المنافسة في الانتخابات الرئاسية مستحيلة

  • عمر الضبياني - امريكا - ولاية الاباما
  • منذ 17 سنة - Friday 30 June 2006
المنافسة في الانتخابات الرئاسية مستحيلة

كلما بدى ان هناك انفراجا في الحياة السياسية اليمنية سرعان ما يتحول هذا الانفراج الى ازمة كبيرة مستعصية الحلول والمعالجات.
والشاهد ماحدث نهاية الاسبوع الماضي حين اعلن الرئيس علي عبد الله صالح عزمة النهائي على ترك كرسي الرئاسة وقبلة تم توقيع اتفاق المبادئ بين الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام واحزاب اللقاء المشترك بعد فترة طويلة من الحوار وصلت إلى طريق مسدود وجاء لذلك إعلان اللقاء المشترك خوض المنافسة الإنتخابية بجدية وبمرشح قوي قادر على  حشد الجماهير حول برنامجه وإيصال رسالة المشترك إلى كل منزل يمني ذلك كله ما لبث أن تحول مجرد سحابة صيف انقشعت سريعا فمسرحية إعلان الرئيس ترك القصر توالت فصولها بتراجيديا هزيلة هي الأولى  من نوعها في تاريخ أنظمة الهوان العربي.

 ومن  وجهة نظري فان إتفاق المبادئ لم يكن سوى مجرد فخ لجر المعارضة الى انتخابات هزيلة تجدد الشرعية للحاكم وتمنحه شرعية منقوصة للاستمرار في السيطرة على  مقدرات البلاد والمضي بها الى الانهيار المحقق ... وكعادته داس حزب الحاكم على الاتفاق  قبل ان يجف حبره ومع ذلك لا نجد لدى إخواننا في قيادة المشترك سوى التصريحات  الرنانة  التي ما عادت تنفع أمام ما يحدث يوميا على ارض الواقع.
ومن رعيد ووعيد بمرشح للقاء المشترك يستطيع ان يحرك الشارع و يحقيق إصطفاف شعبي خلفه الى البحث عن كومبارس لاستكمال المسرحية التي بدأها رفيقهم في النضال علي عبد الله صالح.
نتفهم دواعي إعتذار الدكتور ياسين سعيد نعمان عن الترشح بإسم اللقاء المشترك لاعتبارات عديدة ومنها الاوضاع التي يعيشها  الحزب حاليا وحاجته لاعادة البناء في المرحلة المقبلة لكننا في ذات الوقت لا يمكن ان نعذر اخواننا في التجمع اليمني للاصلاح وبقية اطراف المشترك من الهروب من دخول المعترك الانتخابي واقول " المعترك".
 لست هنا بصدد  تقييم لاوضاع كل حزب او لاصدار التهم ضد اي منهم غير اني اطرح وجهة نظر وابحث عن اجابة لاسئلة تراودني كل ما عادت الي الذاكرة لمتابعة ما يجري في بلدي العزيز وكلما رايت وسمعت من مهازال في الحياة السياسية اليمنية.
لنفترض أن مبررات اللقاء المشترك منطقية في عدم إختيار المرشح للانتخابات من بين الصف القيادي الاول والبحث عن الشخصية القادرة والكفؤة لخوض المنافسة من الشخصيات المستقلة والقريبة من اللقاء المشترك  خوض المنافسة الانتخابية.
 بتاني لا يحتاج  هذا الامر الى تفكير طويل بعد إستعراض  لاسماء الذين اعلنوا استعدادهم لخوض المنافسة في الاستحقاق الرئاسي القادم نجد ان شخصية ذات باع طويل في النضال  ومقارعة الفساد والاستبداد  مثل عبد الله سلام الحكيمي  يمكن ان تكون ضالة المشترك المنشودة سيما وقيادة المشترك تعرف من  هو عبد الله سلام الحكيمي وما الذي قدمه طوال مشواره في النضال السياسي والوطني ,لا اخفيكم اني اصبت بالذهول والصدمة وانا اتصفح عدد من المواقع الالكترونية الإخبارية اليمنية المعارضة في صفحاتها الرئيسية خبر إعلان المناضل / عبد الله سلام الحكيمي عدم خوضه الانتخابات الرئاسية وأقراء في ذات الوقت أسماء قالت  بعض المواقع الاخبارية انها القائمة التي سيختار منها قيادة المشترك مرشحها ولم أجد بينها اسم المناضل الحكيمي.
الحكيمي يدرك المكانة التي يحتلها في الوسط الجماهيري اليمني  وحتى في اوساط الشباب والمثقفين وهذه القاعدة التي يستند عليها حين قرر خوض المعترك الانتخابي مع

ادراكتا جميعا ان المنافسة في ظل الاوضاع الحالية تبدو مستحيلة فالرئيس وحزبه بيدهم القوة والمال والوظيفة العامة وممتلكات الدولة والإعلام والجيش والامن في خدمتهما ولولا تلك السيطرة لم أستمرا في الحكم بضعة شهور.

[email protected]