Home News Locally

الدعوات الانفصالية تعود الى الظهور

عبد الملك المخلافي: إخفاقات السلطة تهدّد الوحدة

عبد الملك المخلافي: إخفاقات السلطة تهدّد الوحدة

التقيناه على هامش ورشة العمل الفكرية, بمناسبة الذكرى الخسمين للوحدة السورية ­ المصرية. حدثنا عن وحدة اليمن والاخطار التي تهدد هذه الوحدة, ودعا الى عقلنة السلطة وإعادة الأمل الى الناس, قبل ان يصبح الانفصال هو الحل.
والحوار مع عبد الملك المخلافي الأمين العام السابق للتنظيم الشعبي الناصري, حوارهادئ لكنه لا يخلو من مرارة بسبب تردي الاوضاع اليمنية, وهي مرارة تلامس اليأس احياناً.

 ما هي قراءتكم للوحدة اليمنية بعد مرور ثمانية عشر عاما على قيامها؟
الوحدة اليمنية شكلت انجازا يمنيا وعربيا ضخما وكانت حدثا تاريخيا غير عادي, في لحظة تاريخية مميزة وقد توجت محاولات متعددة لتحقيق الوحدة في اعقاب والصراعات التي احتدمت بين ما كان يعرف سابقا بشطري اليمن.
ولا تزال وحدة اليمن الفتية تواجه مصاعب كثيرة. والتحدي الاول يتمثل في اقتران الوحدة بالديمقراطية, فالديمقراطية في اليمن تواجه عقبات وقيودا تهدد الوحدة اليمنية بطريقة مباشرة ناهيك عن تردي الوضع الاقتصادي, وما ينجم عن ذلك من ازمات واخفاق في التنمية الامر الذي يؤدي بدوره الى استشراء الفساد وغياب المواطنة المتساوية امام القانون. كل ذلك يشكل تهديدا مباشرا للوحدة.
ورغم كل ما تقدم فان الحل ممكن من خلال الاصلاح السياسي الحقيقي الذي يؤدي الى تصحيح الاختلالات الداخلية ويحافظ على الوحدة. وليس كما تطرح الاقلية وبدعم خارجي من امكان اعادة تجزئة اليمن وتكريس الانفصال من جديد لان ذلك لن يكون حلاً منطقيا ومقبولا.

 هل يفهم من ذلك ان هناك تخوفات من التجزئة؟
 لا اعتقد ان ذلك سيحصل, وكل ما استطيع قوله ان اعادة التجزئة ما هي الا اوهام في رؤوس واذهان البعض. بمعنى ان عملية الانفصال لن تنجح وما يجري هو ان هناك خوفا على اليمن بشكل عام وليس على شماله او جنوبه, لان اليمن الموحد اصبح حقيقة قائمة. نخاف من دخول اليمن في تمزقات اخرى وصراعات داخلية متعددة وان ما يحدث في صعدة على سبيل المثال جزء من المؤشرات, وكذلك ما يحدث في بعض المحافظات في الشمال والجنوب. ونحن نطالب بمشروع اصلاح جذري وشامل يؤدي الى الحفاظ على وحدة اليمن بشكل عام وليس الوحدة التي تمت في العام 1990 بين الشمال والجنوب فحسب.

هناك في الجنوب من يشكو من ان ظلما لحق به بعد الوحدة ما وجه الدقة في ذلك؟
 في تقديري ان لا ظلم هناك على اساس شمال وجنوب, ولا يوجد ما يمكن ان نطلق عليه اسم «اضطهاد» شمالي على جنوبي. ويكمن اتفاق اليمنيين جميعا على مشروع للاصلاح يتوسل الضغط الشعبي بطريقة سليمة لانقاذ اليمن في مجمله ولا يترك السلطة تمارس ضغطها على اليمنيين تحت ذريعة الخوف من الانفصال.

ما مدى مشاركة الجنوبيين في العملية السياسية؟
كنا نشهد في اليمن وحتى قبل الوحدة وعلى مدى تاريخها المعاصر وحدة في الحركة السياسية ولم يكن هناك شمال والجنوب على مستوى الاحزاب السياسية. وبقيت هذه الاحزاب موحدة رغم الانفصال الجغرافي. ولا تزال المشاركة اليمنية الحزبية قائمة على الوحدة اذ لا يوجد هناك حزب شمالي صرف ولا حزب جنوبي صرف ولا يمكن القول ان النشأة التاريخية لهذا الحزب او ذاك في هذا الشطر او ذاك قامت على أسس جغرافية محددة, ومن ثم فان الجنوبيين او الشماليين هم الذين يسيطرون على هذا الحزب. هناك مشاركة جنوبية في العملية السياسية وفقا للانقسام السياسي الطبيعي بين السلطة والمعارضة. ومن يرد إعادة الانقسام الى فكرة الشمال والجنوب يكن مخطئا في قراءة التاريخ وقراءة التجارب ويوفر للسلطة اسباباً اضافية لاضطهادها اليمنيين.

 هل ان السلطة في اليمن تنفذ مشاريع تنموية في الجنوب؟
هناك اخفاق واسع في المشاريع التنموية على مستوى اليمن كله. وهذا يعني انعدام التنمية في الشمال والجنوب على حد سواء علما ان السلطة تدعي انها صاحبة منجزات ضخمة في الشمال والجنوب. وفي تقديري ان حجم الفساد الذي يتحكم بالسلطة هو سبب الاخفاق في التنمية وقد يختلف الوضع من محافظة الى اخرى لكني لا اعتقد ان الاخفاق يتم على اساس شمال او جنوب بل على اساس فساد السلطة في الشمال كما في الجنوب.

 كيف تقرأون الاشتباكات المسلحة بين السلطة والناس في بعض المناطق اليمنية؟
عندما تعجز السلطة عن تأمين المساواة امام القانون, وتقصر عن منح المواطن الأمل في حياة افضل, تتراكم السلبيات وتتفجر, وتكثر الظواهر السلبية. واقتناعي ان السلطة فقدت الحكمة, وان المواطن فقد الأمل, ولا بدّ من احياء هذا الأمل عبر عقلنة السلطة, كي يخرج اليمن من المحنة التي يعيشها حالياً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن الكفاح العربي