فاز مرشحو الحزب الجمهوري بالانتخابات النصفية التي أجريت الأحد في الولايات المتحدة ليبسطوا سيطرتهم على مجلسي الكونغرس (النواب والشيوخ) ملحقين هزيمة بالمعسكر الديمقراطي ما قد يصعب مهمة الرئيس أوباما في إدارة شؤون البلاد خلال العامين المتبقيين من ولايته .
وازداد تمثيل الجمهوريين في مجلس الشيوخ من 45 مقعدا إلى 52 مقعدا على الأقل من أصل مائة، بحسب توقعات الشبكات التلفزيونية الأميركية. وفي مجلس النواب قد تزيد غالبية الجمهوريين بـ14 إلى 18 مقعدا بحسب شبكة "أي بي سي"، ما سيوسع غالبيتهم إلى ما لا يقل عن 247 مقعدا، وهي أكبر غالبية جمهورية منذ ثلاثينيات القرن الماضي .
وأنقذ الديمقراطيون مقعدهم في نيوهامشير حيث أعيد انتخاب السيناتورة جين شاهين، فيما انتزع الجمهوريون من الديمقراطيين مقاعد فرجينيا الغربية وداكوتا الجنوبية ومونتانا وأركنسو وكولورادو وأيوا. وستنظم لويزيانا دورة ثانية في 6 ديسمبر/كانون الأول، فيما لم تعرف بعد النتائج في آلاسكا .
وبعدما امتنع عن الإدلاء بأي تصريح الثلاثاء، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما قادة الكونغرس إلى البيت الأبيض الجمعة، بحسب ما أفاد المتحدث باسمه، علما أن أعضاء الكونغرس الحالي يستأنفون مهامهم اعتبارا من 12 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي إلى أن يباشر الكونغرس الجديد ولايته في الثالث من يناير/كانون الثاني المقبل .
وفي إشارة إلى إخفاق إدارة أوباما في الملفات الاقتصادية، أعلن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بعد إعادة انتخابه أن "هذه التجربة القائمة على توسيع دور الدولة دامت أكثر ما ينبغي، وحان الوقت لتبديل الوجهة، وحان الوقت لإعادة البلاد إلى السكة ".
أولويات اقتصادية
وستكون أولويات الجمهوريين اقتصادية إذ جهزوا عشرات القوانين "المراعية للنمو" للسماح ببناء خط أنابيب النفط "كيستون إكس إل" بين كندا وخليج المكسيك وتطوير إنتاج الغاز الطبيعي ومساعدة الشركات الصغرى والحد من القوانين والتنظيمات .
من جهته أعلن رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر أن الكونغرس الجديد الذي سيتولى مهامه في مطلع يناير/كانون الثاني سيعمل على "إصلاح النظام الضريبي والحد من مشكلة النفقات وإصلاح النظام القانوني وتحسين النظام التربوي ".
في المقابل أقر هاري ريد -الرئيس الحالي للغالبية الديمقراطية- بأن "رسالة الناخبين واضحة: يريدوننا أن نعمل معا ".
وسيكون الجمهوريون مطالبين بإعادة تفعيل الكونغرس بعد أربع سنوات من صراع برلماني منعه من إقرار أي إصلاح كبير ولا سيما في موضوع الهجرة التي تبقى ملفا ساخنا مع وصول عدد المهاجرين المقيمين بصفة غير شرعية في الولايات المتحدة إلى أكثر من 11 مليونا .
استطلاعات رأي
وعكست استطلاعات الرأي لدى الخروج من مراكز التصويت خيبة أمل الناخبين حيث انتقد 79% منهم عمل الكونغرس واعتبر ثلثاهم أن البلاد تسير في الاتجاه الخاطئ. وأعرب أقل من الثلث عن ارتياحه لأداء إدارة باراك أوباما .
ولم يتخط أيضا عدد المؤيدين لأداء قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس الثلث، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن"، في حين أعرب 22% فقط عن ثقتهم بأن الجيل المقبل من الأميركيين ستكون حياته أفضل من الجيل الحالي .
وبعد هذه الهزيمة ينهي أوباما ولايته متعايشا مع الحزب المخاصم له في مجلسي الكونغرس، وهو وضع واجهه من قبله كل من جورج بوش وبيل كلينتون وجورج بوش الأب ورونالد ريغان، حيث تتخذ الانتخابات النصفية تقليديا شكل عقوبة ضد الحزب الحاكم في البيت الأبيض .