Home News Locally

هناك ما هو أهم من التذكير دائما بالموت

لقد افسد المشترك طبخة رديئة في الضالع

لقد افسد المشترك طبخة رديئة في الضالع

على الرغم من أنني لم أكن حاضرا في مهرجان الضالع إلا أنه يمكن القول : إن ما حدث يوم الخميس 6/ 3/ 2008 يطرح عدة أسئلة أمام القوى السياسية وأنصار الحريات والعمل السلمي الديمقراطي . وأول سؤال هو لمصلحة من يحدث مثل هذا العمل؟
شخصيا , لا أعتقد أن أيا من المنخرطين في النضال السلمي الديمقراطي , يشرفه أن ينسب إليه مثل هذا العمل الطائش ,إلا أن يكون واحدا من أثنين : إما أن يكون أداة للقوى المناهضة , من حيث الأساس , للنضال السلمي الديمقراطي , وهي لا تخفي عن  العين المجردة بسبب سلوكها الفاسد ومن مواقعها المتنفذة التي ساءها أن ترى الحراك السياسي والاجتماعي قد وضع المجتمع على الطريق الصحيح  في نضاله الوطني , أو أنها من حيث تكوينها السياسي والثقافي والنفسي , ليست مؤهلة للسير في هذا الطريق , وأن كل ما يعني لها النضال السلمي الديمقراطي هو اقتناص الفرص لقمع الآخر.
وأيا كان المنظم الذي يقف وراء العمل الطائش , إلا أن الدافع الأساسي له هو تخريب النضال السلمي الديمقراطي وضربه في العمق وتهيئة الظروف للقوى المتنفذة في السلطة للسير في هذا الطريق , سواء بصورة مباشرة أو من خلال الأدوات من ذوي السلوك المتطرف ممن يتم تأهيلهم لهذا الغرض ,أو ممن لا رصيد لهم سوى التحريض على هدم وتخريب نضال الجماهير وإلحاق الهزيمة به.
إن هذا العمل وإن كان قصد به اللقاء المشترك ,إلا أنه في الحقيقة قد أرتد على من خططوا له وبشروا به . لقد تصرف المشترك بحكمة باعتباره صاحب قضية وطنية كبرى , ولا تستطيع السلطة ولا من جندتهم أن يدركوا مدى استعداده للتضحية من اجلها , بمدى قدرته على تحمل الأذى في سبيل انتصارها.
ولذلك فقد رفض الانسياق في مخطط الصدام المشبوه , الذي كان يراد فيه للضالع - منارة النضال الوطني والتاريخي - أن تكون مقبرة للنضال السلمي الديمقراطي.
وهنا لابد من توجيه التحية لجماهير الضالع , وفعالياتها الجماهيرية والاجتماعية والسياسية المختلفة , لموقفها المعبر عن تمسكها بتاريخها الوطني الناصع , وحاضرها الكفاحي المشرف , وتلك الفعاليات التي تربطها باللقاء المشترك روابط نضالية عميقة ومصيرية , ترسخت بالنضال السلمي والحراك السياسي والجماهيري الذي شهدته المحافظة خلال الفترة الماضية.
ولابد من القول إنه لا أحد يستطيع أن يفسد هذه العلاقة الكفاحية , وقد تكرس المسعى الكفاحي للجميع بأتجاه لا يفترق في الأهداف حتى في أدق تفاصيلها  ,واعتبار حل القضية الجنوبية في إطار المعادلة الوطنية باعتبارها البوابة لحل الأزمة الوطنية.
لقد أفسد اللقاء المشترك ومعه الفعاليات السياسية والجماهيرية في الضالع طبخة رديئة لم تتردد بعض المواقع الالكترونية المشبوهة ومعها بعض صحف الحكومية " الوحدوية جدا" كالجمهورية في الاحتفاء بها على ذلك النحو الذي يجعلنا نضع أكثر من علامة  تعجب حول ذلك التطابق في الموقف الذي يعكس الترابط الوثيق بين السلطة" الوحدوية , والمتطرفين من أصحاب المشاريع المشبوهة . جميعهم هللوا لذلك العمل الذي اعتبروه منجزا تاريخيا ضد الشماليين الغزاة القادمين أيضا من محافظة الضالع . هكذا  تحدثت صحيفة الجمهورية " ولاحضوا أن اسمها ينسب للجمهورية اليمنية بعد شطب العربية". ومعها تلك المواقع المشبوهة. ولم تتردد صحيفة الثورة أيضا أن تساهم في الاحتفاء بالمناسبة في افتتاحية يوم الجمعة 7/ 3 . ومعها إعلام المؤتمر الشعبي العام . بل أن بعضها أشاد بالعمل البطولي الذي عطل مهرجان المشترك.
وتحدثت صحيفة سبتمبر عن الوحدة أو الدم في عددها الصادر في نفس يوم المهرجان وكأنها تبشر بذلك العمل الطائش وتضعه في مصاف الأعمال البطولية للدفاع عن الوحدة.
إن قراءة  متأنية لما حدث من قبل كل المنتسبين للنضال السلمي الديمقراطي والمدافع عن الحريات وبعيدا عن التفسير السطحي الذي ينطلق منه البعض في موقف لا يخلو من سذاجة بأنه موجه ضد اللقاء المشترك , كفيلة بمراجعة الموقف الذي للأسف كان يفترض أن يتجه نحو الدفاع عن الحرية كقيمة وعن النضال السلمي الديمقراطي كمكسب بعيدا عن أي حسابات تتعلق بموقفهم من اللقاء المشترك.
ومع ذلك اختلطت الأمور على الكثيرين حتى في تناول الخبر ما عدا البعض ومنها صحيفة الأيام التي نسجل شكرنا لها لالتزامها المهنية والنزاهة في التغطية الخبرية للحدث.
وأخيرا نود أن نقول لصحيفة سبتمبر إن الحفاظ على الوحدة يحتاج غلى ما هو أهم من التذكير دائما بالموت , وهي التي تقترن بالحياة , فتشوا عن وحدة من هذا النوع , تؤمن الحياة للناس حتى يدافعوا عنها.

صحيفة المصدر