Home News Locally

استغلال زيارة بوش

استغلال زيارة بوش

استغل العدو الصهيوني جولة الرئيس الأمريكي الإرهابي جورج بوش في المنطقة العربية، لتكثيف عملياته الإجرامية، سواء تلك المستهدفة حياة وبيوت أهلنا الفلسطينيين الأبرياء في غزة والضفة الغربية على حدٍّ سواء، أو بناء وتوسيع المستعمرات، متجاهلاً كل ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام الدولية والإقليمية، عن وعود واتفاقيات قيل إنها رشحت عن مؤتمرات دولية وثنائية وإقليمية، وخرائط وطرق.
العدو الصهيوني منسجم مع عقيدته الاغتصابية التوسعية في قتل الإنسان ومصادرة الأرض، لأنه لم يزرع في قلب أمتنا إلا من أجل ذلك. وهذا أمر لايحتاج لإيضاح أو برهان. وإنما تجدر الإشارة الى أن هذا العدو يتقن دائماً اختيار المواسم التي يكثف فيها اعتداءاته، واستغلال مواقف وظروف دولية وإقليمية لتنفيذ سياساته الابتزازية.
الانتخابات الأمريكية، موسم مهم، يستغله العدو، لأنه واثق بأن جماعة الضعف الصهيونية -اللاعب الرئيس في اللعبة السياسية الأمريكية- قادرة على إخراس أي احتجاج قد يبدر من أي شريك في هذه اللعبة السياسية القذرة. بيد أن الجديد في الأمر، هذه المرة، هو أن تستهل الانتخابات التمهيدية في الولايات المتحدة، مع جولة رئيسها بين عواصم عربية، لتفقد سير أعمال ولاته وحكامها بأمره، لحراسة وحماية الأطماع الأمريكية النفطية والاستراتيجية في المنطقة.
في كل المنابر والمؤتمرات الصحافية التي تكلم فيها خلال جولته، تعمد الإرهابي بوش، توجيه الإهانات للشعب العربي، وقوافل الشهداء التي قدمتها أمتنا خلال صراعها الطويل مع الاستعمار الصليبي -الصهيوني، فتارةً يصرح بيهودية الكيان العبري، بما يعني أن لا مكان للفلسطينيين داخل الحدود السياسية المصطنعة للكيان اللقيط، ليس فقط بالنسبة لفلسطينيي الشتات الذين سيحرمون من حق العودة الى فلسطين، وإنما في حق من صمدوا داخل الخط الأخضر،..
 الذين لايستبعد طردهم خارجه، عندما تنضج شروط القبول العربي الرسمي لاستكمال المؤامرة.
وتارةً بالتركيز على ما يسمى بمكافحة الإرهاب، وتوجيه أصابع الاتهام والتهديد للشعب العربي السوري وقيادته، متخذاً لبنان والفوضى التي تدبرها المخابرات الأمريكية، مبرراً للتهديد والوعيد.
وتارةً تأليب أشباه الرجال الحاكمين بأمره على إيران، لتحويل الأزمة الأمريكية الإيرانية الى مواجهة عربية -إيرانية، تتخذ أشكالاً متعددة مذهبية وعرقية، لاتختلف كثيراًِ عن الجهاد الذي دعمته نفس هذه الأنظمة في سبيل أمريكا في أفغانستان، دون أن يتساءل العملاء عن سر الانسجام الأمريكي الإيراني في العراق، وعدم الانسجام بينهما في لبنان.
الحكام بأمر أمريكا نجحوا في الاختبار الأمريكي الصهيوني بامتياز، إذ لم ينبس أي منهم ببنت شفة، رداً على تخرصات وبذاءات زعيم الامبراطورية الصليبية الصهيونية، ولم يحتج أي منهم على الممارسات الإجرائية الصهيونية في فلسطين، وكأن الأمر لايعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، بقدر ما عناهم إعجابهم براعي البقر، ليس فقط بإجادته استخدام آلة الدمار لاحتلال الأوطان وإبادة شعوبها، وإنما لإجادته الإمساك بالسيف العربي، والرقص على إيقاع طبول الحرب ضد سوريا وإيران، ونحيب ثكالى وأنين جرحى وجوعى العراق وفلسطين.
كثيرون استغربوا عدم شمول اليمن ضمن جولة المجرم بوش. وهنا يهمنا أن نبدد ذلك الاستغراب بالقول إن عدم شمول بلادنا ليس إهمالاً، ولا سهواً، وإنما لأنه ليس ثمة ما يدعو الى زيادة تكاليف الجولة، طالما أن الحزب الحاكم في اليمن يلبي المطلوب منه بدقة وإخلاص. فمؤامرة تدمير القيم العربية والإسلامية، تسير وفق المخطط المرسوم، ومحاصرة الشعب اليمني وتجويعه يتمان داخلياً بدون حاجة لقرارات دولية أو تدخل خارجي، وقتل المواطنين وإرهابهم يتمان بآلة العنف السلطوية المحلية، وبالتالي عندما تقتل بندقية رجال الأمن أربعة مواطنين هنا، ومثلهم هناك، فإن السلطة قد كفت ووفت، وأصبحت مستحقة الشكر على لسان الإرهابي جورج بوش أثناء خطابه التاريخي الذي ألقاه الأحد الماضي، في عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال إشادته بالانتخابات الرئاسية اليمنية، على الرغم من أن التقارير الأوروبية قد أثبتت العبث بها. بيد أن الكاوبوي لايهمه كيف جرت الانتخابات، طالما أن السلطة -أية سلطة- مازالت قادرة على حماية الأطماع الأمريكية النفطية، فضلاً عن إتاحة المياه الإقليمية اليمنية والشواطئ والجزر لعربدة القطع البحرية الأمريكية، واتخاذها منطلقاً لأي عدوان عسكري على الخارجين عن بيت الطاعة الأمريكي.