Home News Locally

الشهيد إبراهيم الحمدي وتغيير المسار

الشهيد إبراهيم الحمدي وتغيير المسار

الآن، وبعد مضي أكثر من ثلاثة عقود من الزمن على قيام حركة الـ13 من يونيو 1974م، بقيادة المقدم إبراهيم محمد الحمدي، نشعر بمدى حاجتنا الى تلك الحركة وقائدها ومبادئها في هذا الزمن؛ نظراً لحالة التشابه والتناظر بين الواقع المعاش والواقع الذي قامت من أجله الحركة، حيث استهدفت تصحيح مسار الانحراف الذي أصاب الثورة آنذاك جراء الانقلاب المشؤوم في التاريخ اليمني في 5نوفمبر 1967م، والذي أسفر عن العودة باليمن الى ما قبل الثورة السبتمبرية، وشهدت البلاد في عهد النوفمبريين انهياراً شمل مختلف الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية كالبنى التحتية للدولة والمجتمع، ولم يعد يذكر من فترة حكمهم سوى تفشي ظاهرة القتل والجوع والفقر، وسيطرة جماعة أو شلة من الانقلابيين على جميع مقاليد الدولة، مع غياب تام للأمن والاستقرار، رافقه تحركات ديبلوماسية داخلية وإقليمية، تخطط لعمل ثورة مضادة لثورة سبتمبر.
تلك الأوضاع المأساوية التي كان يعيشها المجتمع اليمني، والانهيار المؤسسي لما كان موجوداً قبل انقلاب 1967م، هو ما دفع بالقائد الشهيد إبراهيم الحمدي لقيادة الحركة، وتقديم مشروعه النهضوي لبناء الدولة اليمنية الحديثة، حيث بدأ بوضع الأسس الوطنية لقيام جيش وطني وقضاء مستقل ونزيه، ونشر مبادئ حق التعليم والتشجيع على الالتحاق به، واستقدم الخبراء والكادر الطبي والصحي، وكانت أعظم وأضخم المستشفيات في عهده، ولازالت هي حتى الآن.
أما على الصعيد الاجتماعي، فقد لمس المواطن حقه في الحياة الطبيعية والعيش الكريم، ووجد حق المواطنة والمساواة أمام الدوائر الحكومية، وانخفض مستوى الفقر، وتراجع الجوع، وانتشر التعليم، وأحس الناس بالأمن والأمان والطمأنينة من خلال ردعه للظالم ، وإنصافه للمظلوم وأخذه له حقه، ولم يعد هناك من كبير أو صغير، شيخ أو عبد، أو مواطن من الدرجة الأولى وآخر من الخامسة كما هو الحال اليوم.
إن الحديث عن 13يونيو وقائدها كمشروع نهضوي لبناء الدولة اليمنية الحديثة، بحاجة الى دراسات وليس الى سطور. ومع أن الرجل وحركته قد تربع في قلوب المواطنين، سواءً ممن عاشوها، أو ممن لم يعيشوها، رغم المحاولات المريضة لمحو ذكراه من الذاكرة، إلا أننا نقول كما قال الله سبحانه وتعالى «وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين».
الآن، وبعد مضي أكثر من ثلاثة عقود، ألسنا بحاجة الى القائد الشهيد وحركته ورفاقه من التنظيم الناصري، لتصحيح الاعوجاج القائم؟ حيث ينتشر في مجتمعنا الفقر والبطالة، وسوء الإدارة، وانهيار التعليم والصحة، وغياب تام لحق المواطنة المتساوية، واتساع الظلم والظلمة، وغياب الحقوق والحريات.
أليس لدينا ملايين من المشردين وعشاق الأرصفة، والملايين من المرضى بالفيروسات المستعصية والقاتلة؟
أليس هناك نهب لثروات البلاد، وتسلط حفنة من البشر على مقدرات وخيرات البلاد وحكمها؟
أليس ذلك وغيره يجعلنا بحاجة الى حركة تغيير ترقى بالمجتمع وبمؤسسات الدولة، حركة أشبه بحركة 13يونيو، تحفظ للأمة حقوقها وكرامتها وأمنها واستقرارها؟
ما أحوجنا الى ذلك.