لم تهدأ حرب الهاونات في بغداد بين احياء مختلفة طائفيا بل تتصاعد يوما بعد آخر رغم ما أعلنته 
وزارة الداخلية العراقية الثلاثاء من انها ألقت القبض علي أخوين كانا يقومان باطلاق قذائف هاون علي احياء جنوب بغداد هي حي الشرطة وحي المعالف، فيما كانت وزارة الدفاع العراقية قد أعلنت قبلها بيوم واحد انها تمكنت من قتل أفراد كانوا يقومون باطلاق قذائف الهاونات علي منطقتي الحرية والغزالية شمالي بغداد.
وتشير احصائيات عراقية أوردتها وكالة (الملف برس) ان اكثر من 3 آلاف عراقي في بغداد فقط قتلوا او اصيبوا بقذائف هاون سقطت علي أحياء سكنية سنية وشيعية بينهم نساء واطفال، كان آخرها سقوط قذائف مساء الأربعاء علي حي الحسينية شرقي بغداد وقبله يوم الثلاثاء سقوط قذائف علي حي الغزالية، وتكاد تكون حرب الهاونات في بغداد هي أول مشاهد الحرب الأهلية في العراق والتي لا تريد القوات الأمريكية الاعتراف بها، فيما لا يريد بالمقابل ان يصدقها عراقيون كثيرون يشيرون الي ان هذه القذائف مصدرها القوات الأمريكية انطلاقا من نظرية المؤامرة، فيما كانت الحكومة نفسها وعلي لسان ناطق باسم وزارة الدفاع قد أكد ان القذائف التي أطلقت الأسبوع الماضي علي منطقتي الكاظمية والاعظمية وتسببت في سقوط عشرات الشهداء والجرحي كانت تطلق من شمال بغداد قرب منطقة التاجي علي المنطقتين في الوقت ذاته.
وفيما تشير مصادر عراقية مختلفة الي أن الهاونات دخلت العراق من دول مجاورة، او تم اخراجها من مخلفات النظام السابق لم يتم التأكد من صحة الروايتين، الا ان عمليات البحث التي تقوم بها القوات الأمريكية والعراقية والعثور علي هاونات وقذائف بكميات كبيرة في مخابئ بمناطق مختلفة تشير الي انها من مخلفات الجيش العراقي السابق، وان الذين يقومون باطـــــلاق القذائف لديهـــم خبرات جيدة في تحقيق الأهداف واصابتها بدقة، غير ان المعروف لدي العراقيين الآن ان أي هجوم بقذائف الــهاون علي منطــقة شيعية مثلا يعقبه هجوم مقابل علي منطقة سنية وهو ما يثير المخاوف من حرب أهلية، ولكن في الوقـــت ذاته تتبني الفضائيات العراقية التابعة للأحزاب عادة عرض نتائج مأساة قذائف الهاون وفق انتماءاتها، فالمحطات التابعة للســــنة مثلا تركز علي الخسائر في المناطق السنية، ومثل ذلك تفـــعل المحطات الشيعية التي تعرض نتائج قصف الهاونات علي الأحياء الشيعية ما ولد انطباعا لدي العراقيين ان مقدمات الحرب الأهلية بحرب الهاونات أصبحت مما لا يمكن انكاره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن القدس العربي
