Home News Locally

عمر الضبياني من امريكا إلى تجار الحروب بصعده : ألم تشبعوا من دمائنا..؟

عمر الضبياني من امريكا إلى تجار الحروب  بصعده : ألم تشبعوا من دمائنا..؟

ليس من حق الحوثيين ان يرفعوا السلاح في وجه الحكومة  , كما لا يحق للحكومة ان توجه النار ضد المواطنين وتلجاء للعنف والقوة في كل خلافاتها مع المواطنيين او حتى خصومها السياسين.
ما يحدث في صعدة المدينة اليمنية الواقعة شمال العاصمة صنعاء يندي له الجبين ويحز على كل يمني.. دماء يمنية تنزف وارواح تزهق , ووطن يدمر , وحقد بغيض معمد بالدم ينبت هناك لن تواريه السنوات او العقود.
وكوني متابع لما يحدث من بعيد ومن بلاد المهجر " بلاد العم سام" الا ان جسر من الالم يربطني بهذه الماسأة التي غضبت السلطة  من رفض المعارضة للجوء الى القوة والعنف . أليس في  هذا الموقف غرابة ..؟
على ما يبدو ان صعدة التي تحولت الى مدينة مغلقة على وسائل الاعلام والمواطنيين , تشهد جرائم قتل وتصفية فضيعة, والاسوء في هذا الامر ان التعتيم الاعلامي  يأتي من قبل السلطة التي يجب ان توافي المواطن بمعلومات انية وصحيحة لما يحدث في جزء غالي من البلد. لا ان تجعله تائه بين تسريبات إعلامية  قد يكون مفادها احيانا  عسكريون او من اتباع الحوثي.
ولان الحكومة التي تخوض الحرب حسمت امرها منذ البداية بان لا صوت يعلو فوق صوت البندقية , قد تمر حاليا بظروف صعيبة وموقف لا يحسد عليه ازاء عجزها حتى الان في الحسم العسكري , وتلقيها الخسائر الكبيرة حسب ما تناوله الإعلام . الا اننا نستغرب لماذا فشلت جهود الوساطة  ..؟ولماذا أ فشلت السلطة كل مساعي تفادي معاودة الحرب ..؟ هي اسئلة مشروعة يجب ان يضعها اي مواطن على طاولة حكومة لا تجيد  حل الخلافات  بالطرق السلمية وبواسطة الحوار , بقدر قدرتها على اشعال الحرب وادخال البلاد في معمعة لن تخرج منها بسلام.
سمعنا أصوات حكومية و حوثية الكل يتهم اطراف اقليمية وراء ما يحدث في صعده .. ولو صح هذا الطرح فان الماسأة أشد .. كون الصراعات الاقليمية تجرى على ارض يمنية وضحيتها ارواح ودماء يمنية وبلد يجلد حد الموت.
لو صح ذلك فان الطرح الحقيقي سيكون كالتالي : ان الحوثي مدعوم من ايران , وبالمقابل فان السلطة كذلك مدعومة من امريكا والسعودية .. وان كل طرف ينفذ مطالب غير وطنية وخارجية وفي كل الحالتين فان في الامر خيانة للوطن والثوابات وللجمهورية ومكتسباتها.
امريكا تعتبر الحوثيون ايرانيون  وربما انها وسعت من حربها معها من اروقة الامم المتحدة حول السلاح النووي ومن لبنان إلى اليمن . (كما نجحت في توسيع دائرة الفتنة الطائفية على مدار الوطن العربي والاسلامي عقب إعدام صدام )..ولو صح هذا الاحتمال فان الحكومة شاركت بدور اساسي في اشعال هذه الحرب في اطار تعاونها الامني مع واشنطن.
ولاغرابة من طرح بعض المهتمين بان واشنطن اعادت اليمن الى صندوق الالفية , بسسب حربها في صعده , وهي من اخرجت اليمن لاسباب اقتصادية فشلت الحكومة اليمنية في معالجتها. وحتى الان لم تشهد اليمن اي اصلاح اقتصادي حقيقي .. حتى تعاد بهذه السرعة .. فهل  يكفي اليمن كل هذه الجروح ..؟
الحوثيون حتى اليوم لا نعرف منهم ..؟ وماذا يريدون..؟  بقدرما نعرف بانهم يخوضون حرب تمرد بدعم خارجي حسب طرح  السلطة .. ولو صح ذلك الم يكن الاجدر بالسلطة ان تظهر حرصها الوطني واستراتيجيتها الحريصة على امن البلاد وتوفير الاجواء الامنة التي تساعدها  في معركتها التنموية والاقتصادية التي وعدت بها في الانتخابات المنصرمة .بدلا من الهرب الى لغة الرصاص.
كان امام الحكومة طرق استراتيجية عدة غير البندقية لحسم الخلاف مع الحوثيون باستيعابهم في المؤسسات وادماجهم في  واقع السياسية بدل من عزلهم . ولو اننا كنا استبشرنا خيرا بعرض السلطة عليهم تأسيس حزب سياسي وزدنا فرحا بموافقتهم . الا ان اعاقة هذا المطلب مثلا .. اوضح لنا ان هناك تجار حروب مستفيدين من هذه الحرب  .. يتاجرون بالوطن ومصالحه تحت يافطة الوطنية  والثورة ..!
والا كيف لنا ونحن نشاهد هذه السلطة الخارقة وهي  تحل الاحزاب وتستنسخهم وتعرقل دور هذه الاحزاب بل محاصرتها في دائرة ضيقة لا تخدم سوى السلطة بدرجة اساسية. تعجز في استيعاب الحوثيين ..؟  وهي من  اخرجت حسين الحوثي  زعيم هذه الحركة من حزب الحق وادخلته حزب المؤتمر الشعبي  , ودعمته حتى كبر وتمرد  حسب ما تدعي .
الحقيقة المرة ان السلطة - لو كانت سلطة وطنية فعلا - لاستطاعت استيعاب هذا التمرد وفق رؤوية وطنية  واستراتيجيات عديده .. لكنها اختارت  ان تخوض الحرب وتغلق صعده دون ان نعرف لماذا يقتتل اليمنيين ..؟
حزننا كبير على اخواننا الجنود الذين يقتلون في معركة غير اساسية ولاخواننا المواطنيين في الطرف الاخر الذين زهقت ارواحهم كذلك .. لا نريد ان يكون قرع الطبول في طهران وواشنطن والرياض .. فيما القتل في صعده وبدماء يمنية طاهرة ..
يا تجار الحروب  كفانا اقتتال رحمة بالوطن ... يا تجار الحروب ألم تشبعوا من دمائنا..؟

[email protected]