ليس بامكاننا نحن المغتربون في الخارج أن ندس رؤوسنا في الرمال وننصرف وراء لقمة عيشنا بعيدا عما يجري في وطننا الحبيب ,وبدافع الشعور بالمسئولية الملقاة على عاتقنا نحاول بين الحين والاخر أن نعبر عما تجيش به صدورنا من خلال تناولات وكتابات حول مجريات الاحداث والاستحقاقات التي تشهدها بلادنا الغالية.
وتظل الانتخابات الرئاسية والمحلية احدى اهم القضايا التي كتبت عنها مرارا في الاونة الاخيرة بوجهة نظر أتفق معي فيها البعض وخالفني فيها البعض الاخر .
أستطيع القول ان الاستخقاقين الوطنيين القادمين يكون لهما انعكاسا كبيرا وتاثير غير مسبوق على مجريات الحياة السياسية في البلاد اما سليا او ايجابا.
ومنذ الوهلة الاولى تبدو سخونة الانتخابات واضحة للجميع فلا المؤتمر الحاكم ولا المشترك المعارض القى سلاحا بيده الا واستخدمه ,-ربما سيخدمه ذلك لاحقا -وصلت حدا تجاوزت فيه وسائل الاعلام التابعة للطرفين حد التشهير والاتهامات المتبادلة التي سممت الاجواء الانتخابية أكثر مما تطغي عليها طابع التنافس الشريف بكل مراراته.
فيما تستمرالعملية الانتخابية في ظل عدم التزام الحزب الحاكم باتفاق المبادئ الذي وقعه مع المشترك في وقت سابق والذي كان انتصارا للمعارضة حد وصف البعض بينما حقيقة الامر انه كتب لهذا الاتفاق الموت قبل ان يجف حبره ودخل ثلاجة موتى الحزب الحاكم الذي ودع فيها كافة القوانين والانظمة والمواثيق الدولية.
اتفاق المبادئ كان الوثيقة التي دخلت احزاب المشترك بموجبها المنافسة في الانتخابات بعد ان قوبل مشروعها للاصلاح السياسي ورؤويتها لنزاهة الانتخابات بالرفض وحين الحديث عن ما تم تنفيذه والالتزام به مما جاء في بنود اتفاق المباديء نرى انه لم يطبق سوى نقطتين شكليتين تمثلتا في اضافه عضوين للجنه العليا للانتخابات ومشاركة المشترك في اللجان وفقاً للنسبة المتفق عليها ,فيما بقيت النقاط العامه التي تمس جوهر العمليه الانتخابيه خارج التنفيذ وظلت القضايا الرئيسيه بعيدةً عن التنفيذ وفي مقدمتها تصحيح سجلات الناخبين ,وحياد وسائل الاعلام ,والمال العام ,والوظيفه العامه ,والتفريق بين ممتلكات الدوله وامكانياتها وبين امكانيات المؤتمر الشعبي العام الحزب كل ذلك يجعل نزاهة الانتخابات وا لمنافسه المتكافئه مجروحه وكلام بعيد عن الواقع ويضع اللقاء المشترك اما م تحدي كبير ومسؤوليه تاريخيه فاما ان يدخل الانتخابات كمنافس قوي او فاعل اوسيشارك فقط كمحلل ومشاهد لاغير .
والمتابع لاداء احزاب المشترك في الفتره الزمنيه الماضيه يدرك مستوى التحول الايجابي الكبير فيها غير ان ذلك كله يمكن ان يذهب ادراج الرياح حال سمحت هذه الاحزاب للمؤتمر الشعبي العام عدم احترام اتفاقاته والدوس عليها واستخدامها فقط للتضليل وتجميل الصور المشوهه ليس الا .
وهذا يجعلنا نضع تساؤلاً نضنه مشروعاً مفاده :هل يمكن ان تخوض احزاب اللقاء المشترك مغامره خاسره ومحسومة في النتائج في ظل الاختلات الجسيمة في العملية الانتخابية وتعطيل اتفاق المبادئ ..؟ ذلك ما ستكشف عنه الايام القادمة وإنا لمنتظرون..!