شكك مراقبون في جدية وزارة الداخلية تنفيذ توجيهات صادرة من رئيس الجمهورية بالقبض على صالح الضنين ونجليه وأربعين مسلحا تابعين له على خلفية الاشتباكات التي جرت مساء الاثنين الماضي بعصر اثر هجوم قاده نجلي الضنين للاستيلاء على أرضية واقعة خلف عمارة الأوقاف قيل أنها تابعة لمستثمر خليجي أسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة من أفراد الحراسة يتبعون الشرطة العسكرية.
الحادثة التي لقت استنكارا واسعا من الرأي العام تم على إثرها عزل اللواء صالح الضنين من قيادة معسكر خالد بن الوليد بتعز الذي يشغله منذ 25عاما وصدور توجيهات بالقبض عليه ونجليه و أحالتهما للقضاء العسكري الأمر الذي لم يتم تنفيذه حتى اللحظة.
قبيلة مراد التي ينتمي لها أحد قتلى الشرطة دعت أبناءها لاجتماع ضم حوالي 400شخص في ميدان السبعين صباح الأربعاء الماضي لمطالبة الرئيس بالقبض على الضنين ونجليه والمسلحين التابعين له إلي القضاء.
وبحسب مصدر قبلي في مراد فان الرئيس كلف قائد الشرطة العسكرية بالنزول إلى المجتمعين حيث عرض عليهم أوامر من الرئيس للداخلية بالقبض على الجناة وبعزل الضنين واعتبار المجني عليهم شهداء تتم معاملتهم كشهداء المواجهات بصعدة .
اللواء صالح الضنين الذي يعد من ابرز المقربين للرئيس صالح منذ عزله وتعيين جبران الحاشدي مكانه لا يزال بحسب المصادر مع بنيه ومرافقيه متحصنين في منزله بأمانة العاصمة وسط دعم واسع من قادة عسكريين كبار منذ الثلاثاء الماضي دون أن تطالهم يد القانون أو صدى توجيهات الرئيس حتى لحظة كتابة هذا الخبر .
الأمر الذي زاد من شكوك أولياء المجني عليهم ودفعهم لاتهام الداخلية بالتراخي وعدم جديتها في السعي لتنفيذ توجيهات الرئيس وسط مخاوف من أن يتم حسم القضية بعدد من الثيران يتم نحرها أمام منازلهم كما هو معتاد مع قضايا مماثلة خاصة عندما يكون الجناة فيها مسؤولون في الدولة والجيش .
مراقبون اعتبروا الحادثة محك اختبار لمدى جدية الرئيس في وضع حد لمسلسل النهب والسطو على الأراضي من قبل قادة في الجيش ومقربين من مركز القرار وتوفير بيئة آمنة للاستثمار وما يتطلبه ذلك من إحالة كل من يثبت تورطه في ذلك للقضاء أيا كان مركزه أو علاقته بالسلطة
مشيرين لـ "لوحدوي نت"عن خيبة أملهم من تأخر الجهات المعنية عن القبض على الجناة في هذه الحادثة حتى اللحظة الأمر الذي يضع توجيهات الرئيس محل شك في جديتها ويضعف موقف الحكومة الجديدة التي لم يمض على نيلها الثقة سوى يومين فقط.
تجدر الإشارة إلى أن الحادثة تأتى بعد اشهر قليلة من إغلاق ملف فساد الأراضي بعدن بتوجيهات رئاسية بعد تورط مسؤولين وقادة عسكريين فيه كما تأت قبل أسبوع فقط على انعقاد مؤتمر استكشاف وعرض الفرص الاستثمارية المقرر أن يبدأ أعماله غدا الأحد بصنعاء .