Home News Locally

مرشح الحزب الحاكم يخاطب الناخبين بعقلية أمنية ولغة عسكرية مهددة ويردد في كل محافظة يقيم فيها مهرجانه الانتخابي: سلـمـوا أصـواتـكـم . .المحـافظة مـغـلقـة

مرشح الحزب الحاكم يخاطب الناخبين بعقلية أمنية ولغة عسكرية مهددة ويردد في كل محافظة يقيم فيها مهرجانه الانتخابي: سلـمـوا أصـواتـكـم . .المحـافظة مـغـلقـة

بعقلية أمنية وخطاب عسكري تهديدي يتعامل مرشح الحزب الحاكم للرئاسة مع الناخبين في مختلف محافظات الجمهورية.
وعلى طريقة (ارفعوا أيديكم المكان محاصر)والتي يرددها عادة قائد الحملة الأمنية عند مداهمته لوكر عصابات تهريب المخدرات، يخاطب علي عبد الله صالح الناخبين في كل محافظة يقيم فيها مهرجانه الانتخابي بالقول:سلموا أصواتكم المحافظة محاصرة ـ أقصد ـ مغلقة.
وإن كان الأسلوبان متشابهان تماماً في طريقة الطرح إلا أن المواطنين في الحالة الثانية ليسوا مجرمين حتى يحق لصالح تهديدهم والتلويح بالعنف والنزاعات وتحويل البلد إلى عراق أو صومال.
حيث والمجرمون الحقيقيون هنا هم من نهبوا المال العام ومن حولوا الوطن إلى ضيعة خاصة بهم والمواطنين إلى حاشية لخدمة السيد.
ناهبوا الثروة ومغتصبوا خبز الفقراء وقنينة دوائهم هم المجرمون الحقيقيون الذين يجب أن يقول لهم الشعب ارفعوا أيديكم عن اغتصاب السلطة فقد قلنا كلمتنا، وهو ما سيصرخ به المواطنين في العشرين من سبتمبر الحالي.
فصالح الذي ابتعد كثيراً عن حصافة الخطاب وتحولت مهرجاناته الانتخابية إلى ساحة للتهريج والتجريح معاً وإطلاق جملة من الشتائم للخصوم بمفردات بذيئة عبرت عن خلفية الرجل الثقافية ومدى ضيقه بالديمقراطية، لم يكن يعلم أن المعارضة جادة في منافسته على كرسي الرئاسة، وما إن شاهد ذلك الالتفاف الجماهيري الواسع حول مرشح المشترك المهندس فيصل بن شملان حتى جنّ جنونه ليعلن حالة استنفار قصوى داخل صفوف حزبه والحكومة ككل، ليكون المال العام وكل أجهزة الدولة تحت تصرف المؤتمر الشعبي العام وحملته الدعائية، إلا أن ذلك لم يكن كافياً كي يستعيد صالح توازنه وطمأنينته.
وبين متناقضتي الإغراء والتهديد ـ التي كثيراً ما استخدما علي عبد الله صالح خلال 28 عاماً من فترة حكمه المأساوية للبلد، استقر موخراً على التهديد كخيار لتخويف المواطنين من مغبة عدم ترشيحه وثني أحزاب اللقاء المشترك عن مواصلة فضح ممارسات النظام الحاكم البشعة التي ارتكبت بحق الوطن والمواطنين، بعد أن فشلت أساليب الإغراء في شراء الذمم وتحوير القناعات رغم الأرقام المهولة التي صرفت لذلك من الخزينة العامة.
ومن تابع خطابات علي عبد الله صالح الأخيرة التي ألقاها في عدد من المحافظات الجمهورية يدرك حالة الهلع والخوف الشديدتين اللتين يعيشهما صالح وهو ما أثر على حالته النفسية، وبدى ذلك واضحاً من خلال حركات الرجل غير الطبيعية وكلامه المشتت.
ومع اقتراب يوم الحسم في العشرين من سبتمبر القادم وتزايد شعبية بن شملان في أوساط المواطنين واكتساحه عدد كبير من المحافظات، زادت حالة مرشح الحزب الحاكم تأزماً، ما جعله يتخيل أن يوم القيامة قد حان ليقرأ في مهرجانه الخطابي في عبس (إذا زلزلت الأرض زلزالها) ويقول لناخبيه في الحديدة أن الشمس ستغرب إلى غير رجعة وستتلاشى وراء البحار، ليعود عقله الباطن إلى الماضي القديم ويتخيل في مهرجان انتخابي ثالث أن جيش التتار قادم إلى اليمن.
وفي تخبط واسع وتهيأت أرجعها مختصون إلى عدم ثقته بالنفس وحالة خوف شديدة سيطرت على صالح من نتائج الانتخابات المحتملة التي لم يألف الرجل خوضها أمام منافس قوي ونزيه ويحظى بقبول جماهير كبيرة.
ليحول مرشح الحزب الحاكم المعترك الانتخابي إلى أشبه بمعركة حربية تكون الغلبة فيها للأقوى عسكرياً.
ولذا فإن الحملة الدعائية لعلي عبد الله صالح لم تعد خلال الأيام الأخيرة حملة دعاية لانتخابات حرة مباشرة بقدر ما صارت توجيه معنوي وحرب إعلامية ونفسية شبيها بتلك التي تستخدمها الدول عند نزاعاتها العسكرية مع أخرى.
فشعارات الحزب الحاكم صارت تحذر من الفوضى والإرهاب والغلو والفتن وتتحدث عن الصوملة وإدخال البلاد في حرب أهلية.
ذلك ما يحاول الحزب الحاكم إيهام الناخبين بأنه سيحدث إذا لم يفوز مرشحه في الانتخابات القادمة، أما إذا فاز فإن اليمن ستعيش في سكينة وطمأنينه ورخاء وسيكون مستقبلها أفضل.
ما يريد علي عبد الله صالح إيصاله للمواطنين هو أنهم إذا صوتوا له في الانتخابات القادمة فسيكونون قد مارسوا حقهم الديمقراطي واختاروا من يمثلهم في إدارة شئون الدولة، أما إذا لم يصوتوا له فهنا لا مجال للحديث عن الديمقراطية ولن يقبل نتائج هذه الانتخابات وسيرفض تسليم السلطة سيقمع كل من يحاول دخول القصر الجمهوري خاصة وأن ألوية الجيش محاصرة للمحافظات ومقفلة عليها الطريق وهو ما يقصده فعلا حينما يقول لناخبيه في المهرجانات الخطابية أن محافظاتهم مغلقة أمام الحزب الحاكم، كونه لا يثق البتة بمسئولي حزبه ولا يعتد بالتقارير الأمنية التي تحاول طمأنته بأن المواطنين جميعاً معه وكل شيء تمام يا فندم .
إلا أن صالح واهم أن راهن على الجيش لقمع الخصوم، وواهم أيضاً إن فكر بتجاوز إرادة الناخبين والعمل خلافاً لما تفرزه صناديق الاقتراع.
وربما يجهل مرشح الحزب الحاكم أن الجنود مواطنون قبل كل شيء.
وبراتب متواضع يكون الجندي أول من يقف عاجزاً عن الإيفاء بمتطلبات معيشية أساسية فضلاً عن التطلع إلى حياة كريمة له ولأسرته.
لذا فإن الجنود وهم صمام أمان البلد سيكونون أول من يدافع عن إرادة المواطنين في التغيير والتطلع لغدٍ مشرق.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[email protected]