Home News Locally

نريد مدينتنا بمظهر لائق لكن ليس بجرافات البلدية

قمع البسطاء بذريعة استعادة جمال العاصمة

قمع البسطاء بذريعة  استعادة جمال العاصمة

ما أجمل أن تكون صنعاء مدينة منظمة وبعيدة عن عشوائية البناء ولكن ليس على طريقة جرفات البلدية  وأساليب جنودها المتعنجهين.
 تنظيم الأسواق والمحال التجارية في مدننا مطلب  شعبي ولكن المطلب الأساسي هو إيجاد لقمة عيش كريمة للمواطنين قبل الاعتداء عليهم وجرف  مصادر رزقهم  وتدميرها في مشهد همجي يخيل للبعض أنه حدث في  الضفة الغربية من فلسطين وليس في العاصمة صنعاء.
وما تقوم به أمانة العاصمة من جرف  البسطات ,  والبسطاء من الباعة المتجولين وأصحاب المحال التجارية والبوفيهات مطلب حق أريد به باطل.
لأنه لو كان المطلوب هو تنظيم  العاصمة  والتغلب على العشوائية كما قيل فأن الأولى بأمانة العاصمة إيجاد أسواق بديلة في مختلف المناطق ذات الكثافة السكانية والإعلان عنها منذ أمد ونقل  الباعة من الشوارع العامة إلى تلك الأسواق  لكن ذلك لم يحدث.
ولعل استخفاف السلطة بالشعب صارفي أوجه, حتى انها لاتستحي وهي تمرر جرعة اقتصادية جديدة  تكسر كاهل المواطنين و تحاربهم في نفس الوقت في مصدر رزقهم.
لو كانت أمانة العاصمة يهمها نظافة العاصمة لتداركت للمجاري التي تتفجر بين الحين والأخر في مختلف أحياء العاصمة وأوجدت أسواق شعبية واسعة  لنقل الباعة إليها بأسلوب حضاري يحترم أدمية الإنسان.
كما كان يفترض على  الإشغال العامة أن تدرب جنودها أبجديات الأدب والتعامل مع المواطنين بدلا من تشجعيهم على الاعتداء  والاعتقالات وتدمير ممتلكات المواطنين في مشهد مروع  للجميع.
منذ الثلاثاء الفائت ونحن نشاهد جرفات البلدية  تجوب شوارع العاصمة لملاحقة البسطاء وتدمير بسطاتهم والعبث بممتلكاتهم و رؤس أموالهم .
بدلا من إزالة أحواش ومنازل مسئولين كبار في الدولة  قطعت شوارع وحارات  وبسطت على أموال عديد بسطاء.
 في جولة عشرين وقف مواطن السبت الفائت يتأمل جرفات البلدية وهي تدك رصيف  أمام بوفية الهنأ بعنجهية مقيتة وحينها صرخ قائلا ليت حكومتنا تحارب الفاسدين ولصوص المال العام بهكذا وتيرة .
مشهد متناقض بين شافطي ثروة البلد المتخمة كروشهم وبين بائع متجول بسيط يحمل أغراضه على كتفه  وهو يفر من شارع إلى آخر هربا من جنود البلدية .
الأول لا أحد يطارده أو حتى يسأله إلا في حالة لو وصل حد الملل في هبر مقدرات الشعب وأموال الوطن . والثاني تحاربه السلطة الفاشلة  في مصدر رزقه
حملة السلطة التي تنفذها أمانة العاصمة  إجرامية بإمتياز  كونها ترهب المواطنين وتدمر ممتلكاتهم  وتحارب مصدر رزقهم في الوقت الذي  فشلت فيه في توفير فرص عمل للمواطنين والسيطرة على الارتفاع الجنوني للأسعار الذي يكتوي بناره معظم اليمنيين.
 الجهات الرسمية قالت أنها جهزت 44 سوقا في العاصمة وسيتم  استقبال طلبات من يريدون العمل فيه .. فبالله عليكم الم يكن من  الأجدر بهذه السلطات توفير الأسواق قبل ذلك ومن ثم  القيام بحملة التطهير حسب وصف الإعلام الرسمي.
ندرك أنهم لا يشعرون بمعاناة البسطاء ولا يعنيهم شيء أن كانوا حرموا  مئات الأسر من مصادر رزقها فلذلك نراهم يتباهون في إعلامهم الرسمي المرئي والمكتوب بجهود الحكومة العظيمة في محاربة مصادر أرزاق الناس.
متى نرى جنود ورجال شرطة يتعاملون مع المواطنين بادب دون سحلهم  وأهانتهم , كيف نراهم يتعاملون مع المواطنين بهدوء ومسئولية بدلا من صوت ذلك الجندي الذي حاول بائع من أقناعة بعدم تدمير تجارته  فواجهه بالصياح الشديد ورفع اليد  والكدمات التي  هي عنوان اليمن الجديد.
رجال البلدية هذه المرة لم يفرقوا بين إزالة ما يسمونها مخالفات وبين صحافيين يمارسون عملهم المقدس ليجدوا أ نفسهم فجأة بين قبضت العسكر .
الزملاء محمد العزيزي ومحمد المقالح وصالح الصريمي وفؤاد مسعد  وعبد الحكيم هلال وغيرهم ممن اقتادهم رجال البلدية إلى أقسام الشرطة  ,واحتجزوهم لا لشيئ سوى تصويرهم لمشاهد من تصرفاتهم المهينة لآدمية المواطن .
عدسات الزملاء التي التقطت مشاهد مؤلمة لبلطجة العسكر قادتهم إلى أقسام الشرطة والاحتجاز ولم يتم الإفراج عنهم إلا بعد أن تم إتلاف الصور من الكاميرات وحذف شواهد مادية على جرائمهم.
ما يحز في النفس أن العسكر كانوا يخاطبون الزملاء بقولهم أنتم أيه الصحفيون سبب إثارة الفتن وزعزعة الأمن في البلد وتستحقون أقسى العقاب لما ترتكبوه من جرائم ضد الوطن.
أنها مأساة أن تغسل السلطة عقول أخواننا في المؤسسات الأمنية بأننا أعداء لهذا الوطن بمجرد كشفنا قبح تصرفات السلطة ووقوفنا بجانب المظلومين وتعرية  جرائم النظام بحق الشعب والوطن.
يدركون أنهم يرتكبون جرائم فضيعة بحق الشعب وإلا لما كانت عدسات الصحافيين ترعبهم هكذا , ويدركون أيضا أن توثيق  جرائمهم ستدينهم شعبيا ودوليا وحقوقيا فهم يحاولون التستر على حملة السلطة لمحاربة الفقراء.
الجنود قالوا أن حملتهم التي تصادر حتى الصحافيين وكاميراتهم بتوجيهات رئاسية وأن هذا الضوء الأخضر يعطيهم حصانة المحاسبة ومعنى ذلك أن الرئيس يظهر نفسه من خلال مؤسسات سلطته بأنه عدو الصحافيين وحرية التعبير وحق الحصول على المعلومة ..وكل هذه المفردات هي مركبات أساسية للديمقراطية التي يدعي الرئيس أن  شرعيته تستند عليها .