وطن في قعر الجحيم . . . أم يمن جديد ومستقبل أفضل

  • ريما الشامي
  • منذ 17 سنة - Thursday 02 November 2006
 وطن في قعر الجحيم  . .  .  أم يمن جديد ومستقبل أفضل

إزاء الأسئلة الهامة الموجهة دائما للرئيس المتعلقة بمصير الوطن والنظام الجمهوري في ظل اتجاهات وبوادر التوريث  الملموسة في مفاصل السلطة  الجوهرية والمستويات العليا في قيادة الدولة المحصورة في اطار الاسرة كانت دوما تحمل اجابات صالح ايحاءات  كنوع من الترتيب والتمهيد لفرض التوريث أمرا واقعا الى جانب تسويقه لذلك بمبررات غير موجودة  مستندا الى حالات  في دول ديمقراطيات متقدمة يراها صالح  متشابهة في اتجاهات توريث الحكم في اليمن والعودة بالبلاد الى الحكم الملكي الاسري

الرئيس قبيل الانتخابات الرئاسية الاخيرة كان أكثر شفافية ووضوح  في مقابلته الصحفية مع قناة الجزيرة  وهو يتحدث بصراحة وبشكل مباشر عن  توريث نجله وجاهزيته لاستلام السلطة من بعده  وكما هو المعتاد راح يعطي مبررات ويضرب بامثلة في ديمقراطيات متقدمة  يرى انه  يجري فيها التوريث مثلما هو في اليمن وساق حالة الرئيس الامريكي الاصغر بوش الذي قال عنه بأنه كان  ولي عهد أبيه بوش الأكبر الأمر الذي جعل الاستاذ أحمد منصور يرد عليه مباشرة ويفند له مبرارته ويصحح له قائلا : ان كلينتون هو الذي كان ولي عهد بوش وليس نجله بوش الاصغر ليوضح له عدم امكانية المقارنة مطلقا  وان المغالطات لاينبغي ان تكون بهذه السذاجة والسخف لتصدر من رئيس الدولة مهما كانت  دوافعها اذ ان  بوش الأكبر على الأقل لم يمسك بالسلطة 28 عاما  ولم يجعل مفاصل القيادة والسيطرة على السلطة في أيدي عائلته ضف الى أن نجله بوش الاصغر لم يأت عبر بوابة الجيش و لم يكن قائدا  للمارينز واهم  الوحدات العسكرية في الجيش الأمريكي  في عهد ولاية  أبيه بل أن بوش الأكبر ترك البيت الابيض بعد انتهاء ولايته ولم يكن له يد في توريث ابنه واتى بعده  بيل كلينتون  من حزب معارض ليمكث 4 سنوات فيه ومن ثم اتى بوش الأصغر بطريقة مدنية من أوساط حزب كان معارضا في فترة كلينتون وصعد عبر بانتخابات حرة نزيهة تساوى فيها الى جانب منافسه الديمقراطي   بنسبة 50% لكل منهما ولم يفز  الا بعدة اصوات قليلة لانه لم تكن مقدرات البلاد بأيدي بوش أصلا حتى يتم تسخير المال العام والوظيفة العامة والجيش والتهديد به  لتزوير الانتخابات


عموما تلك المقابلة الصحفية للرئيس التي بدا فيها مرتبكا عندما واجهه  الصحفي الذي أجرى معه المقابلة بواقع التوريث مفند له مبررات وحالات التوريث التي ساقها في اطار الدفاع عن توريث نجله  أتت  تلك المقابلة قبيل الانتخابات الرئاسية  وفي ذروة حمى التنافس الانتخابي أراد الرئيس من خلالها الكشف عن توجهاته  لفترته القادمة وتدشين مهامه المستقبلية  التي اكدها بكل وضوح بالاستمرار في اتجاهات التوريث وتجهيز نجله للسلطة من بعده  ولعل صالح  من خلال تصريحه بنيته  في التوريث  وفي توقيت الانتخابات الرئاسية اراد اختصار الطرق ومواجهة المعارضة وخطابها  وتحذيراتها  من بوادر التوريث  الملموسة في سيطرة الأسرة على مفاصل السلطة الجوهرية في الجيش  على الأقل  فقد طرح صالح موضوع التوريث  مباشرة في ذلك التوقيت ليفرضه امرا واقعا في الساحة ويواجه بها المعارضة في رسالة مفادها الى ان التوريث الذي كثر الحديث عنه قد صار اليوم مادة معروضة على الشعب للاستفتاء عليه خاصة في ظل ظروف انتخابات مختلة أفرزت نتائج غير شرعية اعتبرتها المعارضة أمرا واقعا مفروضا على الشعب وخياراته الحرة  بالقوة المحتشدة بامكانيات البلد المسخرة لاجل الفرد  الذي صار مضافا الى اسم أسرته  ال التعريف  مقارنة بالاسر الملكية في واقع يتم فيه تسخير كافة امكانات الدولة ومقدرات البلد وتحشيدها في كافة المجالات لفرض واقع التوريث حتى ان العمل الخيري صار مجالا مستهدفا يؤدي دوره ايضا من خلال جمعية خيرية تمويلها ورأسمالها اصلا من المال العام  ولتكتمل الصورة أعمال بر واحسان  على حساب المال العام الذي صار ثروة خاصة تحت التصرف الشخصي للحاكم يمنح جزءا منه  هبات وصدقات لتلميع صوره وتزيين مايريد لتمريره  بدلا من كون المال العام بديهيا هو حقوقا وملكية للشعب ليس للحكام أي ولاية او حق فيه سوى ادارة هذا المال في خدمة الوطن ومصلحة الشعب   حسبما يحدده الدستور والقانون  ولكن هل يوجد أصلا دستور وقانون حتى يتم الاحتجاج بهما في ظل حكم فردي اختصر الدستور والبلاد برمتها في شخصه  وهكذا يبلغ الاستبداد  بالشعب أقصى حدود الاستهانة والاحتقار   ليتم صناعة  اعمال البر والاحسان  الممولة من المال العام لتكون  جزءا من واقع التوريث والياته ليكتمل المشهد بتسخير كافة مقدرات البلاد لأجل فرد يختصر مؤسسات الدولة ودستورها في شخصه و  يمتلك السلطات والصلاحيات المطلقة على كل شئ في البلاد  من الجيش والقضاء والاعلام وليس انتهاء بالعمل الخيري


ان بلدنا يدار اليوم بأسوأ سياسات الاستبداد التي يمكن ان يصل لها نظام حكم الفرد  وهذا الوضع الذي نعيشه اليوم لم يشهده اليمن عبر تأريخه  المعاصر فقد صار وطننا اليوم بعد مرور اكثر من 44 عام على الثورة محكوما باسوأ واقع   قهر وظلم وطغيان  عما  كان عليه  الحال قبل الثورة فاليمن اليوم عادت الى الفردية والحكم الأسري لكن في أبشع حالاته المأساوية في ظل تسلط أسرة على مقدرات البلد ومفاصل السلطة والقوة الى جانب اعتمادها الفساد  ومراكزه وتغذيتها في ائتلاف  وتحالف استراتيجي  بين قوى الفساد والاستبداد الفردي  القائم على مصالحهما  الغير مشروعة  على حساب حقوق و مقدرات الامة ومصير ابنائها ومستقبل اجيالها  ليتم تسخير  وتحشيد  كافة الامكانات  في مواجهة الشعب وارادته بمنطق القوة  لقهره وفرض استمرار مصالح  الفساد والاستبداد ومشاريعه


لقد كان نتاجا طبيعيا  ومنطقيا للفردية والاستبداد بحكم الوطن ومصيره ومقدراته كل هذا الفساد الشامل الذي يلف تفاصيل حياة المجتمع اليمني ويأتي على كافة مستويات الحياة اقتصاديا ومعيشيا وسياسيا واخلاقيا على هذا النحو الذي نعيشه اليوم ترديا مريعا  في مستويات الحياة الانسانية والخدمات الاجتماعية وتخلي الدولة عن وظائفها القانونية في اطار الدستور العقد الاجتماعي بين السلطة والمجتمع   وقد وصل  الفساد وسوء الادارة في هيكل الدولة بكافة مستوياتها الى مرحلة خطيرة  تهدد الوطن بالانهيار الشامل في كافة مقومات الحياة وهذا ما تحذرنا منه المنظمات  الدولية التي ترصد بشكل علمي موضوعي درجات الفساد وسوء الادراة التي بلغت أدنى مستوياتها ووضعت بلدنا في قائمة  الدول الفاشلة المهددة بالانهيار  كواقع يحكي  أحد مظاهر ونتائج الاستبداد المؤسس على معايير الفساد

البلد اليوم محكوما بمعايير درجة الولاء  للاستبداد بدلا عن استحقاقات المفاضلة العلمية والكفاءة  وشغل الوظيفة العامة في كافة مسوياتها خاضعا و محكوما بمعايير الفساد القائم على درجة الولاء  والقرابة الشخصية والمحسوبيات ويجري توريثها أيضا  فكان من الطيعي جدا استفحال الفساد وتمدده رأسيا وافقيا  من القمة الى القاعدة في جسد الدولة اليمنية التي صارت اليوم في أدنى مراتب التخلف وفشل التنمية تحصد اعلى معدلات الفقر والجوع والمرض  وانهيار مقومات الحياة الانسانية  لتصل الى المرتبة 151 من اصل 171 بمعدلات درجة النتمية البشرية  حسب تقرير التنمية البشرية الصادر عن الامم المتحدة  لعام 2005


المستويات الوظيفية   في الدولة ابتداء من درجة مدير عام  مسؤل عنها الرئيس مباشرة هو الذي يعين هذا ويقصي ذاك   وبتوجيهات شخصية وقرارات جمهورية ايضا  و باسلوب ادارة الدولة بالتليفون
وبالنسبة لمراكز القيادة التنفيذية  العليا فهي  محصورة في أضيق نطاق للولاء  القائم على أساس معايير القرابة الأسرية  وصلة الدم  ويدافع الرئيس عن سياسته تلك في تعيين أقاربه وأفراد أسرته في المراكز القيادية العليا في  الدولة بدلا عن اخضاع هذه الوظائف لشروط الاستحقاق والمفاضلة العلمية من خلال  المؤسسات الرسمية أجاب قائلا  ان ذلك يعود لتوفر الولاء الشخصي في الأقارب الامر الذي يعد شرط استحقاق لشغل الوظيفة العامة وتوريثها


الرئيس خلال 28 سنة  من حكمه يدير البلاد بالازمات يخلق الصراعات  ويستخدم الخصوم ضد بعضهم كأحجار شطرنج واوراق لعب يحركها كيفما يشاء لمصلحته في الوقت الذي يكون بحاجة اليها ثم يتنكر لها ويحرقها بعد ذلك وهذا ماجاء باعترافه شخصيا  فهو خلال 3 عقود  من حكمه كان طرفا أساسيا والمستفيد الرئيسي في الأزمات المستدامة التي يعيشها الوطن  وفي كل نهاية أزمة يبدأ في التخلص من حلفائه وشركائه  وكما يعتمد هذه الاستراتيجية في السياسة يستخدمها أيضا في الجيش  الذي يركز صالح فيه جهوده لضمان ولائه كونه يدرك كحاكم عربي أن الجيش هو مركز قوة النظام و الضمانة الحقيقية للتفرد والبقاء في السلطة
 لذلك عمل خلال  عقود حكمه المنصرمة على ربط ولاء الجيش لشخصه  وراح يضيق دوائر القيادة والسيطرة على الجيش ويحصرها في أضيق نطاق لدرجة الانتماء الأسري له

صار  نجله العقيد الشاب أحمد العائد لتوه من الولايات المتحدة قائدا لأهم وأقوى 3   وحدات الجيش تسليحا وتدريبا مجتمعة مع بعض  ومن ثم يأتي أبناء أخيه الشقيق محمد : يحي وطارق في قيادة وحدات عسكرية تمثل الصف الثاني والرديف التالي لقوات أحمد  بالعتاد والتدريب والتسليح  وهي قوات الحرس الخاص والأمن المركزي  ثم يأتي رفيق دربه المخلص وأخوه غير الشقيق علي محسن الأحمر في قيادة الفرقة الاولى  والمحور الشمالي ثم تتوزع بقية مراكز القيادة والمحاور في بقية أفراد الاسرة حسب درجة القرابة تدريجيا   ومن ثم أبناء المنطقة

معطيات التوريث هي حقائق على أرض الواقع ولعلها تبرز بشكل أكثر وضوحا في قيادة الجيش الذي يعتبره صالح ضمانته الحقيقة والقوة الضاربة في مواجهة الشعب لفرض نفسه واستمراره  أمرا واقعا  ومن ثم توريث الحكم لابنه من خلال بوابة الجيش التي أتى منها صالح نفسه الى الحكم رغم ان زملائه من الزعماء العرب غيروا الأسلوب القديم  واعتمدوا الأسلوب المدني لتوريث ابنائهم
 اليوم الجيش لاحول له ولاقوة  وقد صار مجرد ميلشيات خاصة مرتبطة بفرد يسخره لأجله واستمرار تسلطه وتنفيذ  ومشاريعه  ويرهب به الشعب ويهدده بالزج به   في فوضى واقتتال وحروب داخلية  اذا مارفض الشعب الحكم الفردي ومشاريع التوريث  وعبر عن قناعاته وخياراته الحرة  كما حدث ذلك بالضبط في انتخابات الرئاسة الاخيرة


الشئ المأساوي ان صالح خلال عقود حكمه الممتدة منذ نهاية سبعينيات  القرن الماضي الى اليوم وهو يتحدث دائما عن دولة المؤسسات  والقانون  وان البلاد سوف تسير بشكل اعتيادي مؤسسي حسب الدستور في حالة غيابه وذكر بذلك كثيرا قبيل مسرحية اعادة ترشيح نفسه في رسالة أراد بها ان يضحك على الشعب ويخوفه أيضا  من الحال التي ستئؤل اليها البلاد  في حالة غيابه حيث لا مؤسسات ولا يحزنون انما هو الممسك بالتوازنات ومراكز القوى التي هدد بأنه سيفلت  لها لتتحول الى ثعبان  لتعيد البلاد الى  حالة الفوضى والخراب   في رسالة موجهة للشعب والمعارضة معا  للتحذير من المصير المأساوي لعدم بقائه في السلطة


 وكل ذلك  منطقيا فحقيقة صالح منذ توليه السلطة في 78  لم يسعى ولم يتجه ابدا خطوة واحدة نحو بناء الدولة ومؤسساتها  ولعل حال البلاد في يونيو 2006 قبيل مسرحية التراجع عن عدم الترشيح تكشف عن مدى شكلانية مؤسسات الدولة وافراغها من مضمونها وأدوارها الدستورية  ولنكتشف أيضا حقيقة ان كل مكونات النظام والدولة هي ديكورات لتجميل الفرد وتمجيده  في واقع البلد هي على كف عفريت بعدم وجوده خاصة بعد التهديد بأن الثعبان سوف يفلت لتتحول البلد الى ساحة ثعابين


نعم كل معطيات  هذا الوضع المأساوي  لم تأت من فراغ فالرجل لم يدخر جهدا في تأسيس حكم فردي مطلق مركزه الفرد في حصر كافة السلطات والصلاحيات المطلقة بيده واختصار عمل  المؤسسات  والدستور بشخصه وتوجيهاته الى مستوى ادارة الدولة بالتليفون  وبالتالي لايكون مستغربا استهتاره بحال البلاد ليقول في اليوم الأول قبيل تراجعه عن قراره بعدم ترشيح نفسه بأن البلد بدون سوف تسير بشكل طبيعي جدا عبر المؤسسات والدستور ومن ثم يعود في اليوم التالي ليبرر ترشيح نفسه بأنه اتخذ قرار التراجع  ليعود لحماية الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية أيضا من الوحوش المكشرة  ولينسف الحديث عن دولة المؤسسات جملة وتفصيلا وان الأمور لاتعد أكثر من كونها وحوشا مكشرة وثعابين  في غابة كبيرة تحتاج لأسد يحكمها


حسب الرئيس في تصريحه قبيل تقديم أوراق ترشيح نفسه فان من الح مهامه المستقبلية  هي الحفاظ على الثورة والجمهوربة  والوحدة طبعا على طريقته  التي تقتضي استمرار تسلطه واستمرارية  صناعة الازمات  وخلق الصراعات واعادة انتاج سياسات الفساد  المتبعة في حكم البلاد  خلال 28 سنة وهذا كله  تفرضه طبعا  ظروف مواجهة اعداء الثورة والجمهورية التي  مضى عليها أكثر من 44 عاما

والمؤكد ان البلاد تنتظرها مأسي جديدة وظروفا قاسية هي أسوأ مما مر عليها خلال ال28 عاما المنصرمة  فتراكم الخبرة سيسهم في اعادة انتاج وابتكار سياسات طالما دفع الشعب ثمنها من حياته ودمه  وحريته  وكرامته ولقمة عيشه ولكن هذه المرة يبدو ان الثمن سوف  يتضاعف خاصة وهناك ظروفا تستدعي صناعة أزمات جديدة وتفجير حروب أخرى واعادة انتاج وصناعه سياسات وتوازنات  ومراكز فساد تتناسب مع مواجهة استحقاقات قادمة أقلها ايجاد ظروف ومبررات تستلزم بقاء الحكم الفردي كضرورة وطنية لاستمرار الحفاظ  على الثورة والجمهورية والوحدة  الأمر الذي يستدعي بقاء المواجهة مفتوحة مع الوحوش المكشرة عن أنيابها  ومن ثم تنتقل هذه المواجهة بالوراثة في اطار الأسرة  كضرورة وطنية أيضا


عمليا الساحة  مهيئة لمواجهة مفتوحة  مع أعداء الوطن بشكل عام  من مختلف التوجهات وكذلك اتجاه هذه المواجهة محسومة سلفا لكن فقط نرجو ان يتم التصرف بحكمة فالوطن لايحتمل مزيدا من الحروب  والازمات وعلى الأقل يمكن الاستفادة من توفير اعداء الوطن والثورة والجمهورية  في ابقائهم  كشماعة يتم تعليق الاخطاء  عليهم  كعناصر معيقة للتنمية الشاملة المستدامة وحتى اتهامها بالفساد   وكذلك التفاخر أمام العالم بوجود ديمقراطية  متقدمة تسمح بوجود أشرار وذلك في اطار ضمان استدرار استمرار تدفق  المساعدات والهبات الدولية

ومن ناحية أخرى وطالما ان الامور تسير بشكل انسيابي  وسلمي فان صالح سيواصل مشواره ل 7 سنوات قادمة  ومن ثم سيكمل نجله أحمد المشوار في مواجهة الضباع والوحوش المكشرة  فليس هناك أية مخاوف  حتى اذا أراد الرئيس نفسه تمديد فترة حكمه او فترة أخرى  فالأمر طبيعي جدا  ومن خلال تعديل دستوري يستطيع صالح تعديل الدستور حسبما يريد كما هو أساسا حال ها الدستور المفصل على مقاسه و دون الحاجة الى ادخال البلد  في أزمات جديدة ودورات عنف لاتحتمل المزيد منها


وطالما زمام الامور منقادة  وتوازنات القوى تحت السيطرة   والكل بمن فيهم الوحوش المكشرة مقرين بشرعية قوة الامر الواقع التي لها مطلق الحرية في التصرف بالبلاد ومصيرها كيفما شاءت فينبغي  في هذه الحالة الالتزام بقوانين شرع الغاب التي تحفظ أمن الغابة  وتحفظ بقاء الاسد سيدها وملكها  والأسد كونه سيد الغابة لايسودها فقط بقوته وعضلاته وبطشه بل بحكمته أيضا خاصة وانه يدير غابة من  شتى أنواع الوحوش المكشرة والمفترسة  والأفاعي بأنواعها  وبلدنا قد شبعت أزمات وحروبا وفساد ا فليس هناك من حكمة ولا من مصلحة  من التصرف بملكية أكثر من ملك الغابة نفسه الذي لايعتمد  عضلاته وما أتاه الله من قوة في قهر رعيته  من الوحوش والثعابين  وحيث انه دائما ما يلجأ الى اظهار أنيابه كنوع من التلويح بالقوة فقط  وقديما قالت العرب :        اذا رأيت أنياب الليث بارزة . . . . . . . . . . فلا تظنن بأن الليث يبتسم

ولاضير من الاستفادة من مخلوقات الله كان نملة أو غرابا أو أسد  حيث   والأخير  يخوض نفس التجربة في حكم وحوش مكشرة  والله سبحانه وتعالى  جعل  الحياة وماعليها مسخرة لخدمة الانسان وافادته وقد أرسل سبحانه وتعالى الى ابن ادم الذي قتل اخاه ولم يجد كيف يتصرف بجثته أرسل اليه غرابا يبحث في الارض ليدفن جثة أخية ليعلمه كيف يواري سواءة أخيه  عندها قال ابن أدم :

   ( قال ياويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين) صدق الله العظيم


والا كيف لنا ان نتصور يمنا جديدا حتى في ظل انعدام أبسط شروط قانون الغاب  وأي مستقبل أفضل هذا الذي ينتظرنا