. بعد الثورة!!
حسن عبدالوارث
حسن عبدالوارث

تزاحمت الآفات- خلال الأيام القليلة الماضية- بأصداء الآراء التي تواترت بصدد الأسماء التي شملتها تشكيلة حكومة (الوفاق) من جانبي السلطة والمعارضة..

وكان من البداهة أن يحظى بعض الأسماء بعين الرضا الكليلة عن كل عيب.. فيما تصاب أسماء أخرى بسهام النقد والسخط، أو الريبة والقلق من قدرتها على تحمل المسئولية..

وفي كل الأحوال، قالت المعارضة: هذه “بضاعتي”!!.. وقد كانت- في نظر البعض- أقل “جودة” مما يتمناه “المستهلك”!.. غير أنها-في المجمل- معقولة ومقبولة.

أما بضاعة الحزب الحاكم فهي معروفة ومعروضة منذ أمس الأمس.. وعنوانها الدائم: لا جديد تحت الشمس!!.. إلا هذه المرة، فكان- للأمانة- ثمة جديد.

وإذ يبقى الأمل دائبا ودائما في النفوس تجاه الإرادة التي يحملها وزراء المعارضة لتحقيق تغيير حقيقي، ليس في كينونة النظام بحد ذاته، وإنما في بنية الحياة العامة أساسا.. فإن الأمل يزداد بأن يحافظ هؤلاء الوزراء على الصورة التي رسمها لهم المواطن البسيط الذي هلل بشائر الثورة، واحتفى بتوقيع المبادرة وآليتها.. وهي الصورة التي يريدها هذا المواطن بعد الثورة أجمل منها قبلها.

 

...............

إن المرء الذي لم يصبه إغراء السرقة أو نزوة الرشوة، أيام كانت السرقة (رجولة) و الرشوة (بطولة).. لا أعتقد البتة أن فكرة مغامرة كهذه قد تراوده في الأيام المقبلة..

كما أن من رفض شهوة الثروة في عهد ع.ع. صالح، متجاهلا (نصيحة) صديقي ع.ع. باجمال.. لا أظنه منقادا وراء الدرهم والدينار في قادم الأيام..

لقد حققت العقود الثلاثة الماضية فرزا غير مسبوق في التاريخ اليمني الحديث والمعاصر، سياسيا واجتماعيا وأخلاقيا.. وقد ظهرت- في هذا الفرز- معادن الرجال وتضاريس الجهات وميازين الأسواق وملامح الأفكار، على نحو ساطع وبصورة مباشرة..

فلم يعد ثمة اختلال ولا مخاتلة في أية قيمة أو سمة أو معادلة.. تجلى الواحد الصحيح من الكسور، وتميز الجوهر عن القشور.. برغم المحاولات المستميتة من قبل رأس النظام وأجهزته لخلط الأوراق على صعيد القيم والمبادئ والأخلاق..

لقد وقف يوسف الشحاري (مثالا) قبالة صرة الذهب مع المئات من الرجال وأنصاف الرجال وأشباه الرجال.. فإذا ببريق الذهب يعمي أبصار وبصائر هولاء المئات كلهم.. فيما ظلت حدقتا يوسف جمرتين في المخافة، وتفاحتين في المحبة.. مخافة الحق، ومحبة الحقيقة..

وغير الشحاري مئات، بل آلاف، من كل مذهب ومشرب وحزب وجهة.. اجتمعوا كلهم- من دون سابق اتفاق- على مواجهة سيف المعز وذهبه، ومقارعة منهاج العصا والجزرة، والتحدي الصارم للأساليب القراقوشية العفاشية التي سعت بجبروت غاشم إلى الحط من منزلة الصناديد والرفع من مزبلة الرعاديد!

كان الأبطال إما أن يقتلوا .. أو يعتقلون.. أو – في أحسن الأحوال- ينقلون إلى الكواليس والظلال.. فيما يتقدم الإمعات ومعدومو البطولة والرجولة والموهبة والكفاءة والخبرة والقدرة إلى الصفوف الأولى.. وكانت الفجوة تزداد اتّساعا بين صفوة الاصطفاء ونخوة الاصطفاف.. وكاد اليأس يسود النفوس في بعض الفترات والمنعطفات لولا فسحة الأمل، أمام غد أفضل..وقد كان.

* عن الصحوة نت ..

إقراء أيضا