الرئيسية المقالات الموقف الوحدوي اليمن .. المستقبل الأسود
اليمن .. المستقبل الأسود
الوحدوي نت - خاص
الوحدوي نت - خاص
 استمرار تدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين، التي ينطبق عليها وصف المأساوية، وتزايد الانفلات الأمني، في الأيام القليلة الماضية، وتصاعد جرائم الفساد المالي والاداري، فضلاً عن تزامن ذلك مع استمرار السلطة في السخرية من الشعب الجائع- الخائف؛ كلها مؤشرات على أن المستقبل- بكل مدياته القصير والمتوسط والطويل الاجل- يخفي للشعب وللوطن ما هو أسوأ مما قد رأته الأعين وسمعته الآذان، منذ استولت العصابة على السلطة، بالتزوير والترهيب والرشوة.
فاذا ما تركت هذه الظواهر تسير على عواهنها وفقاً لطبيعتها وعلاقاتها التبادلية فيما بينها، دون وقوف حازم وجاد، من قبل السلطة وحزبها وبالتعاون والتآزر مع كافة عناوين القوى الوطنية، وعلى رأسها أحزاب اللقاء المشترك، فإن الخطر المتوقع سيكون خارج اطار السيطرة.
وليس أدل على ما نقول أكثر من شروع الولايات المتحدة في إجلاء دبلوماسييها ورعاياها من اليمن.
إن ذلك بحد ذاته، يعد مؤشراً على أن ثمة سيناريوها خطيراً جداً، جاهز للتنفيذ في المستقبل المنظور، وإلا ماكانت الادارة الامريكية لتقرر إجلاء دبلوماسييها ورعايها على وجه السرعة، وعلى نفقة الخزينة الفيدرالية.
فالادارة الامريكية أدرى من غيرها- حتى من السلطة- عما ستؤول اليه الاوضاع، لأن من خلال سياستها المزدوجة التي تمارسها في اليمن تريد أن تتأز م الامور لدرجة الانفجار، هذا الازدواج متجسد في دعمها السياسي الظاهر للسلطة، وفي نفس الوقت فإنها على اتصال مستمر ببعض مرضى النفوس الذي يتربصون شراً بالوحدة اليمنية.
صحيح أن ذلك السيناريو الخبيث معد خارجيا، بيد أن السلطة المؤتمرية بسلوكها الفوضوي، واستعدائها الشعب بكل قطاعاته وفئاته امر يسرع ويسهل تنفيذ أي سيناريو يستهدف الوطن وأمن وعيش المواطنين. وهنا يجب على المصادر المسؤولة المتعددة سياسية أو أمنية أن تعي ما تقول، قبل إصدار تصريحاتها المتناقضة، التي رسخت لدى الشارع اليمني القناعة، بعدم مصداقية السلطة، لامع نفسها ولا مع مناصريها ولا مع الشعب، ولا مع شركاء العملية السياسية.
وقد سبق وأن حذرنا في هذه المساحة من خطورة الاجراءات الفردية العشوائية التي تدعي السلطة بأنها تستهدف حل المشاكل، وقلنا أن ما يدور ليس مشاكل عادية، وأنما عمل التخبط العشوائي الاناني في ادارة البلاد على تحويل المشاكل الى أزمات هيكلية لا يمكن التصدي لها من قبل حزب معين أياً كانت أمكانياته
، خصوصاً اذا كان هذا الحزب هو الذي صنع تلك الازمات عنوة بيده من أجل إطالة عمره في السلطة.
ولقد تكررت دعوات التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري انطلاقاً من تشخيصه الصحيح للأزمات وتقديره لحجمها ومخاطرها، الى الدعوة المخلصة لحزب السلطة وبقية القوى السياسية المتحالفة معه الى تحكيم العقل، وافساح المجال لشركاء العملية السياسية في المشاركة في تقديم وتنفيذ الحلول اللازمة للأزمات، لكن الرد كان يأتي من قمة السلطة ومن سفحها بالسخرية واطلاق الاتهامات لمن يقدم نصحاً أو يتبنى مبادرة من قوى المعارضة. فبدلاً من الاستجابة الى حوار جاد من أجل دراسة علمية للأوضاع المأزومة وتقديم حلول عملية لها، تتوجه دعوة مؤتمرية للاخرين بأن يشربوا من ماء البحر.
وبدلاً من أن يسمع المواطنون قيادتهم السياسية وهي تعرض عليهم خططها العلمية في حل المشكلة الاقتصادية، ورفع مستوى معيشتهم، مقارنة ببلدان لا تملك ما تملكه اليمن من ثروات مبددة وكوادر بشرية محبطه، فإنهم يسمعون نصائح توجههم نحو التعود على أكل مادة الدخن، التي أصبحت في بلدان كانت حتي وقت قريب أفقر من اليمن، تقدم طعاماً للطيور والحيوانات، بينما سلطتنا بعد ثلاثين عاماً من عمرها تأمر المواطنين أن يأكلواعلف الحيوانات بينما تمر أمام الناس مشاهد وأرقام مذهله عن الاستهلاك الترفي والاسرافي المريع الذي يغطى من أموال الشعب، ومن ريع ايجار المياه واليابسه اليمنية لقوى معادية للأمة بما يعد ضمن جرائم الخيانة العظمى. 

إقراء أيضا