Home News Locally

تبريرات عاجلة واتهامات مستمرة للمطر

الغموض يكتنف حوادت تفجيرات مخازن الأسلحة

الغموض يكتنف حوادت تفجيرات مخازن الأسلحة

المتتبع لأخبار الانفجارات المتتالية لمخازن الأسلحة في صنعاء والضالع وعدن، وحوادث القتل البشعة التي ترتكب في وضح النهار داخل أمانة العاصمة وعواصم المحافظات اليمنية الأخرى، يدرك مدى الانفلات الأمني الذي يعيشه البلد، والانهيار المتسارع الذي يلحق بمؤسسات الدولة المختلفة، والذي لايبشر بغير كارثة مرتقبة اذا ما استمر نظام الحكم بإدارة شؤون البلد بالعقلية ذاتها.
ربما لايدرك حقيقة ما وصلت إليه الأوضاع في اليمن من تغيب عنه أحداثها المتتابعة أو جزء كبير منها، وهو الحال بالمواطن العادي البعيد عن مجريات الأحداث اليومية. لكن الأمر يكون مخيفاً للغاية لمن يجمع حصيلة شهر واحد فقط مضى، يدرك فيها كيف تتقدم اليمن على العراق وفلسطين في أعداد القتلى ومشاهد العنف والاقتتال.
وعلى الرغم مما تخلفه الأحداث الدامية بمحافظة صعدة من إزهاق يومي للأرواح وسفك متواصل للدماء، ومزيد من مشاهد الدمار والتشريد، إلا أن مدينة السلام هذه ليست الوحيدة المضرجة بالدماء بعد أن صار القتل هو العامل المشترك لمختلف مناطق محافظات الجمهورية، والسيمفونية الصاخبة التي تعزف مع دوي انفجارات مخازن الأسلحة ولعلعة الرصاص الحي وأصوات العويل والبكاء، ألحان الموت والفناء.
وقبل أن يطوى ملف انفجارات الأسلحة بجبل نقم بالعاصمة صنعاء، الأسبوع قبل الماضي، فجع مواطنو مدينة الضالع وضواحيها، منتصف ليلة الأحد الماضي، بأصوات انفجارات مخازن الأسلحة داخل معسكر الجرباء التابع للواء 53 مدرع.
الانفجارات هذا المرة كانت أبشع من سابقاتها، في ظل حديث عن انفجار 200 صاروخ كاتيوشا، عدد منها انطلق في أنحاء مختلفة من مدينة الضالع، دون أن يعرف بعد حجم الخسائر الحقيقية، مثلما لم تعرف أسباب الانفجارات التي أعادت للأذهان حادثة انفجارات مخازن الأسلحة في جبل حديد بعدن، العام الماضي.
وبدلاً من الوقوف بجدية أمام تكرار مثل هذه الحوادث التي تؤثر سلباً على سمعة أهم مؤسسة في البلاد، يسارع مصدر وزارة الدفاع الى التقليل من شأن كل انفجار يحصل، وإرجاع أسبابه الى الأمطار والعواصف الرعدية بشكل بات فيه إيكال حقيبة الدفاع الى المركز الوطني للأرصاد، مطلباً ملحاً للحفاظ على ما تبقى من مخازن الأسلحة، خاصة ونحن مقدمون على فصل هطول الأمطار التي باتت تشكل عدواً رئيسياً للأمن والاستقرار في الوطن.
أن تعمل وزارة الدفاع على تأمين مخازن الأسلحة وإبعادها عن أخطار سيول الأمطار أو أية أخطار أخرى، أهم بكثير من تقليل حجم الأضرار التي تحدثها هذه الانفجارات.
كما أن فتح تحقيق لمعرفة أسباب وملابسات انفجار المخازن، والانتظار لمعرفة نتائج هذه التحقيقات، أولى من الخروج بتصريح مسؤول يحمل الأمطار والعواصف الرعدية مسؤولية ما حدث بعد دقائق قليلة على وقوعه.
وفي انتظار المحطة التالية تظل انفجارات مخازن الأسلحة حوادث يكتنفها الغموض، وتثير الكثير من علامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية والدوافع التي تقف وراءها، وتوقيتها المتزامن مع أحداث الحرب الدائرة بصعدة، وموعد نزول لجان حصر الأسلحة والذخيرة في المعسكرات والألوية. الى جانب تزامنها مع حملة جمع الذخائر والأسلحة من الأسواق، والتي رصدت لها مليارات الريالات دون أن تحقق جدواها في ظل ارتفاع مؤشر جرائم القتل التي تتم بمختلف محافظات الجمهورية، والتي كان آخرها مقتل هزاع المحمدي مدير الحسابات في الهيئة العامة للمناطق الحرة، في جريمة تزامنت مع مقتل نجل شقيق محافظ أبين في يوم واحد ، ومن قبلهما عديد جرائم قتل تم رصدها خلال الأسبوعين الماضيين، في الحديدة ولحج وإب، حضر فيها السلاح والأوضاع الاقتصادية البائسة، وغاب الأمن