لم يهدأ النقاش حول صفقات أسلحة بريطانية سعودية منذ أن تدخل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لايقاف تحقيق كان يقوم به مكتب التحقيقات في الاحتيالات الخطيرة، حول رشاوى دفعتها شركة بي إيه إي سيستمز لأمراء سعوديين من افراد العائلة المالكة وذلك لتأمين توقيع صفقة اليمامة التي تعتبر من اكبر الصفقات في تاريخ بريطانيا وتقدر بأكثر من 40 مليار جنيه استرليني.
وقد برر توني بلير تدخله واصدر أمر للنائب العام، لورد غولدسميث بإيقاف التحقيق بانه من اجل حماية المصالح القومية. وكان قرار بريطانيا لقي انتقادا من منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي وجهت انتقادات للقرار وستقوم بارسال وفد لمقابلة لورد غولدسميث وعدد من المسؤولين البريطانيين للاستفسار عن الدوافع الحقيقية وراء هذا القرار.
وفي ضوء الجدل المتواصل كشفت صحيفة صاندي تايمز في عددها امس عن قيام بي. ايه. اي باستئجار ممثلات من اجل مصاحبة امير سعودي. وقالت ان الشركة كانت تدفع عشرات الالوف من الجنيهات للممثلات لكي يرافقن الامير. وقالت الصحيفة ان وثائق سرية كشفت عن تحويل اموال من الميزانية 60 مليونا المخصصة للترفيه وتقديم الخدمات للسعوديين، لتسديد فواتير قروض عقارية وبدل إيجار وفواتير بطاقات الاعتماد العائدة للممثلتين البريطانيتين أنوشكا بولتون ـ لي وكاراجان ماليندار، كما استخدمته أيضاً لتغطية تكاليف دروس لتعليمهن اللغة العربية.
وقامت الشركة البريطانية بنقل الاموال النقدية من خلال شركة واجهة لخدمات السياحة والسفر والتي قامت بتحويل خدمات السكن للامير تركي بن ناصر وشخصيات سعودية اخري لها علاقة بصفقة اليمامة.
وقالت الصحيفة ان كلا الممثلتين حضرتا حفلات اقامها الامير الذي كان يرأس سلاح الجو السعودي، في فندق كارلتون تاور. وقالت الصحيفة ان عارضة الازياء المتخصصه بالملابس الداخلية والسابقة انوشكا، والتي تحولت لاحقاً إلي ممثلة، وزميلتها الممثلة كاراجان، حضرتا الحفلات التي أقامها الأمير السعودي، الذي كان يشغل وقتها منصبا رفيعا في سلاح الجو الملكي السعودي، في فندق كارلتون تاور في لندن وكان مسؤولاً عن إبرام صفقة بين بلاده و بي. إيه. إي لشراء 150 مقاتلة من طراز هوك وتورنادو. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بريطاني قوله ان التحقيق يحاول معرفة السبب الذي جعل الممثلتين تتلقيان اموالا من ميزانية بي. ايه. اي .
وكان المحققون من مكتب الاحتيالات الخطيرة يخططون لمقابلة الممثلتين لو لم يتم الغاء التحقيق، الذي جاء بعد سلسلة من التهديدات التي قامت بها الحكومة السعودية بالغاء المرحلة الجديدة من صفقة اليمامة، وايقاف التعاون في المجال الامني. وكان التحقيق قد كشف ان الشركة استخدمت خدمات السفر (ترافلرز وورلد) في لندن كقناة لتمرير مال الرشي من أجل تغطية نفقات الأمير وغيره من المسؤولين والأمراء السعوديين.
وقالت صاندي تايمز ان الوثائق السرية المتعلقة بالممثلتين البريطانيتين تظهر أنه خلال الفترة من 2001 ـ 2002 دفعت شركة خدمات السفر المذكورة 13 ألف جنيه إسترليني سنوياً لتغطية إيجار شقة الممثلة أنوشكا البالغة من العمر 29 عاماً في منطقة تقع غرب لندن، ومبلغ 1275 جنيهاً إسترلينياً كنفقات، فيما حصلت زميلتها كاراجان علي مبالغ مختلفة كنفقات ولتغطية قسط قرضها العقاري. وتشير الي اسم الامير برمز (بي. بي). اي المستفيد الرئيسي. وتشير وثيقة اخري الي ان الشركة دفعت مبالغ للرهن العقاري الخاص بماليندار، واقساط عن تلقيها دروس بالعربية. وكانت الممثلة قد غيرت اسمها من كارين الي كاراجان.
وفي تقرير مطول داخلي تحدثث الصحيفة عن الحياة الباذخة للامير السعودي الذي تقول انه يملك الكثير من البيوت الفارهة في عدد من دول العالم و200 سيارة كلاسيكية، ويختا خاصا وطائرة خاصة من نوع بوينغ 707. وتقول انه عندما كان السعوديون يصلون لهيثرو كانوا ينقلون في سيارات ليموزين الي فندق كارلتون تاور الفاخر في حي نايتسبريدج، حيث كانوا ينقلون لجناح خاص في الطابق 18 عبر مصعد خاص، وكان في خدمتهم حشد كبير من الخدم والحشم.
وتقول ان بولتون التي صادقت الممثل ليوناردو دي كابريو من قبل، وصديقتها ماليندار كانتا تلقيان الترحيب من الامير. ويقول مدعو ان الممثلتين كانتا معروفتين لكل شخص ولهذا كان يتم الترحيب بهما، خاصة ان دعوتهما تمت من خلال المدير التنفيذي لشركة بي. ايه. اي . وتقول ان الممثلتين كانتا تقومان بدور المرفه الاجتماعي وهو دور ارادته الشركة من اجل التأثير علي الضيوف السعوديين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
عن القدس العربي