وسط صمت عربي مقيت شن الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مواقع للمقاومة الفلسطينية في مناطق مختلفة من جنوب وشمال قطاع غزة، بعد تهديد الاحتلال بتصعيد عسكري ضد قطاع غزة في أعقاب إطلاق حركة الجهاد الإسلامي عشرات الصواريخ على بلدات إسرائيلية, بينما حملت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تل أبيب مسؤولية تصعيد محتمل.
وقد استهدفت غارات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء مواقع لـسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- في بيت لاهيا ورفح بقطاع غزة.
وتزامنت الغارات مع قصف الدبابات الإسرائيلية مواقع قرب الشريط الحدودي بين القطاع والمناطق المحتلة عام 1948، وفقا للمصادر نفسها.
وكانت صدرت أوامر لسلاح الجو الإسرائيلي بالاستنفار تزامنا مع أوامر أخرى لسكان البلدات الإسرائيلية الواقعة في النقب والمتاخمة لقطاع غزة بالنزول إلى الملاجئ تحسبا لسقوط مزيد من الصواريخ الفلسطينية.
وفي خطوة تصعيدية أخرى أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي معبري كرم أبو سالم وبيت حانون مع قطاع غزة.
من جانب اخر قالت حركة الجهاد الإسلامي إن اتصالات مصرية مع الحركة وإسرائيل قضت بتثبيت اتفاق التهدئة المبرم قبل عامين، في حين شنت طائرات حربية إسرائيلية بعد ظهر اليوم ثلاث غارات على رفح.
وذكر المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب للجزيرة أن الاتصالات المصرية بالحركة وإسرائيل قضت بتثبيت اتفاق التهدئة الذي أُبرم بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل قبل عامين، مضيفا أن من بين بنود الاتفاق التزام إسرائيل بعدم العودة لسياسة الاغتيالات.
من جانبه قال القيادي في الحركة خالد البطش للصحفيين في غزة إن الاتصالات المصرية بالجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني في غزة تستهدف تطويق الموقف ومنع اتساع دائرة التوتر الذي يشهده قطاع غزة منذ يومين في ظل التهديدات المتبادلة بالتصعيد.
وأضاف أن اتصالات أجراها مسؤولو جهاز المخابرات المصرية بهذا الصدد مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة وسط تفاهمات مشتركة على ضرورة تثبيت التهدئة.
لكن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم أكد في لقاء مع قناة الجزيرة أن الوسيط المصري لم يتواصل مع الحركة حتى الآن، مشيرا إلى أن حماس لن تمنع أي فصيل فلسطيني من حق الرد على الاعتداءات الإسرائيلية.
وأعلن برهوم أن حركة حماس لن تسمح بأن يستفرد العدو الإسرائيلي بحركة الجهاد الإسلامي، لافتا إلى حضور الحركة على الأرض.
وقال برهوم إن إسرائيل شنت ثلاث غارات جوية على رفح جنوب قطاع غزة بعد ساعة فقط من إعلان الجهاد الإسلامي تثبيت التهدئة.