برنامج المرحلة القادمة لمرشح المؤتمر.. إزهاق الأرواح أولاً!!

  • الوحدوي نت - المركز الاعلامي للمشترك
  • منذ 17 سنة - Wednesday 13 September 2006
برنامج المرحلة القادمة لمرشح المؤتمر.. إزهاق الأرواح أولاً!!

حملات الدعاية الانتخابية لمرشح المؤتمر الشعبي للرئاسة تحولت إلى مظاهر استعراض القوة، تارة عبر إطلاق خطابات التهديد والوعيد للمنافسين خاصة مرشح المشترك، وتارة أخرى بعملية الحشود غير المنظمة للجماهير.
وفيما لا تزال مكبرات الصوت فوق سيارات المؤتمر تنعق على طول وعرض محافظة إب بشعارات الحياة والبقاء للزعيم، ثمة أنات وتأوهات تنطلق من عموم مستشفيات المدينة، علاوة على العويل الذي يتصاعد تباعاً مع تصاعد عدد الوفيات الذي يقترب بوتيرة عالية نحو الـ(70) حالة وفاة بسبب مهرجان مرشح المؤتمر، لكن السلطات الأمنية تمارس تكتيماً إعلامياً غير مسبوق وكأن هذه المأساءه الإنسانية تمثل حالة حرب.
الفجيعة لا تتطلب من أجهزة الأمن هذا التكتيم لكن تغطية عيوب الحزب الحاكم يقتضي ذلك.
المرابطون أمام بوابات المستشفيات لمعرفة حالة ضحاياهم بسبب الطوق الأمني المفروض، لم يكونوا يدركون أن ثمن ما دفع لهم من قبل الحزب الحاكم لحضور مهرجان الرئيس هي أرواحهم، كالتي قدمها نيابة عنهم قرابة (70) قتيل بين طفل وامرأة وشيخ.
مدراء ومديرات المدارس الذين عبروا عن ولائهم المطلق للحزب الحاكم بقرابين إنسانية لأرواح أطفال من الجنسين لا ذنب لهم سوى أنهم أجبروا على الحضور قصراً.
وما زاد الطين بلة والفاجعة ذروتها، أن المستشفيات التي أسعف إليها الضحايا كانت خاوية على عروشها. جميع موظفو الدوائر والمرافق الحكومية كانوا حاضرين كرنفال مذبحة الرئاسة وشهود عيان على أن إزهاق الأرواح هو برنامج الحكومة القادم إن هي فازت.
لن تكون عمليات اقتتال وإنما موت شرعي لوسائل يعتبرها الحزب الحاكم أكثر شرعية: سياسة الفقر والتجويع والاستبداد.
لم يكن مرشح المؤتمر بحاجة إلى هذه الكارثة الإنسانية التي حشد لها طلاب المدارس وموظفو المرافق الحكومية وضغوط المشائخ والمتنفذين وغيرهم من العمال العاطلين الذين تقاضوا أجرتهم مقابل حضور هذه الكارثة، ففجائع المؤتمر كافية لقتل شعب بأسره إن هو ظل على سماحته وسعة صبره.
لماذا أيها المؤتمر تقابل هذا الوفاء بالغدر وتعامل الطيبين على أنهم سذج؟
ألم يجدر بك كحزب حاكم منذ ما يقارب ثلاثة عقود أن تترك الناس وإرادتهم أن تدعهم وقناعتهم لتقرير واختيار مصائرهم، دون أن تعلن هذا الموت الجماعي وتفجعهم بهكذا كوارث.
إذا كانت السلطة أيها المؤتمر ملك يديك لماذا تسخرها لصالحك اجعل الشعب مالكها باعتبارك راعي الديمقراطية.
إذا كانت المنجزات عنوان مرحلة حكمك دع الذين لمسوا خير هذه المنجزات العملاقة يقيمون ذلك دون إعلان الوصاية عليهم.
لم تكن بحاجة إلى حشد الناس علاوة على أبناء المحافظة أن تجيّش أبناء المحافظات الأخرى لحضور مثل هذه المقابر الجماعية : إن (450) باص نقل شوهدت ليلة فاجعة إب وفي ساعات متأخرة، قادمة من صنعاء وفي الليلة ذاتها اكد مواطنون من إب أنهم التقوا أصدقاء كثر من صنعاء وذمار  وتعز.
أليس من الأولى بالمؤتمر، بدلاً من تحويل خزينة الدولة إلى صندوق تمويل لحملته الانتخابية أن تصلح هذه الأموال هشاشة المشاريع التي ينفذها.
لقد أدت هذه الهشاشة إلى قتل ما يقارب (70)بريئاً في إب وإصابة ما يزيد عن (250)بعضهم في حالة خطرة، كما أن استعراض القوة لا يكون بحشد الناس وإجبارهم بالقوة على حضور المهرجانات وإنما بما يلمسونه من خدمات ومشاريع تنموية.